قصف مدفعي إسرائيلي ل معبر رفح الآن    تقرير يرصد عدد صواريخ حزب الله التي سقطت على المنازل والمباني في شمال إسرائيل وآثارها    «عودة الموجة الحارة».. توقعات طقس اليوم الأربعاء والأرصاد تحذر المواطنين    بنص قصير وحاسم، الجزائر ستقدم مشروع قرار لمجلس الأمن لوقف المجازر في رفح    خمس دول في الناتو: سنرسل لأوكرانيا الدفعة الأولى من القذائف خلال أيام    موعد اعتزال وإمام عاشور.. أبرز تصريحات شيكابالا مع إبراهيم فايق    شيكابالا: مصطفى شوبير كلمني قبل كدا.. والشناوي أفضل حارس في مصر    شيكابالا عن كواليس حديثه مع إمام عاشور في نهائي الكأس: ما ينفعش أقول لكن هذا ما طلبه    شيكابالا: أرفض عودة إمام عاشور للزمالك.. وخسارة نهائي القرن أمام الأهلي هي الأصعب في مسيرتي    رسميًا.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الأربعاء 29 مايو 2024 بعد الارتفاع الأخير    اليوم.. الحكم علي المتهم بقتل طليقته في الشارع بالفيوم    الكيلاني تهنئ الشيخ سلطان القاسمي بجائزة النيل: نشكره على كل ما قدمه للثقافة المصرية    شيكابالا: تمنيت أن أكون مثل هذا اللاعب    ادخل اعرف نتيجتك..نتائج الشهادة الإعدادية في محافظة البحيرة (الترم الثاني) 2024    واشنطن: هجوم رفح لن يؤثر في دعمنا العسكري لإسرائيل    وزير الصحة التونسي يؤكد حرص بلاده على التوصل لإنشاء معاهدة دولية للتأهب للجوائح الصحية    عاجل.. شيكابالا يعلن موعد اعتزاله رسميا    كريم العمدة ل«الشاهد»: لولا كورونا لحققت مصر معدل نمو مرتفع وفائض دولاري    حسين عيسى: التصور المبدئي لإصلاح الهيئات الاقتصادية سيتم الانتهاء منه في هذا التوقيت    إقالة رئيس مدينة ديرمواس بالمنيا وإحالته للتحقيق    «خبطني بشنطته».. «طالب» يعتدي على زميله بسلاح أبيض والشرطة تضبط المتهم    إصابة 6 أشخاص في حادثي سير بالمنيا    عيار 21 يسجل 3140 جنيها.. تعرف على آخر تحديث لأسعار الذهب والدولار    حسين حمودة: سعيد بالفوز بجائزة الدولة التقديرية في الأدب لاتسامها بالنزاهة    إلهام شاهين: "أتمنى نوثق حياتنا الفنية لأن لما نموت محدش هيلم ورانا"    هل يمكن أن تدخل مصر في صراع مسلح مع إسرائيل بسبب حادث الحدود؟ مصطفى الفقي يجيب    إرشادات للتعامل مع مرضى الصرع خلال تأدية مناسك الحج    نشرة التوك شو| تحريك سعر الخبز المدعم.. وشراكة مصرية عالمية لعلاج الأورام    إبراهيم عيسى يكشف موقف تغيير الحكومة والمحافظين    استعدادات مجتمعية وروحانية: قدوم إجازة عيد الأضحى 2024    كريم فؤاد: موسيمانى عاملنى بطريقة سيئة ولم يقتنع بى كلاعب.. وموقف السولية لا ينسى    رئيس رابطة الأنديةل قصواء: استكمال دوري كورونا تسبب في عدم انتظام مواعيد الدوري المصري حتى الآن    شعبة المخابز تكشف حقيقة رفع الدعم عن رغيف الخبز    أسماء جلال تكشف عن شخصيتها في «اللعب مع العيال» بطولة محمد إمام (تفاصيل)    3 أبراج تجد حلولًا إبداعية لمشاكل العلاقات    سعر الفراخ البيضاء والبيض بالأسواق اليوم الأربعاء 29 مايو 2024    باختصار.. أهم أخبار العرب والعالم حتى منتصف الليل.. البيت الأبيض: لم نر أى خطة إسرائيلية لتوفير الحماية للمدنيين فى رفح.. النمسا: مبادرة سكاى شيلد تهدف لإنشاء مظلة دفاع جوى أقوى فى أوروبا    وزير خارجية الأردن لنظيره الإسباني: نقف معكم ضد الهجمات الإسرائيلية بعد قرار الاعتراف بدولة فلسطين    رئيس اتحاد شباب المصريين: أبناؤنا بالخارج خط الدفاع الأول عن الوطن    رسائل تهنئة بمناسبة عيد الأضحى 2024    «الأعلى للآثار» يفتتح مسجد الطنبغا الماريداني بعد ترميمه.. صور    حظك اليوم| الاربعاء 29 مايو لمواليد برج الثور    طريقة احتساب الدعم الإضافي لحساب المواطن    اليوم.. محاكمة المضيفة المتهمة بقتل ابنتها في التجمع الخامس    إصابة 17شخصًا في تصادم ميكروباص بفنطاس غاز بالمنيا    الوقاية من البعوضة الناقلة لمرض حمى الدنج.. محاضرة صحية بشرم الشيخ بحضور 170 مدير فندق    «زي المحلات».. 