كنت اعتقد ان حبه لي أقوي واضمن من كل النصائح التي هوت علي رأسي من البعيد قبل القريب.. كنت اظنه الصخرة التي تتحطم عليها كل الاشاعات التي لاحقته.. ظننته ملاكا وأنا لا أدري انه يختبيء خلف هذا القناع بشخصية ماكر ..لئيم.. لم يتزوجني لانه يحبني وانما ليحطم نفسي ثم يتركني كسيرة.. ذليلة بهذه الكلمات بدأت الزوجة قضيتها أمام المحكمة .. طلبت أن تنظر المحكمة دعواها في جلسة سرية حتي تستطيع أن تفصح عما بداخلها بكل حرية وبلا حرج.. وواصلت مسترسلة: سأبدأ حكايتي مع هذا الرجل منذ سنوات قليلة عندما انتقلنا للسكن بمنطقة جديدة بالقاهرة .. الي شقة اوسع بحي شبرا اشتراها والدي بآلاف الجنيهات بعد أن ترك الشقة القديمة التي كنا نسكنها لشقيقي لكي يتزوج فيها.. وسرعان ما انكشفت حقيقة السكان الجدد علي المنطقة.. كنا بالنسبة لهم الاسرة الثرية.. فوالدي تاجر غلال.. وسرعان ما طوقني شباب المنطقة بنظراتهم التي ظلت تلاحقني اينما ذهبت.. احيانا كنت اسعد بهذه النظرات وفي احيان أخري كنت اتوجس خيفة ان تتحول هذه النظرات الي مطاردات تقيد حريتي وربما تؤدي في النهاية الي مشاكل.. وحدث ما توقعت عندما صادفت هذا الشاب.. اعترض طريقي عارضا علي حبه ورغم أسلوبه الفج معي احسست بشيء ما يسري الي قلبي.. عاطفة غريبة لم اشعر بها من قبل تجعلني في كل لحظة لان افكر فيه وفي كلماته التي كان يلاحقني بها.. عاطفة تدفعني اليه رغم انفي.. ومرت الايام سريعة ووقعت في حب هذا الرجل ¬ الذي عرفني بشخصيته علي انه مهندس في هيئة النقل والمواصلات.. سعدت به كما لو كنت لم اسعد من قبل.. وكان طبيعيا أن تتطور الامور وتصل الي نقطة النهاية.. ونقطة النهاية عندي هي الزواج.. عرضت عليه أن يتقدم لأبي ويطلب يدي منه ¬ فوافق ¬ لكن أبي رفضه رفضا مطلقا وأنا قبلته علي طول الخط.. مبررات أبي انه شاب انتهازي لا يصلح أن يكون زوجا وكانت مبرراتي أنا انه شاب رقيق القلب ويكفي علي ذلك انني احببته ولا استطيع الحياة بعيدا عنه لحظة واحدة.. وأمام اصرار أبي ¬لم يكن أمامي الا أن أعلن الاستقلال .. هددت أسرتي أن لم يباركوا زواجنا فاضطر الي الهروب من المنزل والزواج ممن أحببت.. ونجحت في الزواج منه ¬ رغم غضب أبي مني.. أحسست بأن هذا الزواج بمثابة امتحان لي ولكن للأسف رسبت في هذا الامتحان.. خذلني وخذلت أسرتي .. وصمتت الزوجة للحظات ثم استطردت قائلة: 'لم اجد منه الا العنف والمكر.. بدأ حياته معي تحت سقف واحد بالخداع.. باستمرار كان يطلب مني أن اتصالح مع والدي ¬ لكي نذهب للعيش معه في شقته الواسعة.. ليس هذا فقط ¬ بل كان احيانا يرجوني ¬ لكي اقترض أموالا من والدي.. وفي لحظة أحسست بأنني تزوجت الخداع وياليت الامر انتهي عند هذا الحد ¬ وانما دأب علي أهانتي من وقت لاخر.. كان يتطاول عليٌ بالسب والشتم لي ولأسرتي ¬ كان يتعمد أن يهينني أمام الجيران ¬ حتي أبدو أمامهم ذليلة ثم وقعت المفاجأة التي لم اكن أتوقعها لحظة واحدة وقلبت حياتي رأسا علي عقب . زوجي الشاب ¬ الذي وقعت في شباكه ¬ لا يحمل مؤهلا عاليا ¬ وانما معه دبلوم فني .. هذه الحقيقة عرفتها من احدي سيدات الشارع .. بصراحة لم اصدقها وذهبت بنفسي الي الهيئة وسألت عنه وقلت للمسئول انني زوجته وهو خدعني واكد لي المسئول انه بالفعل حاصل علي دبلوم فني منذ أكثر من 15 سنة.. والادهي من كل هذا انه موقوف عن العمل للتحقيق معه اداريا. .ووجدتني اسأل ماذا يفيد الندم الآن وقد وقعت في شباك غشاش سرق قلبي باسم الحب حتي أصبحت ضحية تستحق الشفقة .. وأكد شهود الزوجة كل ما جاء علي لسانها.. وطلب محامي الزوج فرصة من الوقت للتدخل وديا لدي الزوجة وأهلها لمحاولة التقريب والصلح بين الزوجين..قررت المحكمة تأجيل نظر الدعوي واعطاء الفرصة من أجل الصلح وعودة الوئام بين الزوجين المتخاصمين .. لكن كل المحاولات بائت بالفشل ولهذا قررت المحكمة في النهاية بتطليق الزوجة نظرا للضر الذى وقع عليها .