كلنا في انتظار الرئيس.. أعلم ذلك جيداً وأتفهمه وأحلم به وباليوم الذي يتولي فيه المسئولية في بلادي رجلاً أرجو أن يستحق هذه المسئولية. إلي هنا وكل الأمور تبدو طبيعية ولكن ما لا اتفهم ولا يمكن أن يبدو طبيعياً ما تعيشه البلاد من حالة فوضي إدارية لا علاقة لها أبداً بحالة انتظار الرئيس. اتساءل ومعي ملايين المصريين اكاد اسمع صرخات من لازال قادراً منهم علي الصراخ وأراقب صمت من دب اليأس في كل كيانه، فلا عاد يصرخ ولا عاد يهتم كلنا نتساءل أين السادة المحافظين الأفاضل الذين تولوا المحافظات في بلادي في فترة من أهم أيام تاريخها. ورغم أننا جميعاً ندرك أن المهمة صعبة ولا نقول إنها عادية إلا أننا لا نراها مستحيلة خاصة فيما يخص بعض المسائل التي لا تحتاج إلي رئيس الجمهورية وعلي رأسها أطنان »الزبالة« التي تزين ثوب مصر هذه الأيام اضف الي ذلك رائحتها الرائعة التي تحيط بنا من كل جنبات البلاد، وهنا بيت القصيد أين السادة المحافظون من كل هذه المهازل.. سيادتهم ليسوا قادرين علي سائقي الميكروباص.. ندرك ذلك.. ليسوا قادرين علي المحليات.. ماشي.. ليسوا قادرين علي البلطجة.. مفهوم.. ولكن أن يصل الحال إلي أن المحافظ الذي هو رئيس دولة محافظته ليس قادراً علي »الزبالة« وأن شنطة القمامة انتصرت علي قدرته كمحافظ. هنا نسأل سيادته جميعاً الرحيل الفوري وترك المسئولية لمن يمكن أن ينتصر علي »الزبالة« وفلولها. أحلم .. ولااراه من المستحيل في بلد هبّ شبابها وأسقطوا أقوي أنظمة القهر والاستعباد في العالم، أن نري محافظاً يرتدي »جينز وتي شيرت« يتوجه قائداً لحملات نظافة في المحافظات المصرية معلناً الحرب علي هذه الأكوام القاتلة التي بدأت تسكن مكاننا ليعطي هذا الفارس درساً للآخرين الجالسين خلف مكاتبهم المكيفة تنتظرهم أسفل هذه المكاتب سياراتهم المكيفة أيضاً ليعودوا إلي بيوتهم المكيفة ولتذهب مصر وشوارعها وأهلها إلي الجحيم. مصر ليست في حاجة الآن إلي بدل وكرافتات وبرفانات و»چنتل مان« يحلف اليمين ويقيم »العزومات« احتفالاً باختياره محافظاً. مصر تحتاج حقاً إلي كل رجل وامرأة وطفل يهب ليساهم في عودة البسمة إلي وجهها المكتئب.. تحتاج إلي كل مسئول يحمل داخله ضمير حي ممزوجاً بخوف من الله مضافاً إليهما اكسير الشجاعة يجعله كل ذلك رجلاً بمعني الكلمة.. يعلن الحرب علي كل ما يفسد الحياة علي أرض هذا الوطن.. يشن الهجمات في كل المواقع علي ما يشوه ثوب الوطن وليبدأ »بموقعة الزبالة«.. فهل ستحرك هذه الكلمات ساكناً؟ أم تراها مجرد كلمات علي ورق مصيرها كغيرها.. صفيحة »الزبالة«.التي ستنتصر من جديد . مع الأسف.. فأنا أرجح الحل الثاني.. [email protected]