5 نصائح لعمل برجر جوسي    هل يجوز الجمع بين صيام العشر الأوائل من ذي الحجة وقضاء رمضان؟    ما حكم الصلاة الفائتة بعد الإفاقة من البنج؟.. أمين الفتوى يجيب    متى يلزم الكفارة على الكذب؟.. أمين الفتوى بدار الإفتاء يوضح    ننشر أسماء المتقدمين للجنة القيد تحت التمرين في نقابة الصحفيين    بدء الاختبارات الشفوية الإلكترونية لطلاب شهادات القراءات بشمال سيناء    جمال رائف: الحوار الوطني يؤكد حرص الدولة على تكوين دوائر عمل سياسية واقتصادية    من أفضل 10 فرق.. جامعة الجلالة تصل لتصفيات «الابتكار وريادة الأعمال» إفريقيا (تفاصيل)    اشترِ بنفسك.. رئيس "الأمراض البيطرية" يوضح طرق فحص الأضحية ويحذر من هذا الحيوان    شروط ومواعيد التحويلات بين المدارس 2025 - الموعد والضوابط    محافظ مطروح يشهد ختام الدورة التدريبية للعاملين بإدارات الشئون القانونية    مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية يوضح فضل حج بيت الله الحرام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أغرب أسرار المحيط
نشر في المصري اليوم يوم 07 - 06 - 2011

تردد السؤال مئات المرات عن أكثر الأماكن المجهولة فى المحيطات والتى لم يستطع الإنسان أن يكتشف تماماً ما تخفيه من أسرار أنها تستحق بكل تأكيد أن يطلق عليها أغرب الأماكن البحرية أنها منطقة مثلث برمودا والتى كثر الحديث عنها سواء كان من المبالغين أو المنصفين أو حتى الجاهلين. لقد كان وسيظل هذا الموضوع مطروحاً حتى نهاية الكون ولن تطوه سجلات التاريخ ودائما ما ستجد الإجابة عن هذا الموضوع مبهمة أو لا إجابة مطلقاً وحتى الآن لم يتم الجزم فى هذا الموضوع ولا يعلم أحد سر إختفاء الآف السفن ومئات الطائرات وعدد كبير من اليخوت والقوارب بداخل تلك المنطقة المجهولة من المحيط والتى يطلق عليها مثلث برمودا وسنمضى قدما فى رحلة عبر الأوراق لنتعرف من خلالها على هذا اللغز الرهيب الذى كان منذ زمنٍ بعيد ولايزال لغزاً جتى الآن.
وحتى لا أترك للقارئ مجالاً ليتلاعب أحدٌ بعقله أو يضع فى نفسه أشياء لا تصح عقلاً أو منطقاً ونظراً لأن هذا الموضوع قد شرد فيه كثير من الكتاب والمؤلفون وأعملوا فيه عقولهم إلى أبعد حد ليصنعوا منه أفلاماً وروايات طمعاً فى الربح ليس إلا. فلقد رأيت أن من الأهمية بمكان أن نعرض فى هذا الموضوع أغلب ما ورد فيه أو كتب عنه بدءاً بالأساطير والخرافات ومروراً بافتراضات أصحاب العقول السويَّة ووصولاً فى النهاية إلى ما هو موجود فى كتب الدين مما يمس هذا الموضوع ولن ننسى أن نعرج على كل رأى حتى يستنير القارئ ويتضح له الغث من الثمين.
ولهذا تناولنا الموضوع من عدة اتجاهات بدءاً بالتعرف على تلك المنطقة ومكان تواجدها ثم أغرب الحوادث التى سجل التاريخ حدوثها في تلك المنطقة من المحيط ثم الأساطير والخرافات وافتراضات العلماء والعلم الحديث وأخيراً رأى الدين.
أولاً: أين تقع منطقة الرعب فى المحيط وما هى؟
إن مثلث برمودا ليس منطقة مثلثة كما يطلق عليه كما أنه منطقة شاسعة من المحيط الأطلنطى وليس منطقة صغيرة كما يتوهم للعقول.
تقع منطقة مثلث برمودا غرب المحيط الأطلنطى فى إتجاه الساحل الجنوبى الشرقى للولايات المتحدة الأمريكية ولا توجد حدود دقيقة ومحددة لأطراف تلك المنطقة ولكنها تحدد تقريبا من جزيرة برمودا شمالاً وحتى نورفك على الساحل الشرقى للولايات المتحدة الأمريكية وتمتد بعد ذلك بطول الساحل حتى جنوب فلوريدا ومنه إلى كوبا ثم هاييتى وأخيراً بورتريكو ثم العودة مرة آخرى إلى جزيرة برمودا محتوية داخلها مجموعة جزر باهاما.
ثانياً: أغرب الحوادث التى سجلت فى تلك المنطقة:
فى عام 1812 حدث إختفاء مفاجىء لأقوى القطع البحرية للولايات المتحدة الأمريكية (السفينة واسب) بعد إرسالها رسالة تفيد أنها وجهت ضاربة قاضية وموجعة للأسطول البريطانى.
وفى عام 1951 حدث إختفاء لسفينة حربية برازيلية تسمى ساوباولو فى نفس المنطقة.
وفى عام 1963 حدث إختفاء طائرتين مقاتلتين من طراز (KC135) فى نفس المنطقة.
