تعرفون أنه قديما كانت هناك عقوبة خطيرة جداً ورادعة للغاية اسمها عقوبة "التجريس".. كان القاضي يحكم علي السارق أو خائن الأمانة أو المختلس أو الذي يقف علي النواصي وأمام مدارس البنات للمعاكسة واصطياد الفرائس.. بأن يتم تجريسه .. أي يركب حماراً بالمقلوب ويدهن وجهه بالقار أو بالجير. وتعلق في رقبته الأجراس والجلاجل ويزفه الناس ويدورون به في الطرقات والأزقة ليعلم القاصي والداني أن هذا مذنب ومجرم .. فيتجنبه الأهالي كالأجرب .. ومن هنا جاءت مصطلحات مازالت متداولة حتي الآن ومنها "الجرسة.. والفضيحة أم جلاجل".. وكان القُبْقَاب علي عهد الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله من وسائل التجريس للبغايا وبنات الليل .. فقد ابتكر الحاكم فكرة القبقاب لمنع خروج النساء ليلاً فأمر بأن تنتعل النساء آلة التجريس الجديدة حتي إذا خرجت البغايا وبنات الليل أمكن لرجال الشرطة ملاحقتهن وضبطهن . التجريس ظهر من جديد في مجتمعنا لكن ليس بشكل شرعي او عن طريق حاكم او سلطان ولكن ظهر في ثوبه الجديد في شكل جريمه ونوع من الأنتقام الجسدي والنفسي في ظل غيبه من الأنفلات الأمني وعدم تطبيق القانون وظنون البعض ان قانون الغاب هو السائد بين الناس . جرائم عديدة طرأت علي مجتمعنا المصري ارتكبها اصحابها امام مرأي ومسمع من الناس وضربوا بالقانون عرض الحائط وكأن لسان حالهم يقول " انا الحكومة ! " .. في السطور القادمة نعرض عليكم بعض جرائم التجريس والانتقام .. ورأي اساتذة الاجتماع والنفس في هذه النوعيه من الجرائم !