الشق الثاني: وهو الذي يساعد في عدم تكرار مثل هذا الحادث مرة أخري مستقبلاً حيث إن رجل التحقيق في حوادث المرور الفاهم والدارس والمتخصص يقوم بمعرفة نسبة الخطأ وتحديدها عند اطراف الحادث ثم يدخلها إلي الدراسة التحليلية للحادث لإستخراج العامل والسبب المباشر في الحادث (النقطة السوداء)، وإذا نظرنا نظرة تحليلية جادة في جميع مسببات الحوادث، سواء كانت أخطاء بشرية تسبب فيها السائق، أو أخطاء هندسية كان السبب فيها الطريق، أو أخطاء ميكانيكية كانت السبب فيها السيارة، فإن جميع المسببات يمكن حصرها في عاملين رئيسيين حسب رأي بعض المدارس العالمية وهما أسباب مباشرة وغير مباشرة إلا أنه يوجد تقسيم آخر لبعض الحوادث وهو السبب والعامل والسبب هو الذي إذا تواجد يكون السبب الرئيسي في وقوع الحادث أم العامل فهو إذا تواجد يسرع بالدخول في الحادث وإذا لم يتواجد لا يمنع الحادث، ثم دراسة هذه النقطة السوداء ومعرفة السبب فيها هل هو السائق؟ أم المركبة؟ أم الطريق؟ أم رجل المرور؟ أم ظروف مناخية؟....إلخ. ثم تأتي بعد ذلك المرحلة الأخيرة وهي القيام بمرحلة تعديل هذه النقط السوداء وذلك بمخاطبة المسئول عن تعديل هذه النقطة السوداء سواء كان المشرع أو المصمم للطريق أو رجل المرور أو... لعدم تكرار نفس الحادث مستقبلاً. وإذا أخذنا بهذا النظام كبقية بلدان العالم التي أخذت بهذا الحل سيكون الرابح الحقيقي هو المواطن والدولة وذلك لعدم تكرار الحادث. ولابد لذلك من معرفة ما هو حادث المرور وأركان حادث المرور حادث المرور هو حادث ذو أركان محددة لابد من توافرها جميعاً وإذا تخلف إحداها يخرج الحادث عن وصفه بالمرورإلي حادث الأمن العام ويختلفان كلياً من حيث المعاملة، ومن هنا يتضح أن أركان حادث المرور هي: - عدم القصد.، الطريق العام أو الخاص.، مستخدمي الطريق (المركبات – العنصر البشري).، حركة سير المركبة بقيادة قائدها، حدوث خسائر في الأرواح والممتلكات. ونوع الحادث ينقسم إلي أربعة أنواع،هي: إصطدام سيارة بأخري.، إنقلاب.، صدم أشياء ثابتة.، دَهْس. علما ًبأن كل حادث من هذه الحوادث يحتوي بداخله علي ثلاث حوادث جزئية وهي: الصدام بين السيارتين، صدام قائد السيارة والركاب من الداخل بسيارتهم، صدام الأجزاء الرخوة بالأجزاء الصلبة داخل الجسم. وما فائدة وأهمية تحقيق حوادث المرور؟ يقصد بالتحقيق في حوادث المرور عملية البحث وجمع الأدلة والقواعد والقوانين التي يقوم بها المحقق عقب الإبلاغ عن الحادث توصلاً إلي معرفة ظروف الحادث المختلفة والتي علي ضوئها يمكن تحديد المسئوليات والتبعات بالإضافة إلي دراسة الحادث وتحليله، وعلوم المرور هي من العلوم تراكمية الخبرات. ولكن في إيجاز نقول إنه لو تولي التحقيق في حوادث المرور رجال المرور وليس رجال الأمن العام – خلافاً لما هو معمول به في جمهورية مصر العربية – فإن ذلك يعود بالخبرة التراكمية لعلوم المرور حيث يمكن لرجل المرور تحديد نسبة الخطأ ثم تحليل الحادث ثم استخراج النقطة السوداء فيه ومن ثم تعديلها وفي ذلك يمكن مخاطبة كل الأطراف المهتمة بتنظيم العلاقة المرورية من مشرع ورجل مرور ومصمم للطريق وصانع للسيارة من يصونها إلخ، ومن هنا لايتكرر الحادث وخلافا لذك يتكرر إذا تولي التحقيق في حوادث المرور رجل الأمن العام (نذكًر هنا بحوادث سقوط السيارات من أعلي كوبري السيدة عائشة رضي الله عنها وسقوط السيارات من أعلي كوبري 6 أكتوبر) لعدم مرورة بالخطوات السابق ذكرها مختصرة والتحقيق لايقف عند حد تعيين المسئول عن الحادث بإظهار الظروف والعوامل المختلفة المسببة لذلك