لم يقتصر الأمر على السفن الحربية فقط بل إمتد إلى سفن الشحن التجارية وكذلك اليخوت والمراكب الخاصة:
إختفاء السفينة ساندرا وهى تحمل 300 طن من المبيدات الحشرية وعلى متنها 28 رجالاً هو طاقمها دون أن يظهر آثر لها ودون أن تتسبب كل تلك الحمولة فى تلوث للمياه أو نفوق للأسماك والطيور البحرية.
فى 3 يوليو 1947 حدث إختفاء لطائرة حربية أمريكية من طراز C45 ومع كل طاقمها (6 أفراد).
إختفاء المليونير هاري كورنوفر سنة 1958 مع يخته (رفونوك) وطاقمه المكون من 6 أفراد رغم كل محاولات البحث عنه.
سنة 1963 إختفت فى نفس المنطقة السفينة مارين وهى تحمل 16 الآف طن من الكبريت المنصهر وطاقمها 38 فرد دون أى أثر علماً بأن تلك الكمية الهائلة من الكبريت كان سيظهر أثراً رهيباً على البيئة البحرية ولكن لم يسجل لها أى أثر.
ستار تيجر طائرة ركاب أمريكية كانت تحمل على متنها 25 راكب بالإضافة لطاقمها المكون من 6 أفراد إختفت بعد رسالة فحواها (سنصل فى الموعد المحدد فالمناخ رائع وكل شئ على ما يرام).
فى عام 1935 حدثت واقعة مسجلة فى أرشيف الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكن أن نشاهدها سوى فى أفلام الخيال العلمى ولكنها فى واقع الأمر حقيقة مسجلة وإن كان بها من الغرابة ما يأخذ العقل ويصيب المرء بالذهول والدهشة إلا أننى لا أجد مانع من سرد تلك القصة لأن الأمر برمته غريب إلى مدى يحتم علينا أن نسرد أشهر ما كتب عنه لنناقشه فى نهاية الأمر مناقشة عادلة عارضين كل النظريات والإفتراضات التى كتبت فى ذلك الأمر.
تبدأ القصة عندما كانت سفينة تتدعى (أزتك C) تبحر فى المحيط الأطلنطى وفوجئ طاقم السفينة بسفينة آخرى تتدعى (لادهاما) وكان هذا الأسم واضح ومكتوب على بدن السفينة ولكن تلك السفينة (لادهاما) لم تكن فى حالة طبيعية إذا أن صارى السفينة كان مكسوراً ومتدليا فى الماء فقرر بعض أفراد طاقم السفينة أزتك C النزول ومعاينة السفنية لادهاما ذات الهيئة المرعبة ولكن وبمجرد صعودهم على متنها وجدوا مالم يكن بمقدورهم أن يتوقعوه... لقد وجدوا السفينة لادهاما خالية من أى مظهر من مظاهر الحياة وكأنها مسكونة بالأشباح وبالبحث عن طاقمها لم يجدوا أحداً والغريب أنهم وجدوا كل شئ فى السفينة كما هو ولم تمسسه يد كما لو أن طاقمها وكل ركابها قد غادروها للتو!!... ولكن الأكثر غرابة والأدعى للدهشة هو ما حدث أثناء معاينة فريق أزتك لتلك السفينة ذات الهيئة الغريبة إذ وصلت رسالة لاسلكية فى ذات الوقت إلى طاقم السفينة أزتك C من سفينة إيطالية تدعى (ريكس) كان فحواها (إننا شاهدنا سفينة تترنح فوق مياه المحيط وصاريها منكسر ومتدلى فى الماء وكأنها قد اصطدمت بشئ حطم بعض أجزائها واتضح ان اسمها لادهاما وعندما اقتربنا منها محاولين إنقاذها أو إنقاذ أى من ركابها غاصت السفينة وغرقت فى عمق المحيط واختفت فلم يبقى منها شئ قبل أن نتمكن من الصعود عليها). وهناأصيب طاقم السفينة أزتك C بالدهشة والرعب وأمروا الأفراد الذين أرسلوهم لاستطلاع السفين لادهاما أن يغادروها على الفور حيث تركوها ورحلوا مسرعين. فكيف تصلهم رسالة تفيد بأن لادهاما شوهدت وهى تغرق بينما هم الان يشاهدونها أمام أعينهم وبنفس مواصفاتها طافية على سطح الماء دون أن يصيبها شئ سوى اختفاء طاقمها وكل ركابها.
انه لأمر غريب ومثير للدهشة تلك القصة التى يعجز العقل عن إيجاد تفسيرٍ لها.
كان أمر السفينة (هولى لوك) من أغرب ما سجله التاريخ من أحداث فى تلك المنطقة حيث كانت السفينة فى رحلة روتينية عبر المنطقة السابعة لخفر السواحل الأمريكى حين التقط رادارها شيئاً عجيباً!. يقول أحد أفرادها ويدعى (اللوتيانت وايسمان) لقد ظهرت الإشارة على الرادار تفيد بأن هناك كتلة كبيرة من اليابسة فى منطقة من المحيط لم يكن يعرف بها أى يابسة وعندما اقتربنا منها لنستطلع الأمر لم نجد أى أثر لها.
