ترقب دولى حذر، تتوجه فيه انظار العالم نحو الازمة السعودية الايرانية ، التى وصلت حدتها لقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد ردود الافعال العنيفة التى أحيطت بمقر القنصلية والسفارة السعودية بإيران لتتصاعد التنديدات وإعلان الشجب الدولى حول ردود الافعال الايرانية والتعقيب على القضاء السعودى وتنفيذ أحكام بالاعدام ضد 47 متهم متهم بقضايا الارهاب ويشتبه فى انتمائهم لتنظيمات ارهابية تسعى الى تخريب وتقسيم المملكة والدول العربية. شملت لائحة المتهمين التى أصدرتها الداخلية السعودية صباح السبت الماضى، قائد شيعى يدعى نمر النمر، من مواليد عام 1959 فى بلدة العوامية بمحافظة القطيف شرقى السعودية، وهو المحرض على حركة احتجاجات ضد الحكومة السعودية فى عام 2011، وتعرض للإعتقال ثلاث مرات بتهمة إثارة الفتن وهجومه على الاسرة المالكة ووجهت له السلطات السعودية تهم تتمثل حول الدعوة الى التدخل الخارجى، ليتم اعتقاله فى يوليو 2012 بعد محاولاته الهرب ومقاومة السلطات، وسافر عام 1980 الى ايران ليظل 10 سنوات هناك يدرس فى مجالات الخطاب الدينى والدعوة ثم توجه بعدها الى سوريا لإستكمال دراسته ليعود الى المملكة العربية السعودية ويثير الفتن بالتحريض ضد السلطات والاسرة المالكة فى فيديوهات مصورة توثق خطاباته المتطرفة. أعلن بيان وزارة الداخلية السعودية عن تنفيذ احكام الاعدام بحق المتهمين لتتصاعد ردود الافعال الايرانية بتهديد المملكة السعودية وهدد أعضاء البرلمان الايرانى عن التيار المتشدد بالنتيجة التى تنتظرها المملكة ودفع ثمن باهظ نتيجة تنفيذ أحكام الاعدام، كما دعا أحمد خاتمى عضو الهيئة الرئاسية فى مجلس خبراء القيادة الايرانية الاجهزة الدبلوماسية الى اتخاذ الاجراءات المناسبة، وتزامنت التصريحات مع هجوم المتظاهرين على مبنى السفارة السعودية فى طهران والقاء قنابل وزجاجات حارقة أدت الى إشعال النيران به، واقتحام السور ودخول المقر وكشفت الصور والفيديوهات عن تورط الحرس الثورى فى عمليات تدمير مقرات السفارة وكذلك القنصلية السعودية لترد الخارجية السعودية بتحميل طهران المسئولية عن حماية مقارها الدبلوماسية فى ايران. تابعت الصحف العالمية تفاصيل حوادث الاقتحام بإهتمام لتكشف جريدة الديلى ميل البريطانية عن تفاصيل عملية الاقتحام وسط عدم تواجد موظفين سعوديين ليتم إزالة العلم من المبنى، كما توقعت جريدة فاينانشال تايمز البريطانية ان يزداد اشتعال العداء بين القوتين الاقليمتين فى المنطقة، ورصدت وصول سيارات الاسعاف بعد ساعات من الهجوم بعد تغطية المبنى بالدخان، وازدادت الامور تصاعدا ليعقد وزير الخارجية السعودى عادل الجبير مؤتمر صحفى يعلن فيه قرار المملكة السعودية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع ايران مؤكدا ان المملكة حريصة على التصدى لتحركات ايران العدوانية، وألمح فى كلمته الى تدخل ايران فى شئون الدول العربية مؤكدا ان الدولة العربية والاسلامية ليست فريسة وهناك إدراك تام من العالم العربى لتحركات طهران، وتجاوزها بالتدخل فى الشأن القضائى السعودى، ويأتى الموقف السعودى مدعما من قبل الدول العربية التى اعربت وزارات خارجيتها عن رفض المساس بالمقار الدبلوماسية وأعرب المتحدث الرسمى بوزارة الخارجية المصرية عن إدانة مصر لحادثتي إحراق السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مدينة إيران، مؤكدا علي ضرورة احترام حرمة مقار البعثات الدبلوماسية والقنصلية وسلامة الأفراد العاملين بها، والتي كفلتها اتفاقيات فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية واليوم انضمت الصومال الى قائمة الدول التى قطعت علاقتها الدبلوماسية بايران تضامنا مع الموقف السعودى.