بعد شوط أول جيد لعبه النادي الأهلي أمام المصري في مباراتهما المؤجلة والعصيبة نفسياً، وبعد عشر دقائق من السيطرة للاعبي الأهلي، ينجح المصري في إحراز هدف يحيطه الشك، حيث تعرض مدافع الأهلي سعد سمير للعبة خشنة وعنيفة، خرج علي أثرها من الملعب مصاباً.. ثم تمر لحظات من الارتباك علي لاعبي الأهلي، ثم يقرر المدير الفني الاسباني للأهلي جاريدو المجازفة بإشراك كل مهاجميه، وتنجح المجازفة في إحراز هدف التعادل، ولكن المدير الفني الاسباني للمصري لم يسع للاستفادة من مجازفة بلدياته، وحاول أن يحافظ علي الفوز، وحتي عندما تلقي فريقه هدف التعادل ارتضي بهذا التعادل ونجح في ذلك، وخرج بنقطة من المباراة، بينما خسر الأهلي نقطتين ثمينتين، لاشك أنه سيكون لهما تأثير كبير في مسيرته بالدوري، بعد أن زاد الفارق بينه وبين الزمالك الأول إلي 12 نقطة.. وصحيح أن للأهلي سوابق عديدة في تخطي مثل هذه الأزمات، إلا أن المستوي الذي يقدمه منذ بداية الموسم لا توحي بإمكانية التعويض والتقدم، خاصة أن الزمالك يقدم مستوي متميزاً هذا الموسم. وصحيح أن الأهلي استحوذ علي أغلب فترات المباراة، وضاعت منه العديد من الفرص، إلا أن أحداً لا يستطيع أن يقول إنه كان يستحق الفوز، بل إن المصري كان يمكن أن يفوز.. أما الأهم في هذه المباراة فهو انتهاء الضغط العصبي الذي استمر لثلاث سنوات منذ مجزرة بورسعيد التي راح ضحيتها 72 من شباب جمهور الأهلي. وتعالوا نذهب إلي القضية التي استحوذت علي اهتمام الساحة الرياضية في الأيام الأخيرة، وهي انتقال اللاعب مؤمن زكريا من إنبي إلي الأهلي، بعد عام ونصف العام لعبها معاراً في الزمالك، الذي تقدم بشكوي ضده لتوقيعه له، وهذه المشكلة تتكرر كثيراً منذ سنوات عديدة دون أن يتمكن اتحاد الكرة من إيجاد حل جذري لها.. والغريب أنه عندما رد الأهلي بالمثل، وتقدم بشكوي مماثلة ضد لاعبي الزمالك خالد قمر ومعروف يوسف، خرجت أقلام وأصوات تهاجمه وتتساءل أين ذهبت مبادئ الأهلي؟ وكأنهم يرون أن المبادئ تعني تساهلك في حقوقك، وألا ترد علي أي ضربة توجه إليك، حتي لو كنت قادراً علي ذلك، وخلال السنوات الماضية قدم الأهلي مبادرات رائعة عندما تنازل عن حقه ولم يتقدم بأي شكوي ضد لاعبي الزمالك وائل القباني وشيكابالا وبشير التابعي، ولكن الزمالك لم يراع ما قدمه الأهلي تجاهه، وتقدم بشكوي ضد باسم علي ورفض الأهلي الرد بشكوي لاعبي الزمالك، وعاد رئيس الزمالك ليمارس ما هو معروف عنه من اختلاق المشاكل، ورد حسنات الأهلي بإساءة أخري عندما قدم شكوي ضد مؤمن زكريا. وهنا كان لابد أن يرد الأهلي، والمضحك أن يعود رئيس الزمالك ونجله »المحروس من العين» للحديث عن الحلول السلمية.. بعد إيه؟ بعد أن ذاق قوة الأهلي.. والآن لابد أن يأخذ القانون مجراه.