والسؤال هنا هل حقاً توجد جزيرة بتلك المنطقة؟ هل هى مختفية عن أعين الناس؟ وإذا كانت كذلك فكيف لها أن تظهر وتختفى فجأة؟ ما هو السر فى تلك المنطقة؟ ولماذا حجبت تلك الجزيرة عن أعين الناس؟ وكيف حجبت ولم يستطع الإنسان أن يكشفها أو يصورها برغم كل ما توصل إليه الإنسان من تقدم علمى وتكنولوجى والذى شمل الأقمار الصناعية التى تصور كافة أجزاء الأرض بل يمكنها أن تصور قاع المحيط ومستويات معينه تحت سطح الأرض وكل ذلك التقدم الذى جعل الإنسان لا يكتفى باستكشاف الأرض بل ذهب ليستكشف الفضاء والكواكب من حولنا؟!! وهذا ما سنناقشه فى نهاية الحديث عن تلك المنطقة الغريبة. وسننتقل الان إلى واقعة غريبة أخرى قد سجلها لنا التاريخ تؤيد الواقعة السابقة
فى ديسمبر 1967 قام (دان بوراك) وهو صاحب فندق شهير على شواطئ ميامى بركوب يخته وبرفقته صديقه القس الكاثوليكى بكنيسة سان جورج (فورت لودردال) ليقوم بنزهة بحرية ممتعه فى إحدى ليالى ديسمبر ليشاهدوا ميامى من بعيد عبر المحيط... لقد كان اليخت مزود بكل أجهزة الطوارئ والأمان. وفى تلك الليله وصلت رسالة من اليخت إلى حرس السواحل كان مفادها (لقد اصطدم اليخت بشئٍ ضخم.. اليخت لا يعمل بشكلٍ جيد.. نرجوا المساعده.) وبسرعةٍ شديدة توجهت فرق البحث إلى المكان المحدد الذى أرسل اليخت منه الإشاره فلم يجدوا أثراً لليخت أو أفراده سوى قارب إنقاذ مطاطى يتهادى على صفحة الماء واختفى اليخت ومعه سر ما حدث فى تلك الليلة.
ثالثاً: الأساطير:
يقول الأديب نجيب محفوظ (عندما تشتد قبضة اليأس.. تنطلق الخرافات).
وحقاً فقد دأب الإنسان على ذلك وكانت تلك هى سجيته منذ قديم الزمان فعندما يعجز العلم عن أن يقدم تفسيراً لبعض الظواهر يبدأ الناس بالبحث عن ما يشبع فضولهم ويروى رغباتهم فى المعرفة فيلجأ الناس إلى الدجالين تارة وإلى الكذابين أخرى فينساق الإنسان خلف الأساطير والخرافات ولقد حظيت البحار والمحيطات فى حياة الإنسان بالنصيب الأكبر من الأساطير كافة وكانت تلك المنطقة المجهولة من المحيط الأطلنطى هى الأكثر أهمية فى عصرنا الحديث ومن أكثر الأماكن التى كتب عنها الروايات الكاذبة المليئة بالخرافات ومن بين الكثير والكثير من تلك الخرافات ما أخترنا أن نعرضه على القارئ ليتبين له كيف كان يفكر الناس قديما عندما لم يكن بمقدور العلماء أن يكتشفو الكائنات البحرية كما هو الحال الان ولا أعنى بكلمة قديماً القدم البعيد وإنما أقصد منذ مالا يزيد عن مئات قليلة من السنين.
من بين تلك الخرافات ما تناقله الناس عن وجود وحوش عاتية وثعابين ضخمة تبتلع السفن والزوارق وكثيراً مايعمل الناس فى تلك الروايات على الخلط بين الثعابين والحيات وحتى الديناصورات وكذلك الكائنات الخرافية كالتنين وغيرها من كائنات مختلقه ليعطى القاص أو الراوى فى نهاية وصفه وحديثه عن تلك الكائنات مشهداً بشعاً يعمل على بث الرعب والخوف فى قلوب مصدقيه أو سامعيه. لقد عملت تلك القصص على إثارة الرعب والهلع بين بحارة السفن الأوربية الذين خرجوا برحلاتهم منذ القرن الخامس عشر.
لقد حظيت عروس البحر بالعديد من الأساطير فى العصور السابقة فكان الناس يعتقدون أنها أمرأة ذات فتنة وجمال ولكن نصفها السفلى نصف سمكة ورويت العديد من الأساطير حولها. كان من بين تلك الأساطير ما قيل عنها أنها من الجان ساكنى البحار أحبت أنساناً من غير جنسها فعوقبت بتلك اللعنة هى ونسلها من بعدها وقيل أيضاً أنها نتجت من تزاوج انسان مع أحد الكائنات البحرية فنتج ذلك المسخ. ويرجع السبب فى انتشار تلك الأسطورة إلى أن البحارة كانوا يستخدمون أجهزة الرؤية البسيطة التى كانت موجودة قديماً فى عصرهم ليتحسسوا بها الطرق البحرية أمامهم والتى كانت تسير فيها سفنهم فكانوا يشاهدون من بعيد على حواف الجزر ما يشبه امرأة تحمل رضيعاً بين زراعيها وتلقمه ثديها وبالنظر إلى أسفل جسدها كانوا يشاهدون زعنفة كتلك الزعانف التى تمتلكها الأسماك فكانوا يفرون سريعاً خوفاً من بطشها واعتقادا أنها تستطيع أن تصعد إلى سفنهم فتقتلهم وكانوا يعتقدون أن من نظر إليها فإنها تسحره بصوتها العزب وشكلها الفاتن فلا يستطيع أن يتحكم فى عقله بل تسيطر عليه حتى يقترب منها بسفينته ثم تنقض عليه فتتحول إلى هيئة مخيفة بعدها تقتله ومن معه على تلك السفينة.
