في مثل هذه الايام منذ أربع سنوات بالتمام والكمال ، وبالتحديد في 25 يناير 2011 ، خرجت مظاهرات الشفافية لانهاء سنوات الفساد والتربح واللصوصية .. ومظاهرات البراءة للقضاء علي سطوة الالاعيب والظلم والتدليس ، ومظاهرات التفاؤل لعبور حقبة الاحتكار والاستحواذ في الدولة البوليسية ، ومظاهرات الحرية لدفن ايام الديكتاتورية وحكم الفرد الواحد والحزب الواحد والعصابة الواحدة ، ومظاهرات الكرامة لوأد دولة التبعية والصفوف الخلفية في افريقيا والعالم .. وتحولت هذه المظاهرات بسواعد وإرادة الشباب إلي ثورة عارمة تطالب بالعيش والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية .. نعم كانت ثورة رائعة ، ولم تكن في حسبان شعب إعتاد الجلوس علي كنب البيوت المغلقة ، ولم تكن في أحلام اكثر المتفائلين التخلص من اكثر انظمة التاريخ المصري فسادا ، وديكتاتورية ، وبوليسية .. لكن الشباب المحب لارض الكنانة فعلها ، ونجح في خلع رأس النظام .. وبعد ذلك وقعت براءة وشفافية هذا الشباب النقي في مخالب المتربصين لثورته واحلامه ، وقادته حسن النية إلي مكائد أباطرة الخداع والمكر والمنافقين ، ولم يهنأ بنور الفجر الجديد إلا أشهر قليلة سبقت خفافيش الظلام التي تكالبت علي الثورة ، وتداعت علي أحلام الشباب ، وانهالت عليهم تمزيقا وتشويها باتهامات العماله والخيانة والمؤامرة.. نعم انهار حلم الشباب ، وامتدت يد المكر والتآمر لتشويه العلاقة الجميلة بين الشعب والجيش ، ونسي الفاسدون ان الجيش من الشعب دائما ، وان الشعب إلي الجيش يلجأ دائما ، وان احلي أيام عمرنا كانت في الجيش ، ولنا من الشهداء في حروب جيشنا العظيم ما ليس لهم .. وهكذا نجحت ثورتهم المضادة في افشال ثورة الامل والتفاؤل والبراءة والشفافية ، ثورة الشباب ، ثورة 25 يناير .. لكن الثورة لم تفشل إلا في أحلام المتآمرين ، وفي ضغائن أعوان عبدالله بن سلول .. وإلي اللقاء ..