كنت في ميدان التحرير مساء السبت الماضي في نفس وقت مجزرة العباسية ولأول مرة من يناير الماضي يتسلل لي شعور بأن الصورة في ميدان التحرير تغيرت وأصبح الانقسام هو البطل الأول لسكان دولة التحرير.. وأصبح صاحب الرأي المخالف خائن وجاسوس. وميدان التحرير الثوار فيه قلة والبلطجية هم أصحاب العدد الأوفر وسيطروا علي الميدان وأصبح وجودهم يحقق لهم أرباحا بعد أن عقدوا صفقات مع الباعة الجائلين بأن تكون أيامنا كلها اعتصامات. وما تمر به مصر في الوقت الحالي يجب علينا أن نطرح أسئلة ونفكر في اجاباتها من هو المستفيد فيها يجري؟ من الذي يود أن يغير مسار الديمقراطية التي حلمنا بها.. وأصبحنا علي وشك الصعود الي مسرحها ويري العالم تسابق شعب مصر في اختيار من يحكمها. هناك مستفيد من الأحداث الساخنة التي عرفتها مصر خلال الأيام الماضية. ممكن أن تقود أمريكا وممكن أن نشير أصابعنا الي أن اسرائيل التي غمرت السعادة قادتها وهم يرون الانقسام يسيطر علي الشارع المصري. من هو المستفيد عندما تتوتر العلاقة بين الشعب والجيش. هناك أسئلة عديدة الكل فشل في ايجاد اجابة لها. نحن نود الاستقرار وهناك من يريد أن تكون الأحداث ساخنة والتي ممكن أن تكون سببا في قرارات تجهض مسار الثور. اليوم صار هناك اعتقاد لدي ملايين المصريين بأن الثورة خرجت عن طريقها بعد أن اتهم البعض الثوار بأنهم عملاء ووجودهم في الميدان كان بمقابل. علينا أن ننحي كل الاختلافات الموجودة ونستعد للانتخابات ونتصارع علي التجربة الديمقراطية التي سوف تجعل نصف العالم يحسدنا والنصف الآخر يغير منا لأننا ركبنا قطار الديمقراطية الذي ضل طريقه عن دول عديدة ومطلوب منا جميعا ثوار وغير ثوار الصبر وعدم الدخول في مهاترات التخوين لأننا لو أصبحنا نصدق ما يقال سوف نصدق أن الذين خرجوا في الشوارع يوم جمعة الغضب كانوا مواطنين من بلاد العم سام.. وأن الثورة نجحت بسبب رغبة أمريكا في سقوط نظام مبارك.. والحقيقة أن الشعب هو الذي أسقط مبارك ورجاله وحاليا نسعي لاسقاط النظام ومطاردة اللصوص الصغار الذي وجودهم يعطينا الاحساس بأن النظام لم يسقط. أعتقد اننا اذا أحسنا سماع وجهات النظر سوف نتأكد أن مطالبنا متفق عليها.. من في ميدان التحرير يتفق علي حقوق الشهداء ونفس الرأي لمن موجود في روكسي أو في أي مدينة.