وبتقدم العلم وتطور أجهزة الملاحة البحرية اكتشف الإنسان ان ذلك الكائن (Sea Dagong) (خراف البحر) أو ما يطلق عليه عروس البحر كائن بحرى من الثدييات يتنفس برئتين ويستطيع أن يسبح فى الماء كغيره من الثدييات البحرية وأن هذا الكائن خجول للغاية تمتلك الأنثى ثديين بجوار زعنفتيها الأماميتين التى تستخدمهما كذراعين لحمل الرضيع أثناء أرضاعه على حواف الجزر البعيدة وللعلم فإن هذا الكائن يمتلك وجهاً قبيحاً بعكس ما كان يصوره البحارة القدامى.
شكل توضيحى: عروسة البحر وهى موجودة فى متحف قلعة قايتباى بالأسكندرية والتابع للمعهد القومى لعلوم البحار.
فى عام 1817 أكد كثير من البحارة أن واحداً من تلك الكائنات البحرية المرعبة قد اتخذ موطنه على مدخل ميناء (ماسانشومتس) الأمريكى مما تسبب فى انتشار الهلع والإضطراب فى المياه المحيطة به واضطر السلطات إلى غلق ذلك الميناء فى وجه السفن.
فى عام 1948 رأى قائد المدمرة الإنجليزية (ديداليس) الكابتن ماكهوى عند عبوره المضيق (بين رأس الرجاء الصالح وجزيرة سانت هيلانا) حية ضخمة تسبح فى الماء ورأسها مرتفع فوق سطح الماء بأربعة أقدام ولون الرأس حوالى 15 بوصه (38 سم) وقد أظهرت زعنفتها فوق الماء ولم تكن تلك الحية تتحرك بتقلصات جسمها وإنما بالإنزلاق فى مياه البحر كما تفعل الأسماك. وقد رأى ماكهوى وبحارته تلك الحية طوال 20 دقيقة رافقت خلالها سفينته فى سيرها وكانت قريبة جداً من السفينة بحيث أمكنهم تبين تفاصيلها. ولقد أرسل ماكهوى تقريراً بما شاهده إلى البحرية البريطانية ونشرت جريدة التايمز ذلك التقرير بعدها بشهور.
وهناك العديد من القصص التى أرعبت الناس وبثت الخوف فى نفوسهم خلال تلك الفترة من الزمان التى لم يكن العلم فيها قد وصل إلى ماهو عليه الآن. فمع التقدم العلمى ومقدرة الإنسان على الغوص إلى قاع المحيطات والبحار بالوسائل المختلفة كالغواصات أو غطس الأفراد باستخدام معدات الغطس زادت معرفة الإنسان بالبحار والمحيطات وتم الكشف عن كثير من أسرارها فمن المعروف جداً والمشهور الآن ثعابين البحر العديدة كالموراى التى قد يصل طولها إلى عشرات الأمتار وهى كائنات بحرية معروفة لنا الآن تلك الكائنات التى كانت تسبب للإنسان الرعب فيما مضى حتى أن الإنسان كان يعتبرها آلهة البحار من شدة خوفه منها واعتقاده أنها قد تهلكه إذا حاول أن يدخل إلى عالمها الذى هو البحر او المحيط طمعا فى طلب الرزق.
إن الإنسان كان ولا يزال قليل الحيلة أمام كل ماهو مجهول.
رابعاً: ما قيل عنها:
1) شحنة المغناطيسات:
يُقال أن سفينة شحن ضخمة محملة بحمولة من المغناطيسات غرقت فى تلك المنطقة ومع مرور الوقت جذبت العديد من المخلفات المعدنية الموجودة بالماء وكذلك تراكمت أملاح الحديد الذائبة فى مياه المحيط المالحة على تلك الشحنة ومن المعروف أنه بوضع مسمار بجوار مغناطيس لفترة طويلة أو باحتكاك المسمار به فإن المسمار تنتقل إليه شحنة مغناطيسية ويصبح بمرور الوقت مغناطيساً هو الآخر. وهكذا تكون تحت الماء فى تلك المنطقة مغناطيساً عملاقاً وصل مدى مجاله وتأثيره إلى فوق سطح الماء وأصبح يجذب السفن والطائرات المارة بتلك المنطقة فيغرقها ثم تصير جزءاً من بدن ذلك المغناطيس الضخم فتزداد قوته وتتعاظم.
ولكن هذه النظرية لا تفسر غرق المراكب الخشبية فى تلك المنطقة والتى لاتحتوى على معدن يكفى لجذبها للقاع.
2) القوة الخفية للمكان:
كما يروى الكاتب (أوليفرلورانس) عن قيام مكتب الأبحاث البحرية الأمريكى بالتعاون مع القوات البحرية الأمريكية بإجراء تجربة من أشهر التجارب سميت بتجربة (فيلادلفيا) فى عام 1943.
وملخص تلك التجربة أنهم قاموا بتعريض قارب تجريبى لجهاز خاص يعمل على معادلة مغناطيسية القارب وذلك بتسليط عدة مجالات مغناطيسة عليه حيث حدثت المفاجأة التى لم تكن متوقعة لقد اختفى القارب وظهر مرة أخرى فى (ميناء نورفولك) بولاية فرجينيا.
