كان من ضمن طموحاتي الصحفية فى مقتبل حياتى المهنية التى لم تورثنى إلا الشقاء والدموع وتعب الاعصاب وحروب وهمية تذكرنى بأسطورة الرجل النحيف– الفارس الوهمى - دون كيشوت الذى كان يحارب طواحين الهواء طوال الوقت وقطيع الأغنام التى تصورها أرواحا شريرة ليكتشف أنه كان يصارع اوهامه ولم يجن في النهاية إلا الهزائم المتوالية التي افقدته حياته اعود من شرودى وأقول كان من ضمن طموحاتي الصحفية أن اجرى حوارا مع امرأة تمارس اقدم مهنة فى التاريخ ولم يكن الامر عسيرا على صحفي شاب وقتها إلا احقق رغبتي هذه والتقيتها بأحد مراكز شرطة مديرية امن الشرقية في أوائل تسعينات القرن الماضى امرأة متوسطة الجمال – اقولها على استحياء – متذكرا ما درسته في علم الإجرام اثناء التحاقى بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية – مسقط رأسي – ان معظم من يمتهن مهنة الدعارة في العالم هن نساء فى واقع الامر اقرب الى الدميمات ، كنت شغوفا بلقائها وراصدا جيدا لكل حركاتها وتصرفاتها طلبت منى فى البداية أن استأذن لها رئيس المباحث في اشعال سيجارة فلن ينتعش عقلها المضطرب وتتذكر ما يرضى رغبتي التى كشفتها نظرات عينيا الا مع الدخان الذي تطرده من فمها مرورا بصدرها أولا حكت لى حكاية انحرافها وكيف لا تقودها قدماها الى هذا الطريق وهناك افواه مفتوحة وادنى درجات الاحلام تريد أن تنطلق من الصدور وتتحقق مثل تعليم اشقائها الصغار فهي تعتبر ما تفعله هو من باب الضرورات التى تبيح المحظورات ! ومرت سنوات وظل هناك سؤال يشغل تفكيرى كثيرا وهو: لماذا يحب الرجال النساء الساقطات وتستهوينا دائما قصصهن ؟! .. اسأل هذا السؤال وانا اقرأ باهتمام تفاصيل كشف رجال مباحث الإدارة العامة لمكافحة جرائم الآداب لثلاثة اوكار دولية لممارسة الرذيلة فى مصر ورغم ان موقع اخبار الحوادث الاليكتروني سجل آلاف القراءات لهذه الاخبار المثيرة وجدتنى أقف امام هذا الخبر باهتمام بالغ فالعصابات الدولية الثلاث اتخذت من مصر مركزا لممارسة الدعارة والاتجار بالبشر وهذه نقلة نوعية لم نشهدها فى مجال مكافحة الدعارة ، فالشبكة الاولى كل أعضائها من النيجيريات يتسللن الى راغبي المتعة الحرام عن طريق المواقع الإباحية على الشبكة العنكبوتية باستخدام عرض الساقطات الافريقيات لأرقام هواتفهن، اما الشبكة الثانية فكل عضواتها من أوكرانيا ولا اعلم هل هناك علاقة بما يحدث الآن داخل أوكرانيا من توتر قد ينذر بحرب إقليمية محدودة أو أنه جاء بمحض الصدفة المثير ان قواد هذه العصابة الدولية حدد سعر الساعة الواحدة ب 2800 جنيه مصري ، وأخيرا العصابة الدولية الثالثة يديرها قواد دولى يحمل الجنسية التشيكية عمل على استقطاب الفتيات والسيدات من بلاده الى مصر واستأجر لهذا الغرض فيلا بالمعادي والسؤال لماذا اختار هؤلاء الأشرار مصر لممارسة اقدم مهنة فى التاريخ عرفتها البشرية ؟! والاجابة ببساطة لضعف القانون الذى حدد أقصى عقوبة لمن تمارس الدعارة او يديرها بالسجن المشدد ثلاث سنوات فطالما ان العقوبة هزيلة فسوف نظل سوقا رائجة لا لجريمة بيع الخدمات الجنسية فقط وانما لكثير من الجرائم ويكفى أن ندلل على هذا بما تم تحريره من محاضر ضد من يمارس مهنة الدعارة وكشفت عنه إحصائية خطيرة صدرت عن الإدارة العامة لمباحث مكافحة جرائم الآداب ان هناك 73 ألف سيدة وفتاة دخلن فى قائمة المسجلين بتهمة ممارسة الرذيلة منذ عام 2000 وحتى عام2013 ارى أن مجلس النواب القادم امامه الكثير من التشريعات التى يجب تعديلها بما يتلائم مع المتغيرات الاجتماعية الجديدة واعتقد أن أهمها هو قانون الطفل . ... إلى معلومة العنوان: سألتنى والبراءة فى عينيها لمن تكتب هذا الكلام الحلو فأجبتها متعمدًا اكتبه إلى ملهمتى فلم تسألني عن اسمها واكتفت بنظرة امرأة تتقن قواعد الهروب. [email protected]