منذ نكسة يونيو 67 والشعب المصري كله توحد تحت هدف واحد وهو نفض عار الهزيمة والعبور إلي الكرامة واسترداد سيناء الحبيبة من يد الغاصب الصهيوني. 6 سنوات أمضاها الشعب المصري كله غاضباً ثائراً لا يريد شيء من الحياة سوي الثأر لشهدائنا في معركة 1967 التي شنتها علينا إسرائيل بإمكانيات تفوق كل إمكانياتها العسكرية وبمساعدة أمريكية فجة. وجاءت اللحظة الحاسمة يوم السادس من أكتوبر عام 1973 واتخذ الرئيس الراحل السادات قرار الحرب وعبرت قواتنا المسلحة قناة السويس وحطمت خط بارليف في 6 ساعات وهرول فئران إسرائيل أمام أسود القوات المسلحة، وشاهد العالم جولد مائير رئيسة وزراء إسرائيل- وقتها- تصرخ: انقذوا إسرائيل.. المصريون قرروا فناء دولة الصهاينة. هكذا كانت الصورة بلا رتوش علي الجبهة. جنود مصر- خير أجناد الأرض- يكسرون سلسلة الذل والهوان، وفئران إسرائيل يهرولون بملابسهم الداخلية ويصرخون كالنساء أمام زئير المصريين الأبطال. وتحقق نصر الله.. وحطمت قواتنا المسلحة جميع المقاييس والخطط العسكرية وعلمت العالم كله أن نكسة 67 كانت مجرد كبوة فارس سرعان ما وقف علي قدميه وأشهر سيفه ليحقق العدل والكرامة. وعلي الجبهة الداخلية.. ضرب المصري مثالاً نادراً ما يتكرر في تاريخ البشرية. التف الشعب كله حول الجيش في ملحمة أذهلت الدنيا بأسرها.. حتي أن أقسام الشرطة في جميع أنحاء مصر لم تسجل بلاغاً واحداً- ولو مشاجرة بين جارين- طوال أسبوع كامل. هل كنا ملائكة يوم 6 أكتوبر 1973؟ الإجابة نعم.. لأن الشيطان رحل عن أرضنا في تلك الأيام.. تماماً كما رحل عنا خلال 18 يوماً من أيام الثورة المجيدة ثورة الشعب المصري في 25 يناير 2011 وحتي سقوط الفرعون. السؤال الأهم الآن: هل يمكن أن يستعيد الشعب المصري تلك الروح العظيمة أيام أكتوبر 73 ويناير 2011؟ نعم نستطيع جميعاً أن نعيد تلك الروح المصرية الخالصة التي لا يعرفها شعب في العالم سوي الشعب المصري.. روح اسمها »الكل في واحد«.. روح خاصة جداً من الله علي الشعب المصري بها دون سائر الشعوب. يستطيع المصريون أن ينبذوا الخلافات بينهم في لحظة بشرط أن يتوحد الجميع حول هدف واحد.. نستطيع أن نعود لنسود العالم كله بالعلم والعمل والإيمان بالله. نستطيع بسهولة أن نعمل علي لم الشمل كما تعلمنا منذ الصغر أن الاتحاد قوة. اتحدوا يا مصريين من جديد ولا تفرقوا.. تسودوا العالم كله. كل إنجازات المصريين عبر 7 آلاف سنة كلمة السر فيها الاتحاد والحب. هل وصلت الرسالة؟