وعادةً مايتم استخدام هذا التكنيك من قبل البحرية الأمريكية حيث يقومون بلف السفن بأسلاك مشحونة كهربياً فتعمل على معادلتها مغناطيسياً حتى إذا ما مرت على حقول ألغام مائية منشطة مغناطيسياً فتأمن من التفتجير بتلك الألغام.
فهل هذا ما يفسر التشويش على أجهزة الإرسال للطائرات والسفن قبل أن تحل بها الكوارث وتختفى بذلك المكان المرعب؟!. هل تعمل تلك المنطقة الغريبة على معادلة السفن والطائرات مغناطيسياً فتختفى؟!.
3) مركز ثقل الجاذبية:
يقال بأن مركز الجاذبية الأرضية يقع بتلك المنطقة وعنده تحدث تضاغطات وتخلخلات غير متزنة نتيجة اضطراب قوة الجذب بذلك المكان مما يعمل على عدم اتزان أى طائرة أو سفينة تمر بتلك المنطقة وسرعان ما تتهاوى وتسقط لتختفى بين طيات المحيط.
4) أطلانتس:
يقال أن أطلانتس كانت قارة متواجدة فى القدم بين قارتى أمريكا وأوروبا وكان عليها حضارة كاملة قد أنشأها البشر وقد غرقت بالفعل فى المحيط. وقد شوهد ضباباً غريباً يخرج من منطقة تحت الماء ويعتقد أن هذا الضباب هو نتيجة لمصدر طاقة آت من حضارة من إحد الحضارات البائده.. وهذا الضباب أو الدخان يخرج نتيجة نشاط هذا المصدر الطاقى من آن لآخر.
ومن الإحتمالات الواردة أن تكون قارة أطلنطس هى إحدى الأسباب التى تؤدى لحالات الإختفاء.
5) أكذوبة أمريكية:
مما قيل أيضاً عن تلك المنطقة- ومن الضرورى أن نذكره هنا لأننا وكما قلنا مسبقاً سنعرض كل ما قيل فى هذا الموضوع سواء كان مقبولاً عقلاً ومنطقاً أو لا- أن الموضوع بٍرُمَّته أُكذوبه اختلقتها أمريكا حتى تبث الرعب فى قوات أعدائها فلا يتجرأ أحد أن يهاجم أراضيها سواء كان جواً أو بحراً. ومما يؤكد ذلك أن كثير من الطائرات التى أختفت وتم اعتبارها أنها ذهبت لغزاً لذلك المكان قد شوهد حطامها مترامياً على بعض الشواطئ الأمريكية وبالإبلاغ عنها حدثت أوامر بالتعتيم وعدم الحديث عنها مطلقاً.
6) عرش إبليس:
ربما كان السبب فى اضطراب تلك المنطقه راجع إلى كون ابليس قد بسط عليها سلطانه واختارها لتكون مكانا يضع عليه عرشه ويلتقى فيها بأبنائه وأعوانه فمن المعلوم أن عرش ابليس على الماء فربما كانت تلك المنطقة تحديداً هى التى بنى عليها عرشه وهذا يفسر الأمور الغريبة التى تحدث لمن يمر بتلك المنطقة فلعل الأمر برمته راجع إلى فعل ابليس وأعوانه حيث تكون تلك المنطقة مليئةً بهم.
ويصدق ذلك ما أورده مسلم فى صحيحه حديث رقم (6177) عن جابر قال سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول (إن عرش ابليس على البحر. فيبعث سراياه فيفتنون الناس. فأعظمهم عنده أعظمهم فتنة).
وكذلك حديث رقم (6178) عن جابر قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن ابليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه. فأدناهم منه منزلةً أعظمهم فتنة. يجئ أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا. فيقول ما صنعت شيئاً. قال: ثم يجئ أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته. قال: فيدنيه منه ويقول نعم أنت) قال الأعمش: أراه قال (فيلتزمه) أى يضمُّه ويعانقه إعجاباً بصنعه وتشجيعاً لغيره.
يقول النووى أى أن مركز قيادته البحر.
ولعل هذا البحر هو المحيط الأطلنطى عند تلك المنطقة الغريبة.
