في الوقت الذي كان فيه الجميع يترقب عودته إلي الساحة السياسية وترشحه لرئاسة حزب »الاتحاد من أجل حركة شعبية» المحافظ في الخريف المقبل تمهيدا لترشحه من جديد لرئاسة البلاد في 2017 تسارعت الأحداث لتصطدم الطموحات السياسية للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بالقضاء الذي وجه له اتهاما رسميا صباح أمس بالفساد واستغلال النفوذ. وهذه هي المرة الثانية التي يخضع فيها ساركوزي للتحقيق منذ فقد حصانته القانونية بعدما ترك منصبه وبعد احتجازه لمدة 15 ساعة في إجراء غير مسبوق بالنسبة لرئيس فرنسي نقل ساركوزي إلي دائرة القضايا المالية. وتتعلق القضية باستغلال ساركوزي لنفوذه للحصول علي معلومات بشأن تحقيق خاص حول حصوله علي مبلغ 50 مليون يورو من الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي لتمويل حملته للانتخابات الرئاسية عام 2007 والتي فاز بها. وإلي جانب الرئيس السابق تم توجيه الاتهام إلي تييري هيرزوج محامي ساركوزي وإلي المحامي العام في محكمة النقض جيليبر ازيبير. ويبحث المحققون في ما إذا كان ساركوزي (59 عاما) قد حاول بمساعدة محاميه هيرزوج الحصول علي معلومات من القاضي جيليبر ازيبير الذي كان يحقق في قضية تمويل الحملة الانتخابية للرئيس السابق مقابل وعد بمنحه منصبا بارزا في موناكو. وبموجب قانون العقوبات الفرنسي قد تصل عقوبة استغلال النفوذ إلي السجن 10 أعوام وغرامة قيمتها 150 ألف يورو. من جانبه أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أن ساركوزي يجب أن يتمتع بحق »اعتباره بريئا حتي تثبت إدانته» مشددا علي مبدأ استقلال القضاء. وأكد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أن الاتهامات الموجهة لساركوزي جادة وأن التحقيقات القضائية تتم بصورة مستقلة موضحا في تصريحات تليفزيونية أنه »لا أحد فوق القانون». من جهة أخري اتهمت ماريزا بروني تيديسكي حماة ساركوزي في مقابلة مع صحيفة إيطالية خصومه ساركوزي بالقيام بحملة لمنعه من قيادة اليمين الفرنسي. ويثير ساركوزي انقساما في الرأي العام حيث يؤيده كثير من الناخبين اليمينيين في حين يرفض 62% من الفرنسيين عودته للسياسة. وبعد هزيمته في انتخابات 2012 انتقل ساركوزي من السياسة لإلقاء المحاضرات ورغم تصريحاته العلنية القليلة ظهر ساركوزي بانتظام من خلال ما أطلق عليه »بطاقات بريدية» فينشر مقالا قبل الانتخابات الاوروبية او يبوح بشكل مدروس ببعض الاسرار كما ظل يظهر في ظل زوجته المغنية كارلا بروني. ورغم كل ما واجهه ويواجهه لم يشكك ساركوزي أبدا في قدرته علي مواجهة خصومه والعقبات التي تعترض طريقه. وكثيرا ما خرجت حياة ساركوزي -وهو ابن مهاجر مجري- الخاصة للعلن وتناقلت وسائل الإعلام أخبار حياته العاطفية التي حرص علي إخراجها بإتقان وهو أول رئيس فرنسي يطلق زوجته ويتزوج من أخري أثناء ولايته.