تقارير خطيرة تربط بين صعود أشهر تنظيم إرهابى فى العالم وملف الإتجار بالمخدرات، حيث تكشف الهيئة الفيدرالية الروسية عن أهم مصادر تمويل تنظيم داعش الإرهابى وهى تجارة الهيروين الافغانى الذى يتم تهريبه عبر أفغانستان ليدر أرباحًا طائلة تصل الى مليار دولار سنويا تسهم فى تمويل التنظيم بشكل ثابت، وتتوالى التقارير الصحفية التى تشير إلى العثور على كميات هائلة من الكوكايين فى منازل قياديى التنظيم وإدمان أشهر عناصره لمخدر الهيروين الخطير، وظهور آثار المواد المخدرة لمرتكبى العمليات الإرهابية بعد تحليل أشلاء جثثهم. وبجانب نجاح تنظيم داعش فى تأمين تهريب نصف كمية الهيروين التى يتم دخولها الى اوروبا، تشير مصادر عراقية وكردية الى اعتماد داعش على زراعة المواد المخدرة كالحشيش والأفيون وخاصة في مدينة الموصل من أجل تأمين متطلباته المادية من خلال الإتجار بها وتصديرها الى مناطق اخرى وكشف مسئول الحزب الديمقراطى الكردستانى عن عملية الزراعة السرية للمواد المخدرة التى تحولت الى عمليات علنية بسبب وقوع خلافات بين افراد التنظيم فى الموصل. إرهاب العصابات أشعلت المخدرات اشتباكًا عنيفًا بين تنظيم داعش الإرهابى وأخطر مهرب مخدرات فى العالم، لتلفت الانتباه نحو صراع خفي، لم يتم الكشف عن تفاصيله بشكل كامل، الا انه أعاد أشهر تاجر مخدرات الى الاضواء من جديد بعد بثه رسالة مشفرة تتضمن تهديد شديد اللهجة لزعيم تنظيم داعش ابو بكر البغدادى يؤكد فيها انتقامه القريب من داعش بإرهاب حقيقى لم يره من قبل بعد تدمير شاحنات المخدرات الخاصة بعصابة سينالو الشهيرة، وأعادت الصحف والمواقع العالمية سرد تفاصيل عن حياة خواكين جوزمان الملقب ب "إل تشابو" والذى ترصد الولاياتالمتحدةالامريكية مكافأة قيمتها 5 ملايين دولار لمن يسهم فى القبض عليه بعد اتهامه بإغراق امريكا بالمخدرات على مدار 12 سنة، كما رصدت المكسيك مكافأة تصل الى 30 مليون دولار بعد فراره من السجن فى عام 2001. اعتقدت السلطات المكسيكية فى فبراير الماضى انها وضعت حدًا لأسطورة "ال تشابو" وذلك بعد الإعلان عن إلقاء القبض عليه، والعثور عليه فى شقة صغيرة فى منتجع مازاتلان السياحى بعد مطاردة طويلة استمرت 13 عاما، تلقت خلالها الاجهزة الامنية اتهامات بالضعف والفشل امام أفراد المافيا وعصابات الإتجار بالمخدرات، الا انها نجحت فى إلقاء القبض عليه بعد سلسلة مطاردات بوليسية من خلال تعاون دائرة مكافحة المخدرات والهجرة والجمارك الامريكيةوالمكسيكية فى عمليات التتبع والتنصت على المكالمات الهاتفية، وانتهت المطاردة بعملية مداهمة لقوات المارينز المكسيكية لمقر اختبائه بعد التوصل اليه، وتلقى معلومات تفيد بوجوده بين 7 منازل شديدة التأمين والحراسة عبر بوابات حديدية، مرتبطة ببعضها عبر انفاق ارضية تحت حمامات السباحة تتصل بشبكة الصرف الصحى للمنازل، ليصبح رهن الاعتقال برفقة عدد من افراد عصابة سينالو الشهيرة وفى نفس الوقت نجحت السلطات الامريكية فى