7) بيت الدجال:
ويصدقه ما أورده مسلم فى صحيحه فى باب الفتن حديث رقم (7573) حيث أورد ما يلى:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ، وَحَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ، كِلاَهُمَا عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ، - وَاللَّفْظُ لِعَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ - حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنِ الْحُسَيْنِ، بْنِ ذَكْوَانَ حَدَّثَنَا ابْنُ بُرَيْدَةَ، حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ شَرَاحِيلَ الشَّعْبِيُّ، شَعْبُ هَمْدَانَ أَنَّهُ سَأَلَ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ أُخْتَ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ فَقَالَ حَدِّثِينِي حَدِيثًا سَمِعْتِيهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لاَ تُسْنِدِيهِ إِلَى أَحَدٍ غَيْرِهِ فَقَالَتْ لَئِنْ شِئْتَ لأَفْعَلَنَّ فَقَالَ لَهَا أَجَلْ حَدِّثِينِي .‏
فَقَالَتْ نَكَحْتُ ابْنَ الْمُغِيرَةِ وَهُوَ مِنْ خِيَارِ شَبَابِ قُرَيْشٍ يَوْمَئِذٍ فَأُصِيبَ فِي أَوَّلِ الْجِهَادِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا تَأَيَّمْتُ خَطَبَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَخَطَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى مَوْلاَهُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ وَكُنْتُ قَدْ حُدِّثْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ "‏ مَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّ أُسَامَةَ "‏ .‏
فَلَمَّا كَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ أَمْرِي بِيَدِكَ فَأَنْكِحْنِي مَنْ شِئْتَ فَقَالَ "‏ انْتَقِلِي إِلَى أُمِّ شَرِيكٍ "‏ .‏
وَأُمُّ شَرِيكٍ امْرَأَةٌ غَنِيَّةٌ مِنَ الأَنْصَارِ عَظِيمَةُ النَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَنْزِلُ عَلَيْهَا الضِّيفَانُ فَقُلْتُ سَأَفْعَلُ فَقَالَ "‏ لاَ تَفْعَلِي إِنَّ أُمَّ شَرِيكٍ امْرَأَةٌ كَثِيرَةُ الضِّيفَانِ فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَسْقُطَ عَنْكِ خِمَارُكِ أَوْ يَنْكَشِفَ الثَّوْبُ عَنْ سَاقَيْكِ فَيَرَى الْقَوْمُ مِنْكِ بَعْضَ مَا تَكْرَهِينَ وَلَكِنِ انْتَقِلِي إِلَى ابْنِ عَمِّكِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ "‏ .‏
- وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي فِهْرٍ فِهْرِ قُرَيْشٍ وَهُوَ مِنَ الْبَطْنِ الَّذِي هِيَ مِنْهُ - فَانْتَقَلْتُ إِلَيْهِ فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتِي سَمِعْتُ نِدَاءَ الْمُنَادِي مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُنَادِي الصَّلاَةَ جَامِعَةً .‏
فَخَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَكُنْتُ فِي صَفِّ النِّسَاءِ الَّتِي تَلِي ظُهُورَ الْقَوْمِ فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلاَتَهُ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَضْحَكُ فَقَالَ "‏ لِيَلْزَمْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُصَلاَّهُ "‏ .‏
ثُمَّ قَالَ "‏ أَتَدْرُونَ لِمَ جَمَعْتُكُمْ "‏ .‏
قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ .‏
قَالَ "‏ إِنِّي وَاللَّهِ مَا جَمَعْتُكُمْ لِرَغْبَةٍ وَلاَ لِرَهْبَةٍ وَلَكِنْ جَمَعْتُكُمْ لأَنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ كَانَ رَجُلاً نَصْرَانِيًّا فَجَاءَ فَبَايَعَ وَأَسْلَمَ وَحَدَّثَنِي حَدِيثًا وَافَقَ الَّذِي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنْ مَسِيحِ الدَّجَّالِ حَدَّثَنِي أَنَّهُ رَكِبَ فِي سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ مَعَ ثَلاَثِينَ رَجُلاً مِنْ لَخْمٍ وَجُذَامَ فَلَعِبَ بِهِمُ الْمَوْجُ شَهْرًا فِي الْبَحْرِ ثُمَّ أَرْفَئُوا إِلَى جَزِيرَةٍ فِي الْبَحْرِ حَتَّى مَغْرِبِ الشَّمْسِ فَجَلَسُوا فِي أَقْرُبِ السَّفِينَةِ فَدَخَلُوا الْجَزِيرَةَ فَلَقِيَتْهُمْ دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرُ الشَّعَرِ لاَ يَدْرُونَ مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعَرِ فَقَالُوا وَيْلَكِ مَا أَنْتِ فَقَالَتْ أَنَا الْجَسَّاسَةُ .‏
قَالُوا وَمَا الْجَسَّاسَةُ قَالَتْ أَيُّهَا الْقَوْمُ انْطَلِقُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فِي الدَّيْرِ فَإِنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالأَشْوَاقِ .‏
