سأنسي كل الهموم الكروية.. وأدعو حضراتكم أن تنسوا معي أنكم تمتلكون صحيفة رياضية.. بين ايديكم الآن وتعالوا نسترجع لحظات نادرة في حياتنا.. سنلقي كل مشاكلنا الرياضية جانباً الآن فمع الإمعان في الحدث الأهم والفارق في حياة مصر والمصريين تتواري كل الاهتمامات الأخري حتي لو كان الأهلي قد تعرض للهزيمة من فريق واعد جديد جاء من الطرف الغربي للارض المصرية الغالية ليفوز علي "أبو" الاندية. ولامجال للدخول في جدال عن قضية انفصال التوأم عن الزمالك رغم ما فيها من غرائب وعجائب. ولن نتوقف عند خلافات قانون الرياضة أو خناقات الوزير ورئيس اللجنة الاوليمبية او حتي الخطر الداهم الذي يتهدد منتخبنا الوطني في تصفيات كأس الأمم الأفريقية المقبلة. الخسارة في الكرة لاترتقي لخسارة وطن تلك اللحظات العصيبة الرهيبة التي عاشها جيلي مرتين الأولي في يونيو عام 1967 حينما وجدنا فجأة ثلث أرضنا محتلاً .. أهالينا في مدن القناة يحملون ما تيسر لهم من متاع الدنيا وينزحون نحو القاهرة والدلتا. والمرة الأخري في 2011 وماتلاها حتي كان نصر 30 يونيو. في الأولي كان مشهد ربما يراه ابناء الجيل الحالي في المحطات التليفزيونية المختلفة لنازحين في دول شقيقة تعرضت لنكسات نتيجة لمؤامرات مايسمونه الربيع العربي. رأيت أقارب لي وهم يتركون بيوتهم وأعمالهم وأموالهم هاربين من جحيم الحرب، فجأة ضاعت بيوتنا في السويسمسقط رأس ابي وجذور عائلتي.. ايام حالكة السواد عشناها منذ يوم 5 يونيو المشئوم والذي كشف الكثير من الأوهام.. ست سنوات تعرضت فيها مصر لأسوأ الظروف فالطائرات تحوم فوق رؤوسنا حتي فوق القاهرة.. الاطفال في المدارس يتدربون علي مواجهة رعب الغارات التي طالت الأبرياء في مدرسة بحر البقر فحولت الأجساد الصغيرة الي اشلاء. كنا بعد الهزيمة في حيرة.. كيف يتعرض جيشنا العظيم لهذه الانتكاسة.. لم تستوعب عقولنا الشابة ولم يسمح لنا المناخ وقتها أن نعلم الحقيقة لأن الإعلام والكلام كانا في اتجاه واحد.. ولكن بعد أن تكشفت الحقائق تأكدنا ان جيش مصر لم يكن ليتعرض لهذه الهزيمة لولا أنه تعرض للغدر والاستخفاف به وتسليمه الي هاو من شلة الأصحاب. كل هذه المعاناة والمأساة التي عشناها جعلت من نصر أكتوبر عام 1973 أهم حدث في حياتنا.. عرفنا بهذا الانتصار معني العزة والكرامة بعد الهوان. عشنا الآمان بعد الرعب والإحساس بالعجز . عرفنا قيمة ابطالنا وبطولاتهم التي أزهلت العالم. كيف صنع المصريون معجزات لم تكن في حسابات كل الاعداء.. أصبحنا نتنسم نسمات أكتوبر.. نعشق ابطال العبور فرداً فرداً من القائد العظيم الرئيس الشهيد بإذن الله تعالي أنور السادات صاحب قرار الحرب والانتصار وكل القادة والضباط والجنود وكل منهم لم يدخر جهداً يجود به من أجل بلده وأهله حتي الروح بذلوها والدماء قدموها وحياتهم وهبوها لكي تنتصر مصر وتستعيد الارض. حقيقة لا استطيع ان أعبر عن حجم هذا النصر وعن قيمة جيش مصر في حياتي وحياة غيري من الملايين الذين زرع ابطال اكتوبر في قلوبهم الإيمان اليقين بأن لدينا جنودا علي استعداد لان يفعلوا أي شيء من أجل بلدهم.. هذا الإيمان روته دماء وتضحيات لاتزال حية بيننا في ابطال يعيشون مصابين مضحين لتحيا مصر. وها هي والحمد لله مصر تحيا.. وجيشها يرفع رايتها ويبقيها عزيزة خفاقة ضد كل المؤامرات وتسقط امام إيمانه وصلابته وثقة الشعب العظيم فيه كل المحاولات الدنيئة الخسيسة للنيل منه.. انكشف المتآمرون الذين هتفوا ضد الجيش.. وتعاونوا مع العم سام وأكلوا الحرام لكي تكون مصر مثل دول أخري تعاني ويلات الدمار. حقق الجيش المصري انتصارا آخر بعد أكتوبر 73 في 30 يونيو 2013 ولايزال يخوض حرباً شرسة ضد القوي الاستعمارية والخونة ولكن يبقي الإيمان اليقين بأن لدي مصر خير أجناد الأرض.. ونقول لهم حاولوا مرة أخري فلن تفلحوا بإذن الله. وسيلحقكم الخزي والعار كما لحق بكل من شارك في المؤامرة منذ 44 شهراً. كل انتصار وانتم طيبون يامصريون..