حكاية اغرب من الخيال، ربما لا تقع احداثها الا في اساطير الجان المرعبة، لكن الحقيقة تؤكد ان احداث هذه القضية او الاسطورة وقعت احداثها فى قربة جبلة التابعة لمركز سنهورس بالفيوم، ففيها لعب الجان دوره كبطل لجريمة قتل، نفذتها عروس ووالدتها بمشاركة عدد من ذويها، ضد تاجر اسمنت معروف. نعم، ترك الجان بصمته المرعبة فى كل فصول هذه الجريمة البشعة، فهو كان يريد ان يستولى على "مخ" التاجر من بين رأسه، ففيها الشفاء الذى تبحث عنه هذه المرأة الحمقاء. تفاصيل هذه الجريمة المرعبة، سوف نكشفها تفصيلياً من خلال السطور القادمة. بعد اختفاء دام شهرين، ظهرت العروس الشابة بصحبة والدتها، وهما تسيران فى احد شوارع قرية جبلة الواقعة بمركز سنهورس بالغربية، متجهين الى احد تجار الاسمنت المعروفين بالقرية، وفور وصولهما التقيا به ليدور اغرب حوار بين سيدة وتاجر! الجان عاوزك! السيدة: اسم حضرتك اشرف عادل محمود راضى! التاجر: ايوة.. اامرينى حضرتك. السيدة: حضرتك 39 سنة؟ التاجر مندهشاً: ايوة حضرتك.. هوه فيه ايه بالظبط. السيدة: على فكرة الجان طلبك بالاسم.. وعاوزك تقابلة ضرورى جداً جداً جداً. التاجر يرد بصوت عالى وحاسم: هوه حضرتك مجنونة ولا ايه.. جان وعفاريت ايه بس.. إحنا يا ستى مالنا ومال الحاجات دية.. إحنا ناس بتوع ربنا.. لا نعرف حاجة اسمها جان ولا عفاريت.. وممكن بأة حضرتك مشى من هنا. وترد السيدة ضاحكة: خلاص خلاص.. انا بهزر معاك.. هوة الهزار "مابقاش ينفع دلوقتى". التاجر مستغرباً: اصل بصراحة حكاية الجان بتاعتك دية غريبة شوية.. على العموم اامرينى. السيدة: احنا كنا بنبنى بيت قريب من هنا.. كنت بس بستأذنك تيجى معايا علشان تشوف إحنا هنحتاج نشترى اد اية اسمنت. ورغم عدم إقتناع التاجر بما تطلبه تلك السيدة التى كانت بصبحة والدتها، الإ إانه ذهب معها بعد الحاح طويل، وعد لحظات كانا معهما داخل منزل جد السيدة، وهناك كانت المفاجأة. حفلة عفاريت! ففجأة شعر تاجر الاسمنت الشهير ان هناك شهيئاً غريباً يحدث حوله، خاصة بعد ان سمع باذنية ابواب البيت الذى دخله وهى تغلق تماماً، وبعد لحظات اخرى وجد السيدة ومعها امها وبعض من اقاربهم يتحدثون معه طالبين كمية من دمه، وقالت له السيدة: بصراحة انا عليا عفريت، والجنى طالب كمية من دمك حتى يتركنى العفريت، وهنا جن جنون التاجر، وحاول الهروب من بين انيابهم، الا ان المتواجدين حينها حاصروه من كل جانب، وقاموا بتكميم فمه حتى لا يسمع احد صوت استغاثاته، ثم قاموا بضربه عدة ضربات متوالية على رأسه وجسده، لتطاير منه الدماء، وحينها اكتشف الجميع موته، ليقرر ذبحه للحصول على اكبر قدر من دمائه ومن ثم ترك جثته وفروا هاربين. بلاغ وتحريات! ساعات قليلة وتلقي اللواء الشافعي محمد حسن أبو عامر، مساعد وزير الداخلية لأمن الفيوم، إخطارا من العقيد مصطفي المصري نائب