يقول دكتور أحمد دره إستشاري الكبد والجهاز العضمي إن الكبد هو مخزن السكريات البسيطة والمركبة في جسم الإنسان ولذلك فإن أي خلل في وظائف الكبد بسبب الأمراض المختلفة يؤدي إلي حالة من الاضطراب في منسوب السكر بالدم، ومن المعروف أن السكر البسيط " الجلوكوز " هو مادة الحياة لإنتاج الطاقة في جميع خلايا الجسم فإذا نقص عن معدله الطبيعي يحدث في ثوان معدودة هبوط في إنتاج الخلية الحية للطاقة وعلي أثرها تحدث مضاعفات كثيرة وخطيرة خاصة بالنسبة لخلايا المخ التي تؤدي إلي فقدان الوعي وأحيانا الموت للخلية وتلفها مما يخلف مرضا مزمنا كالشلل وغيره بالجهاز العصبي. يضيف دكتور دره: من هنا جاءت أهمية الكبد السليم في الحفاظ علي توازن منسوب السكر بين الدم والخلايا الحية وهو أيضا مكان ومصنع للطاقة والعمليات الحيوية الكبري اللازمة لحياة الإنسان وفي حالة الأمراض الكبدية خاصة المزمنة يجب علي المرضي الانتباه جيدا لأسلوب التغذية خاصة في شهر رمضان بالإضافة لقيادة السيارات فلا ينبغي للمريض الذي يعاني من مرض التليف الكبدي المصحوب بمضاعفات مثل الاستسقاء ودوالي المريء والإنيميا وضعف المناعة ونقص الصفائح الدموية أن يصوم أو يقود السيارة وكذلك المصابون ببوادر الغيبوبة الكبدية فالصوم والقيادة يمكن أن يؤدي إلي حدوث الغيبوبة الكبدية التامة وهنا يكمن الخطر ومن الضروري الرجوع لاستشاري أمراض الكبد في مثل هذه الأمور ليحدد للمريض إمكانية قيادة السيارات أو الصيام في رمضان. مرضي السكر أما الدكتور أحمد سمير إستشاري أمراض السكر فيقول: يجب علي الذين يعانون من ارتفاع او انخفاض مستوي السكر في الدم ومرضي القلب عدم القيام بأعمال يمكن أن تنهك قوتهم الصحية مثل قيادة السيارات أثناء فترة الصيام فمع الصيام والإرهاق وإرتفاع الحرارة من الصعب ضبط النفس. و مع أن القيادة تتطلب الكثير من التركيز وذلك لأن المخ اثناء الصيام يكون بطيئا في الاستجابة، لذلك أنصح المرضي المصابين بأمراض مزمنة وخاصة مرضي السكر عدم القيادة اثناء فترة الصيام لأنه ممكن أن يصاب في أي وقت بالصداع وإضطراب الرؤية وحدوث رعشة بالإطراف وزيادة بضربات القلب وهذه الأعراض بالطبع تمنع المريض من قيادة السيارة لأن ذلك يعرضه للخطر. يقول دكتور وائل سالم إستشاري التغذية غالبا ما يشعر الصائم في الساعات الأولي من النهار بالنشاط والحيوية والقدرة علي الحركة بسهولة وبالتالي يجب أن نستفيد من هذا النشاط في قيادة السيارات لأن الجسم يكون في أقصي نشاطه خاصة أن حرارة الشمس تكون معتدلة وبالتالي يتفادي التعرض للشمس ودرجات الحرارة العالية وذلك أيضا قبل إنخفاض السوائل في الجسم والشعور بالخمول وهو ما يترتب عليه عدم القدرة علي التركيز وفقد الأعصاب مع أي سائق آخر وبما أن القيادة أدب وذوق وأخلاق فيجب علي الصائم إلا يقود سيارته إلا وهو يتمتع بمزاج جيد وأيضا أنصح الصائم بالنوم لا يقل عن ثماني ساعات وذلك لراحة الجسم والقدرة علي التركيز ويجب علي الصائم خاصة قائدي السيارات الأجرة مثل التاكسي والميكروباص والتي يتطلب عملهم القيادة في نهار رمضان الأطعمة التي تعطي إحساسا بالشبع لأطول فترة ممكنة مثل السكريات والنشويات والبقوليات والبطاطس والمعجنات بالإضافة إلي شرب كمية مناسبة من الشاي والقهوة منذ الفطار حتي وقت السحور لأنها تعطي دورا منها للجسم خلال فترة الصوم وتناول المكسرات التي تعطي الجسم طاقة وشرب الكثير من المياه حتي وقت السحور. أما مرضي السكر فيجب تنظيم وجبتي الإفطار والسحور مع وقت تناولهم جرعات الأنسولين ومتابعة نسبة ارتفاع أو انخفاض مستوي السكر في الدم ويجب إستشارة الطبيب الخاص بهم لتعديل مواعيد الجرعات وكمية الأطعمة التي لا تتعارض مع هؤلاء المرضي في