تقول الأسطورة: أن امرأة شابة عاشت منذ مئات السنين ومن شدة بهائها عجز الخيال عن أن يصف جمالها ويحصي مفاتنها هذه المرأة الجميلة كانت زوجة لأحد محاربى الساموراي وبسبب غيرة زوجها الشديدة تعمدت خيانته وأدرك الزوج الغيور خيانة زوجته وفى أحد الأيام هاجم زوجته وشق فمها بسيفه من الاذن إلى الاذن واخذ يصرخ فى وجهها بعد أن ماتت غارقة فى دمائها قائلا: " من سيظن أنك جميلة الآن "! ومضت الأسطورة تحكى أن هذه المرأة لم تمت وأنها كانت تطير فى المساء بوجه مقنع تختار ضحاياها من الرجال الأقوياء تقتلهم وتذبحهم ثم تصيح فى ضحيتها وكأنها تنتظر الإجابة: " هل انا جميلة "؟ ثم تطير في السماء وتختفى عائدة إلى حضن شجرتها العتيقة فى الغابة قبل أن تعاود الظهور فى مساء اليوم التالي! وتحكي الخرافة الدينية: أن شيخا طالت لحاه صدره ولا اعلم إن كان المقصود بالشيخ هنا كبر سنه أم أنه عالم دين معروف عنه كرهه الشديد لكل ما يمت إلى المدنية فالكل لديه كافر طالما يتحدث عن الدولة الحديثة وقف هذا الشيخ مرتديا جلبابا خفيفا منتعلا حذاءً يمكن ارتداءه ونزعه بسهولة وبالمعنى الدارج يصفه الناس بالشبشب فوق منصة رابعة العدوية أيام رمضان الماضي ينسج من خياله خرافة أطلق عليها رؤيالاوكان الجميع هناك مهيئ نفسيا لأن يصدق ما يتفوه به هذا الشيخ قال صائحا فى الناس: " ابشروا واصبروا وصابروا فقد رأيت الليلة البارحة رؤيا هى إشارة لكم تعني انكم لمنتصرون ان شاء الله رأيت رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ينظر إلى رئيسكم محمد مرسي ويطلب منه ان يؤم به فى الصلاة ليس هذا فقط بل أرى الآن سيدنا جبريل عليه السلام يصلى في رابعة دعما لمرسي والملائكة يا اخوان ترفرف الآن حول مسجد رابعة العدوية "! وقد كان ما قاله هذا الشيخ مثيرا كافيا وحافزا لان يصدقه هؤلاء ممن أصيبت عقولهم بفوبيا الدجل وعشوائية التفكيرويصيحون مرددين فى جنون: " الله أكبر الله أكبر"! والسؤال هنا: لماذا سقت هذين الحكايتين لأدلل على أنه لا فرق بين الأسطورة والخرافة وإن كانت الاولى لها سند في التاريخ وظلت الذاكرة الشعبية حافظة لها إلا أن الاثنين- الأسطورة والخرافة – هي مجموعة من الأكاذيب او هو كلام باطل بالمعنى الشرعى يصدقه بعض الناس المصابين باضطراب في الوعى وكانت مصر في ظل حكم هذه الجماعة تتجه بسرعة إلى المنحدر فلا أتصور أن رئيس مصر بدلا من أن يتحدث عن خطط وتنمية وابتكارات وتقدم تكنولوجي وطبي وصناعي وعلمي وفضائي ينصح المصريين أن يؤخروا ساعات نومهم حتى صلاة الفجر كي تأتيهم البركات والرزق الوفير فى الصباح وللأسف نحن الجماعة الصحفية من رسخنا هذه الخرافات فى حياتنا قبل حكم الاخوان بزمن– بضاعة رديئة – بهدف ترويج صحفنا ومجلاتنا نسجنا قصصا وحكايات من خيالنا المريض عن الجن والعفاريت التي تخترق الأجساد واستقبلنا دجالين ومرضى نفسيين مصابين بالوهم وشاركنا في جريمة تغييب العقل بقصد وبدون قصد فالدول التى سبقتنا وتقدمت علميا وصناعيا لم يكن شعارها اقتل جنيا احتل جسد امرأة جميلة وتفرغ دجالوها لمعرفة اسم هذا العفريت ومنذ متى وهو يسكن جسد هذه المرأة ومن اين اتى وكيف يخرج من قدمها الأيمن ام الايسر فعندما اطلق عميد الادب العربي الدكتور طه حسين شعار العلم كالماء والهواء فى نهاية الاربعينيات من القرن الماضي لكي يؤكد أن التعليم ليس ترفا يتمتع به بعض الناس بل هو ضرورة لتقدم الأمم وكفانا تفتيشا فى الضمائر ونصدر الاحكام الجزافية مصنفين الناس هذا من سيدخل الجنة مع حور العين وآخر سيخلد في النار وثالث سيقف على بابها فأنا اعبد الله ليس طمعا فى جنته وانما ملتمسا رحمته. ... إلى معلومة العنوان: أبصرتك بعينى امرأة جميلة لا حدود لجمالك ساحرة كالنيل ثائرة كالبحر..ملكة تهفو إليها العيون والأفئدة [email protected]