هل تعلم عزيزي القارىء، ان رجال الشرطة كانوا يعلمون جيداً انهم اول من سيدفعون الثمن فى حال نجاح ثورة الثلاثين من يونيو، خاصة من شهد منهم فترة تسعينات القرن الماضى، ايضاً الاجيال الجديدة تعرف جيداً تاريخ التضحيات التى نالها من سبقوهم. . هل تعلم عزيزى القارىء، ان رجال الشرطة كانوا يعلمون ان نجاح ثورة الثلاثين من يوينو ستكون بمثابة فتح النار عليهم، وان الجماعات الارهابية ستصوب نارها لتمزق اجسادهم، سواء بإٍستهدافهم بطلقات النار التى لا ترحم، او بالقنابل والعبوات الناسفة التى تمزق بقسوتها الاجساد، ومع ذلك فضل رجال الشرطة حماية الشعب فى وجه الطاغية "مرسى" وعصابته التى ينزف الدماء من تاريخهم الاسود. . هل تعلم عزيزى القارىء، ان رجال الشرطة فضلوا النزول الى الشوارع والانضمام الى حشودكم، من اجل الاطاحة بنظام استباح دماء المصريين، ورفضوا اكثر من مرة سواء بتصريحات رسمية او غير رسمية تأمين جماعات الارهاب. . هل تعلم عزيزى القارىء ان كثيراً من رجال الشرطة غامروا بمسقبلهم وواجبهم ورفضوا طلب الاخوان بتأمين مقارهم، وقرروا بإرادتهم الحرة المغامرة بأرواحهم من اجلك انت ومن اجل الوطن، نعم كانوا يرون ويشعرون ان الارهاب لن يتركهم وسيستهدف اسرهم ومع ذلك تحدوا الطاغية واتباعه المجرمين وفضلوا الانضمام الينا فى ثورتنا الشعبية. . هل تعلم عزيزى القارى، كم رجل شرطة استشهد منذ ثورة الثلاثين من يوينو، كم اب وام ثكلى فقدت فلذة كبدها، كم زوجة ترملت بفقدان الزوج، كم طفل وطفلة فقدوا الاب وهم مازالوا زهوراً. . هل تعلم عزيزى القارىء، انا هناك منا يغتال رجال الشرطة دون ان يشعر او يدرى، نعم، بعضنا يصوب الاتهامات الى الداخلية متهماً اياها بالتقصير فى حق ضابط مفرقعات اذا لم يرتدى بذلته الواقيه، واخرين يضعون تصورات واهيه، ووجهات نظر عقيمه وربما تصل الى حد التخلف لمحاولة التأكيد على انهم فقط من يدرون الحقيقه، وانه كان من الممكن فعل كذا او كذا من اجل تفجير اوتفكيك قنبلة دون ان تصيب او يستشهد فرد امن، وكأننا ادرى بمصلحة رجل الشرطة اكثر منه. . هل تعلم عزيزى القارىء، الذى وجهت سهام النقد لشهيدى الشرطة اللذان انفجرت فيهما عبوات ناسفة امام قصر الاتحاديه، وقلت حينها انهما اخطئا بعدم ارتدهما بدلة المفرقعات، هل كنت تعلم ملابسات الواقعة وادق تفاصيلها، هل كنت تعلم ان الشهيدين لديهما حسابات اخرى كعامل الوقت والزمن، لتفكيك القنبلة قبل ان تصطاد ارواح اخرى برئيه، هل تعلمون انهما فضلا التضحية بأنفسهما من اجلكم انتم. . هل تعلم عزيزى القارىء، ان اى ضابط مفرقعات يرى اسمه على القنبلة او العبوة الناسفه التى يتجه لتفكيكها، يعلم جيداً انها ستنفجر فى اى لحظة، ومع ذلك يغامر بحياته من اجل انقاذك وانقاذ ارواح الابرياء، مؤمناً ان هذا واجبه، وانه لا سبيل للهروب من القدر، متمنياً الشهادة فى سبيل الله. . هل تعلم عزيزى القارىء، ان بدلة المفرقعات تقى ولا تحمى، وهو ما شاهدنا مع استشهاد الشهيد النقيب ضياء فتحى فتوح عبد الجواد، وان بدلة المفرقعات خصصت فى الاساس من اجل تهدئة الانفجار على جسد من يفكك العبوة الناسفه، لكن ان كانت القنبلة او العبوة الناسفه كبيرة الحجم تقتله ومن الممكن ان تمزق ايضاً جسده. . هل تعلم عزيزى القارىء، ان مع كل حادث استشهاد ضابط شرطة جراء انفجار قنبلة وهو يفككها يرى زملائه تعليقات البعض التى تسخر من طريقه تفكيكها، وادعائهم بأنهم الاعلم ببواطن الامور، ومع ذلك مع اول مأمورية تكليف له بتفكيك قنبلة او عبوة ناسفه ينطلق فوراً متناسياً تماماً وجهات نظر المتورين او المندفعين منا، ويقوم بتفكيكها او يستشهد. . هل علمت عزيزى القارىء، ان هناك منا من يغتال رجال الشرطة يومياً وربما كل لحظة، بكلمات اللوم، وسخرية المعاتيه، والفاظ المجانين والمجاذيب، وبشعارات هادمى الاوطان، ومع ذلك عزيزى القارىء، رجال الشرطة يتجاوزون تلك الاقاويل والسخرية، من اجلك ومن اجل الوطن. . هل من الممكن انقاذ شخص تقترب منها سيارة تسير بأقصى سرعه؟!، هل من الممكن تغير مسار طلقة رصاص طائشة حتى لا تصيب هذا او ذاك؟!، هل من الممكن ان نغير القدر؟!، بإختصار هذا هو قدر رجال المفرقعات، وعزائنا انهم من الشهداء. . واخيراً، هل علمتم لماذا هم سواء رجال جيش او شرطة "خير اجناد الارض"، اغلب الجيوش والاجهزة الامنية هربت فور ظهور داعش على اراضيها، الا رجالنا الذين ينطلقون لمحاربة اعداء الوطن اينما وجدوا. . ارجوكم ارحموهم ولا تغتالوهم. [email protected]