وجبتي الإفطار والسحور. أدوية مهدئة ويؤكد د. حسام كحلة استشاري الأمراض النفسية والعصبية ذكر أن أكثر مشاكل القيادة أثناء الصيام تتمثل في الغفوة أثناء القيادة خاصة علي الطرق السريعة وأن هناك الكثير من المرضي النفسيين يستعينون بأدوية مهدئة أو أدوية تساعدهم علي الناشط والتيقظ ، وهناك العديد من النصائح من المهم تطبيقها لتفادي الغفوة أثناء القيادة، منها: ضرورة الحرص علي بقاء أحد الأشخاص المرافقين للسائق مستيقظا للحديث إلي السائق طوال فترة الرحلة وتشجيعه علي الاستراحة في حال ظهور علامات التعب عليه، فمن بين العوامل التي تزيد من مخاطر الغفو أثناء القيادة نوم أحد الأشخاص الذين يجلسون قرب السائق. كما يجب التوقف عن القيادة بعد كل ثلاث ساعات وأخذ قسط من الراحة داخل السيارة أو خارجها. المشي قليلاً واستنشاق الهواء النقي، لأنَّه ينعش الجسد والروح ومفيدٌ للتركيز, وبالتالي يفضل الركن قليلا والتحرك حول السيارة مرتان أو ثلاثة لتنشيط الجسم.. وتفادي مواصلة القيادة بعد الاستراحة إذا كان الإنسان لا يزال يشعر بالتعب،ومن الأفضل تبادل القيادة في حال السفر لمسافات طويلة. بالاضافة الي الاهتمام بالسحور، لأنَّه يبقيك نشيطًا ويقظًا طوال اليوم. جرس الإنذار ويري الدكتور سمير محمود استشاري التغذية الطبية أن المشكلة تتمثل في وعاداتنا وتقاليدنا فلقد طرأت تغيرات علي عاداتنا الرمضانية اليومية، فحوّلنا ليله إلي نهار، نمارس فيه الأنشطة، من التسلية ومشاهدة البرامج التلفزيونية وانتهاءً ببعض البرامج الثقافية والاجتماعية، وربما واصلنا الليل بالنهار وذهبنا إلي أعمالنا دون نوم لإعطاء الجسم حقه من الراحة لاستئناف دورة الحياة من جديد وحينما يختل توازن دورة الحياة بهذا الشكل، فيتحول الليل إلي نهار بالسهر لأي أمر كان، والنهار بالقسر إلي يوم عمل أو دراسة، فإن الإنسان يفقد قدرته علي التركيز، فيحيط به الخطر عند إدارة أي جهاز يحتاج إلي توازن جسمي أو تركيز ذهني، ومن ذلك قيادة السيارة من وإلي العمل , فحين لا يأخذ الجسم كفايته من الراحة والنوم نتيجة لإحياء ليل شهر رمضان بالسهر داخل المنزل أو خارجه، ينتج عن ذلك العديد من مشاكل الصحة والسلامة، ويؤثر علي إنتاجية الموظف واستيعاب الطالب، لوقوع الإنسان في أسر الإرهاق والإعياء ومقاومة الحاجة والرغبة الملحة في النوم. ولوحظ علي الذين لا ينالون قسطا كافياً من الراحة والنوم، قلة التركيز، والتوتر، وسرعة الغضب، وبطء رد الفعل تجاه الأخطار، خصوصاً أثناء العمل أو قيادة السيارة فللجسد عليك حقاً، وأثناء الانشغال بالبرامج الرمضانية، ينبغي ألا تنساه، فأعطه حقه من الراحة، وجدوِل نشاطاتك اليومية بحيث تضمن لنفسك القدر الكافي من النوم قبل التوجه لعملك أو مدرستك. وبعض الناس قد تشعر بالحيوية واليقظة التامة لو كانت مشغولة ذهنيا بموضوعات حياتية مثل مشاكل الأسرة والعمل.. ولكن حين الوصول لحل لهذه المشاكل يعود الجسم إلي طبيعته، وقد يكون لحظتها يقود سيارة، ولا ينتبه إلي الخطر إلا بعد فوات الأوان، ولن تكون حينها مصدر خطر علي نفسك ومرافقيك في سيارتك فحسب، بل علي كل شركائك في الطريق. وهناك مؤشرات تدق جرس الإنذار، إذا تنبه لها السائق، ساعدته علي كشف وضعه وتداركه في الوقت المناسب، من هذه المؤشرات: وشرود الذهن وتشتت الأفكار والتثاؤب المتكرروعدم تذكر الأشياء التي حدثت قريباً ومنها معالم الطريق الذي مررت به تواً بالاضافة إلي عدم القدرة علي التركيز والاستيعاب وصعوبة إبقاء العينين مفتوحتين. والشعور بضعف في الرؤية وصعوبة إبقاء الرأس مرفوعاً. والتأرجح بين المسارات، أو الخروج من الشارع إلي جانب الطريق أثناء القيادة.. يضيف ايضا هناك القلق وسرعة الانفعال وآلام في العضلات