مأمور مركز سنورس، بأن تاجر أسمنت بقرية جبلة سنورس يدعي أشرف عادل محمود راضي، 39 سنة، مقيم بنفس القرية، عثر عليه مقتول منزل أحمد رمضان عبد العزيز، 55 سنة، فلاح، ومقيم بمعصرة صاوي التابعة لقرية جبلة سنورس، وتوجد أثار تعذيب بالجسد عن طريق الحرق والخنق، وأيضا ذبح من الرقبة بالجانب الأيسر، واثار تكتيف اليدين بالحبال. على الفور انتقل اللواء محمد الشافعي، مدير إدارة البحث الجنائي، والعميد مجدي سالم، رئيس فرع الأمن العام بالفيوم، وأسفرت تحريات العميد محمد توفيق رئيس المباحث الجنائية، والعقيد حسام عبد المنعم مفتش المباحث الجنائية، بأن المجني عليه تاجر اسمنت معروف بحسن السمعة والسلوك وأنه متدين، ولا توجد أي خلافات مع أحد إلا أنه في يوم الحادث حضرت اليه ربة منزل تدعي فاطمة رجب محمود عرفة، 19 سنة، ووالدتها فايزة أحمد رمضان عبد العزيز، 35 سنة، وجدها أحمد رمضان عبد العزيز، وطلبوا منه الذهاب معهم بحجة شراء مستلزمات للبناء. واضافت التحريات الى انه فور وصوله قاموا بممارسى التعذيب الجماعى ضده من اجل الحصول على دماء منهن خاصة وان السيدة تعتقد انها ممسوسه من الجان، وان الجان يريد دماء هذا الرجل تحديداً، وهذا لاكثر من ثلاث ساعات حتى لفظ منهم انفاسه الاخيرة. وتابعت سطور التحريات، ان السيدة كانت تريد الحصول ايضاً على خلايا المخ من المجنى عليه، لتنطلق قوة من رجال الشرطة فوراً للقبض على المتهمين، وليتمكن الرائد محمود هيبة، رئيس مباحث مركز سنورس، والنقباء أحمد جنيدي ومحمد المصري وإسلام الصاوي، معاوني المباحث، من ضبطهم، وهم كلاً من فاطمة رحب محمود عرفة، 19 سنة، ربة منزل، التي تدعي السحر والشعوذة وهي متزوجه من، محمد محمود أحمد رمضان، 21 سنة، أبن خالها منذ أربع شهور، ثم اختفت بعد الزواج مباشرة وهربت لمدة شهرين، لتظهر مرة اخرى مدعية بأنها تعالج من السحر والشعوذة، وطلبت بالاسم تاجر الأسمنت القتيل، أشرف عادل محمود راضي. كما تم القبض على والدتها فايزة أحمد رمضان عبد العزيز، 35 سنة، ربة منزل، وايضاً أحمد رمضان عبد العزيز، 55 سنة، فلاح. وليتم تحرير المحضر رقم 2895 لسنة 2014، بمعرفة الرائد مصطفي المليجي معاون الضبط، وأمام أحمد يوسف مدير نيابة سنورس، بسكرتارية حمدي سعد، اعترفت المتهمة بأنها كانت تريد أن تلبي طلبات الجان، وأن المجني عليه كان ملموس من العفاريت فحاولت علاجه، ولكنه فارق الحياة، حيث انها كانت تريد الحصول على خلايا المخ فقط، وتعيدها إليه مرة أخري، وبدأت تهزي بعبارات بأنها تعالج من الجان، وأن الجان سوف يخرجها من القفص الحديدي، ليتم حبسهم جميعاً 15 يوم علي ذمة التحقيق. كما باشر التحقيق المستشار أيمن ممدوح المحامي العام الأول لنيابات الفيوم الكلية، بسكرتارية زناتي محمد، وصرح بدفن الجثة بعد تشريحها بمعرفة الطبيب الشرعي علي ذمة التحقيق.