أكتب ويدي علي قلبي.. أعلم أن خيوط اليأس تنسج معاني الكلمات التي يدمعها قلمي.. اتمزق من سيوف السؤال واحدا تلو الآخر.. إلي أي أرض تسير سفينة مصر؟! أين ستذهب بها تلك الرياح العاتية التي تتلاعب بمصيرها.. من يمسك دفة القيادة ويبحربنا وسط هذه الأجواء الغامضة التي تشبه رحلات جليفروروبنسون كروز الخيالية؟! هل سنقبل أن نكون ركابا فوق ظهر السفينة أم سنتحول جميعا الي بحارة ويتخيل كلا منا أن بداخله قبطانا فذا آن الآوان ان يخرج للحياة ويمارس دوره..؟! اسئلة لا آعلم ولا أظن أن احدا غير الله يعلم لها إجابة اتساءل دوما.. هل كتب علينا حقا الا نعرف طعما للسعادة الكاملة.. لماذا لا تكتمل فرحتنا أبدا. التاريخ نفسه يؤكد ذلك وهاهي بعض الأمثلة.. فجأة يهتز العالم من زلزال ثورة 25 العبقرية وفي عز مجدها ومجدنا ينقض علينا وحش النكسة فيدمر كل الأحلام وتتساقط آمال جيل الثورة كأوراق اشجار الخريف الصفراء. ويوما آخر تصحو الدينا علي هدير اعصار اكتوبر المجيد ونرفع فوق رؤوسنا واكتافنا بطل الحرب والسلام الذي انحنت لعبقريته كل شعوب الأرض وقبل ان يتسلم باقي أرضه وأرضنا.. نقتله.. نرقص فرحا ونطلق نفير السعادة حينما اقتنص زويل نوبل وبدلا من أن نضع الرجل المناسب في المكان المناسب لا نتركه يتلمس حلما واحدا بيده علي أرض وطنه.. حتي كرة القدم ياسادة.. نهزم الجزائر في ليلة تشبه الأحلام ونستعيد الأمل من براثن اليأس وحينما نذهب الي السودان لنلقي كلمة الحسم.. تري لاعبينا سكاري وماهم بسكاري. وهاهي ثورتنا الرائعة ثورة يناير التي اسقطت النظام ووقف المصريون علي منصة التاريخ يعلمون الدنيا كلها درسا جديدا في فنون الحضارة وقهر اليأس وقبل أن تكتمل الفرحة.. هانحن لا نحتاج الي تعليق. من جديد عدنا نفرض نظرية التخوين والعمالة والأجندات ومصطلحات أخري خرجت من قاموس كنت أظنه قد احترق إلي الأبد ولكن يبدو انه كمستر »اكس« »ملوش نهاية« عاد ليفرض علينا نظرياته ليؤكد للجميع انه »مفيش فايدة« انني هنا اتوجه لجند الله علي أرض بلادي... جيش مصر العظيم الذي وقف خلف وامام ويمين ويسار ثورتنا المجيدة ليحميها ويثبتها ويدعمها وكثيرا ما جمعتني جلسات مع من يعرفون حقيقة الأمور »بجد« وليس برامج التوك الشو جمعتني بهم لحظات عرفت فيها كيف وقف الرجال من هذا الجيش العظيم وراء الثورة وكيف رفضوا اقتراحات كادت تنسف حلم الثورة الوليد في أوقات كاد فيها ميدان التحرير ان ينهزم. نسي الرجال كل شيء وتذكروا فقط أن الجيش للشعب والشعب للجيش.. من هنا اناشد المجلس الأعلي للقوات المسلحة ألاينسي هذه المسئولية ابدا وسط الضغوط التي تقع علي عاتقه واطالبه الا يسمح لمن يحترف الصيد في الماء العكران يتدخل بينه وبين الشعب وأن يفتح مساحة اكبر واكبر للمناقشة والرأي الآخر فهذه هي الديمقراطية التي وعدنا ان يحميها كل هذا بجانب تحقيق مطالب الشعب العادلة كسرعة التحقيقات واتمام المحاكمات والقصاص من كل من تسبب في انهيار كرامة هذا الشعب وآدميته وزور يوما ارادته. ياجيش مصر ورجاله.. الثورة هي قلب مصر النابض الآن نراها جميعا معتلة تحتاج لعناية مركزة ورعاية فائقة وانتم لها ضعوا شعب مصر الباسل امام عيونكم وداخل قلوبكم قفوا بجانبا. عسي أن يحدث مرة واحدة في تاريخنا وتكتمل لنا فرحة ويالها من فرحة.