عالم من ورق نتعامل معه ونتفاعل ولا نخرج عن ما جاء به سواء في حياتنا الشخصية أو أعمالنا ... ولأن هناك ناس بحكم وظائفهم يعرفون أسرار الورق وخطوط سيره والتفاعلات التى تحدث على سطح هذا الورق والنتائج التى قد تؤدى لها فكانت مسؤلياتهم عظيمة وحسابهم أمام رب العالمين أشد. وأقوى والا ما كان كرم الله القلم فقال ( والقلم وما يسطرون ) لأهمية ما يفعله هذا القلم على الأوراق ومدى ما تتحكم تلك الأوراق فى حياتنا . قلم المحضرين فى كل نيابة أو محكمة مسؤل عن توصيل اعلانات القضايا والأحكام للمتعاملين معها وعليه حماية من لا يعلم بأن هناك دعوة ضده قد تؤدى به للسجن أو الغرامة أوأى شئ أخر قد يؤثر فى حياة الناس ... ولكن تحول قلم المحضرين فى المحاكم إلى قلم المرتشين وقلم المتكاسلين على أقل تقدير ... فالقانون يفرض علي المتقاضى أن يرسل عريضة الدعوة على عنوان اقامة المدعو عليه ولابد أن يكون هناك توقيع بالاستلام وعلى المحضر أن يقوم بذلك ولابد ان يستوضح العنوان من المدعى كى لا يصيب مظلوم ... ولكم ما يتم الأتى يستلم قلم المحضرين رقم القضية وصحيفة الدعوة فيتم تسليمها للمحضر المختص بالمنطقة والتى يحفظ عناوينها وحواريها كما يحفظ أسماء أولاده فيقوم بالأتى ... اما أنه يتضامن مع المدعى عن طريق ألاعيب السادة المحامين الذين يعرفون الطيق لجيوب المحضرين .. فيقوم السيد المحضر باثبات أنه انتقل الى العنوان المذكور ولم يتم استلام الاعلان وعلى هذا تم تسليم الاعلان للجهه الادارية ( قسم الشرطة ) ليقوم بالاستعلام عن المدعي عليه واخطاره بأن هناك قضية مقامه ضده وهذا هو أقل الأضرار .. ولكن إذا كان المعلوم ثقيل ويؤدى غرضه فيقوم بتسجيل استلام الاعلان حضورياً ويكون على المدعى عليه تقبل أى حكم لأنه أعلن بالقضية وامضاؤه موجود على القضية . سواء قام المضر بالأمر الأول أو الثانى فان حسابه لدى رب العالمين عسير وان كان من الواجب حسابهم فى ميدان عام وكشف ألاعيب السادة المحامين الذين يتستروا وراء اجراءات عقيمة ولكنهم درسوها جيدة وعرفوا كيف يوهموا من يوكلهم بأنهم قادرين على لى زراع القانون لحسابهم . لم أكن أتصور ان أقع ضحية تلاعب السادة المحضرين ولم أكن أصدق أن هذا يحدث حتى اخطرت تلفونياً من أحد أقارب حارس العقار الذى أسكن فيه بأن هناك قضية مرفوعة ضدى فقد لفت انتباه الموظف العنوان الذى كتب بالتفصيل الممل لعنوان سكنى فعرف أنه مقر عمل قريبة فأراد التأكد منه فأخبره بالقضية وعندها عرفت أنها الجلسة الثانية وتم التأجيل المرة الأولى لعدم حضورى ... ومثبت فى الأوراق أنى تم اعلانى بالقضية فى وقتها وأنى قمت باستلام الاعلان وبالطبع لم يتأخر القاضى فى اصدار حكمه على المدعى عليه المتكاسل والذى لم يحترم المحكمة ولم يحضر ... وكل هذا من ألاعيب المحامين ومفعول المعلوم الذى يدخل جيوب المحضرين بالحرام لكى يثبت المحامى أنه شاطر ويستطيع الفوز بالقضايا بأقل الأتعاب . نظرة سريعة لحجم القضايا التى تحرر ضد البطاء وما نطلق عليهم الغارمات وما يصدر عن المحاكم من قضايا تلاعب فيها المحامين مع أقلام المحضرين سواء باخفاء الاعلانات أو تسجيل عنواين وهمية أو حتى احضار أشخاص مزوره لهم بطاقات أو شهادات والحصول على أحكام صحيحة تبعاً لما وجده القاضى أمامه من أوراق ... لذا نظرنا إلى حجم تلك القضايا وما يتم الاستئناف عل أحكامها لادركنا حجم تلك الكارثة التى نعانى منها بسبب ضمير السادة المحضرين وقلمهم الملتوى والمتلون بلون أوراق البنكنوت والضحية دائماً أحد الضعفاء الذى أوقعه حظه العاثر فى طريق ناس لا تعرف طريق الله وان هناك حكم أعلى سوف يقف أمامه وتتكلم يده بدلاً منه وتفتن عليه وتفشى أسرار كل قضية راح ضحيتها وراء القضبان بسبب قلم المحضرين المتلون والمرتشي .