القاء القبض على قيادات من افراد العصابة على اراضيها فى حملة دولية للحد من انشطة الاتجار فى المخدرات. هروب اسطورى لم تمر اشهر قليلة على انتصار السلطات المكسيكيةوالامريكية، حتى عاد اسم ال تشابو من جديد ليتصدر عناوين الصحف والمواقع العالمية بحادث غريب وتفاصيل مثيرة نجح خلالها فى الهروب من أكثر السجون حراسة فى المكسيك حيث نجح فى الهرب عبر نفق تحت الارض طوله 1500 متر، ورصدت كاميرات السجن الذى يقع بوسط البلاد اللقطات الاخيرة له اثناء وجوده فى منطقة الاستحمام مساءً الا ان غيابه اثار شكوك حراس السجن ليقوموا بالبحث عنه واعلان حالة الطوارئ وتعليق الرحلات الجوية فى مطار تولكا القريب من منطقة السجن، وعلى اثر الحادث تم نقل عشرات الموظفين والحرس الى العاصمة المكسيكيةمكسيكو سيتى لاستجوابهم بها للاشتباه فى تورط بعضهم فى مساعدته للهرب. وبالرغم من قصر طول ال باتشو الا ان قصة حفر الانفاق تحولت الى قصة اسطورية يتداولها العالم لتثير تساؤلات حول كيفية حفر نفق طوله 1500 متر ويبعد 10 امتار تحت الارض، واستخدمت فيه معدات ضخمة واجهزة وحفارات وشاحنات لنقل الركام، ليتسع عرض النفق الى 70 سنتيمتراوارتفاع متر ونصف، وكشفت تقارير الشرطة عن تورط 8 اشخاص ساعدوا ال تشابو فى عمليات الحفر الذى يصل الى مكان الاستحمام الخاص به فى السجن لأنه المكان الوحيد الذى يخلو من كاميرات المراقبة بداخله، وفى ليلة الهروب انتظرت سيارات عديدة ال تشابو وبداخلها ما يزيد عن 10 اشخاص ليخرج من النفق ويقومون بنقله الى مكان قريب من السجن عبر طائرة هليكوبتر شعر بها اهالى المنطقة قبل اختفائها سريعا. سجل إجرامى وقدرت الصحف المكسيكية تكاليف هروب ال تشابو بحوالى 50 مليون دولار، ليتحول الحديث عن القاء القبض عليه مرة أخرى الى احلام لا يمكن تنفيذها على ارض الواقع، وشنت الشرطة حملة امنية واسعة لإلقاء القبض على المتورطين فى الحادث من العاملين فى السجن وخارجه، ويحفل السجل الإجرامى لال تشابو زعيم عصابة سينالو الذى هرب من قضاء عقوبة بالسجن 20 عامًا بعدد من الاحداث الدامية، تسجل لحظات هروبه للمرة الاولى فى عام 2001 عبر اختبائه فى عربة نقل الملابس المتسخة، وفى نفس العام ألقت الشرطة القبض على شقيقه لتغتاله احدى العصابات المنافسة فى السجن، كما فوجئ بقتل ابنه ادغار انتقاما منه، وتسعى عصابة سينالو الى وضع بصماتها المخيفة طوال الوقت لتؤكد انها اقوى من الاجهزة الامنية ففى الوقت الذى اتهم فيه رئيس اساقفة المكسيك الشرطة بالتكاسل عن اعتقال ال تشابو مؤكدا ان الشعب بأكمله يعلم مكان اختفائه الا الحكومة، استيقظ الجميع فى اليوم التالى على حادث بشع عثر فيه على جثتى ضابطى جيش وبجوارهما ورقة مكتوب فيها " لا يمكن للحكومة او الاساقفة التعامل مع آل تشابو"، وهو الامر الذى يفسر مدى الاهتمام الاعلامى العالمى لرسائل التهديد التى وجهها ال تشابو الى زعيم تنظيم داعش ليؤكد ان ثمن اتلاف شاحنة المخدرات سيكون غاليا.