قَالَ لَمَّا سَمَّتْ لَنَا رَجُلاً فَرِقْنَا مِنْهَا أَنْ تَكُونَ شَيْطَانَةً - قَالَ - فَانْطَلَقْنَا سِرَاعًا حَتَّى دَخَلْنَا الدَّيْرَ فَإِذَا فِيهِ أَعْظَمُ إِنْسَانٍ رَأَيْنَاهُ قَطُّ خَلْقًا وَأَشَدُّهُ وِثَاقًا مَجْمُوعَةٌ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ مَا بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى كَعْبَيْهِ بِالْحَدِيدِ قُلْنَا وَيْلَكَ مَا أَنْتَ قَالَ قَدْ قَدَرْتُمْ عَلَى خَبَرِي فَأَخْبِرُونِي مَا أَنْتُمْ قَالُوا نَحْنُ أُنَاسٌ مِنَ الْعَرَبِ رَكِبْنَا فِي سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ فَصَادَفْنَا الْبَحْرَ حِينَ اغْتَلَمَ فَلَعِبَ بِنَا الْمَوْجُ شَهْرًا ثُمَّ أَرْفَأْنَا إِلَى جَزِيرَتِكَ هَذِهِ فَجَلَسْنَا فِي أَقْرُبِهَا فَدَخَلْنَا الْجَزِيرَةَ فَلَقِيَتْنَا دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرُ الشَّعَرِ لاَ يُدْرَى مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعَرِ فَقُلْنَا وَيْلَكِ مَا أَنْتِ فَقَالَتْ أَنَا الْجَسَّاسَةُ .‏
قُلْنَا وَمَا الْجَسَّاسَةُ قَالَتِ اعْمِدُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فِي الدَّيْرِ فَإِنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالأَشْوَاقِ فَأَقْبَلْنَا إِلَيْكَ سِرَاعًا وَفَزِعْنَا مِنْهَا وَلَمْ نَأْمَنْ أَنْ تَكُونَ شَيْطَانَةً فَقَالَ أَخْبِرُونِي عَنْ نَخْلِ بَيْسَانَ قُلْنَا عَنْ أَىِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ قَالَ أَسْأَلُكُمْ عَنْ نَخْلِهَا هَلْ يُثْمِرُ قُلْنَا لَهُ نَعَمْ .‏
قَالَ أَمَا إِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ لاَ تُثْمِرَ قَالَ أَخْبِرُونِي عَنْ بُحَيْرَةِ الطَّبَرِيَّةِ .‏
قُلْنَا عَنْ أَىِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ قَالَ هَلْ فِيهَا مَاءٌ قَالُوا هِيَ كَثِيرَةُ الْمَاءِ .‏
قَالَ أَمَا إِنَّ مَاءَهَا يُوشِكُ أَنْ يَذْهَبَ .‏
قَالَ أَخْبِرُونِي عَنْ عَيْنِ زُغَرَ .‏
قَالُوا عَنْ أَىِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ قَالَ هَلْ فِي الْعَيْنِ مَاءٌ وَهَلْ يَزْرَعُ أَهْلُهَا بِمَاءِ الْعَيْنِ قُلْنَا لَهُ نَعَمْ هِيَ كَثِيرَةُ الْمَاءِ وَأَهْلُهَا يَزْرَعُونَ مِنْ مَائِهَا .‏
قَالَ أَخْبِرُونِي عَنْ نَبِيِّ الأُمِّيِّينَ مَا فَعَلَ قَالُوا قَدْ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ وَنَزَلَ يَثْرِبَ .‏
قَالَ أَقَاتَلَهُ الْعَرَبُ قُلْنَا نَعَمْ .‏
قَالَ كَيْفَ صَنَعَ بِهِمْ فَأَخْبَرْنَاهُ أَنَّهُ قَدْ ظَهَرَ عَلَى مَنْ يَلِيهِ مِنَ الْعَرَبِ وَأَطَاعُوهُ قَالَ لَهُمْ قَدْ كَانَ ذَلِكَ قُلْنَا نَعَمْ .‏
قَالَ أَمَا إِنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ وَإِنِّي مُخْبِرُكُمْ عَنِّي إِنِّي أَنَا الْمَسِيحُ وَإِنِّي أُوشِكُ أَنْ يُؤْذَنَ لِي فِي الْخُرُوجِ فَأَخْرُجَ فَأَسِيرَ فِي الأَرْضِ فَلاَ أَدَعَ قَرْيَةً إِلاَّ هَبَطْتُهَا فِي أَرْبَعِينَ لَيْلَةً غَيْرَ مَكَّةَ وَطَيْبَةَ فَهُمَا مُحَرَّمَتَانِ عَلَىَّ كِلْتَاهُمَا كُلَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ وَاحِدَةً أَوْ وَاحِدًا مِنْهُمَا اسْتَقْبَلَنِي مَلَكٌ بِيَدِهِ السَّيْفُ صَلْتًا يَصُدُّنِي عَنْهَا وَإِنَّ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلاَئِكَةً يَحْرُسُونَهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَطَعَنَ بِمِخْصَرَتِهِ فِي الْمِنْبَرِ "‏ هَذِهِ طَيْبَةُ هَذِهِ طَيْبَةُ هَذِهِ طَيْبَةُ "‏ .‏
يَعْنِي الْمَدِينَةَ "‏ أَلاَ هَلْ كُنْتُ حَدَّثْتُكُمْ ذَلِكَ "‏ .‏
فَقَالَ النَّاسُ نَعَمْ "‏ فَإِنَّهُ أَعْجَبَنِي حَدِيثُ تَمِيمٍ أَنَّهُ وَافَقَ الَّذِي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنْهُ وَعَنِ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ أَلاَ إِنَّهُ فِي بَحْرِ الشَّامِ أَوْ بَحْرِ الْيَمَنِ لاَ بَلْ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ ما هُوَ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَا هُوَ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَا هُوَ "‏ .‏
وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الْمَشْرِقِ .‏
قَالَتْ فَحَفِظْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم .‏
لعل تلك الجزيرة المجهولة موجودة بذلك المكان الغريب من المحيط ولعل الله تعالى قد أخفهاه عن أعين الناس حتى يظل أمر الدجال سراً ًإلى قيام الساعة حين يأذن الله تعالى بظهوره ليفتن الناس عن دينهم فالحديث الصحيح السابق يؤكد أنه موجود على كوكبنا فى جزيرة ما.
ويصدق ذلك أيضاً ما أوردنه من بعض القصص السابقة من روايات تخبر بظهور جزيرة فى تلك المنطقة على أجهزة الرادار الخاصة ببعض السفن وإختفاؤه.
ولكون ظهور ذلك الدجال فى آخر الزمان من علامات الساعة فإن أمر ذلك المكان سيظل مبهماً حتى نهاية العالم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.