الحادث وإنما أيضا إلي دراسة وتحليل هذه الحوادث توصلا لمعرفة أسباب إزديادها والعوامل المؤدية لذلك لإمكان اقتراح الحلول المناسبة ويتأتي ذلك من خلال المؤهل المدرب تدريباً جيداً في مجال التحقيق والمتفاعل تفاعلا علميا في عملية المنفذ لتعليمات رؤسائه الذي يعمل علي تطوير نفسه فالقرائن والأدلة الصحيحة توصله إلي سبب وقوع الحادث والبيانات والمعلومات التي يجمعها من مكان الحادث يمكن من خلالها الحصول علي إحصائيات صادقة في الأرقام ومعبرة عن الحجم الطبيعي للمشكلة ومدي خطورتها حتي تكون القراءات والخطط والحلول التي توضع صادقة التعبيرعن حجم المشكلة وتبرز أهمية المعلومات التي يفرزها تحقيق حادث المرور في المجالات الآتية: 1- في مجال جهاز الشرطة: أ) - يستخدم هذه المعلومات في وضع خطط أجهزة الشرطة في مواجهة الحوادث بهدف القضاء عليها أو تقليل نسبتها وذلك بتحديد أعداد الأفراد المطلوب تواجدها لمراقبة الطرق وأماكن وأوقات تواجدهم وكذلك بتحديد البرامج اللازمة لتدريبهم والوسائل والمعدات المطلوبة لمباشرة عملهم وتدبير الاعتمادات المالية اللازمة لكافة عناصر أداء هذه الاجهزة. ب ) كما تستخدم هذه المعلومات في تقييم أداء أجهزة الشرطة ألمسئوله عن تحقيق حوادث المرور والمسئوله عن تنظيم ومراقبة حركة المرور علي الطرق داخل المدن وخارجها والتعرف علي أوجه القصور في تنفيذ القانون. 2 - في المجالات الهندسية: أ ) في مجال هندسة السيارات: تستخدم المعلومات التي يوضحها الفحص الفني للمركبات المتورطة في الحادث في إكتشاف عيوب التصميم في المركبات لإدخال التحسينات المناسبة وزيادة وسائل الأمان. ب ) في مجال هندسة الطرق: تستخدم المعلومات التي تننج عن تحقيق حادث المرور وتحليل نتائجة في مكان كثرت به الحوادث عن عيوب في تصميم الطرق تفيد القائمين علي العمل في هذا المجال لإدخال التعديلات والتحسينات اللازمة لتلافي عيوب الطرق ج) في مجال هندسة المرور: تستخدم المعلومات الناتجة عن تحقيق حادث المرور في لفت نظر القائمين علي هندسة المرور لإختيار أفضل الوسائل الفنية من علامات مرور وأجهزة إشارات وتخطيط لوضعها علي الطرق داخل وخارج المدن لتحسين تنظيم حركة المرور للإقلال من الحوادث وتأمين مستعملي الطريق. 3 - في مجال التشريع: تساعد المعلومات الناتجة عن تحقيق حوادث المرور في حالة إكتشاف القوانين المتخذة في معالجة الظواهر الواقعة علي إقتراح مشروعات القوانين اللازمة للقضاء علي هذه الظواهر سواء بتشديد العقوبات أو تطوير الإجراءات لتراخيص المركبات والقيادة واستصدار القوانين اللازمة من جهات التشريع بالدولة. 4 - في مجال التعاون بين الجهات المعنية وإعلام الجمهور: تعتبر المعلومات الناتجة عن تحليل حوادث المرور مهمه في مجال التعاون بين الجهات المعنية بالدوله للقضاء علي الأسباب التي تؤدي إلي حوادث المرور خاصة الجهات المختصة بالإعلام المرئي (التلفاز) أو المسموع (الراديو) أو المقروء (الصحف) وذلك بنشر التوعيات المرورية في برامج منظمة يستفيد منها الجمهور كذلك الجهات المختصة بالتعليم لتوعية النشء في مراحل التعليم المختلفة علي الوعي المروري وكيفية إستخدام الطرق وقيادة المركبات وأصول فن القيادة وقواعد وأدآب المرور والقيادة العلمية الآمنة حيث أصبح الجيل الحالي والأجيال القادمة مع تطور المركبات والطرق وزيادة الدخل في حاجة إلي هذا الوعي عن الأجيال السابقة حيث كانت المركبات لايقتنيها إلا القادرون للتظاهر والتفاخر وأصبحت الآن مع إرتفاع مستوي المعيشة وتقدم الأمم ضرورة في كافة مجالات النقل والإنتقال.