مفاجآتان كانتا في انتظارنا ونحن نجري هذا التحقيق الصحفي المثير! المفاجأة الأولي.. وهي مكالمة تليفونية جاءت بمحض الصدفة علي موبايل الكاتب الصحفي محمد رجب مدير التحرير الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.. المتحدث علي الطرف الآخر شخص يتحدث بلهجة صعيدية- صرفة- ودار هذا الحوار المثير! آلو.. أيوه يا بيه.. احنا عايزين تساعدنا في حاجة! لو حضرتك عندك مشكلة.. اتفضل في الجريدة أو ارسلها لنا عن طريق البريد.. لكننا لا نتلقي شكاوي عبر التليفون! طيب.. خد كلم يا بيه! وساد صمت للحظات معدودات حتي أتي صوت رجل آخر يتحدث بلغة صعيدية إلي أسماع مدير تحرير »أخبار الحوادث« وقال له: ».. احنا عايزين حضرتك تتفضل معانا ناكل لقمة مع بعض ونتكلم في حاجة فيها خير لك ولنا«! حاجة إيه.. ياريت تتكلم بصراحة من غير ألغاز! احنا لقينا في الأرض شوية مساخيط.. محتاجين نصرفهم.. يعني لو تعرف حد يشتريهم.. الخير يعم علي الجميع! أنت تعرفني؟! لأ.. يا بيه! بعدها أغلق الرجل الهاتف.. وكأن المكالمة لم تجر من الأساس! المفاجأة الثانية.. أتت عندما تحدثت مع مدير الإدارة العامة لمكافحة جرائم الأموال العامة اللواء حسين عماد عن هذه الجريمة الجديدة وهي النصب باسم العثور علي آثار.. فقال: ».. أنا أتلقي هذه الرسائل علي تليفوني.. لكن هذا الموضوع ليس من اختصاصنا«! في البداية كان الناس يتلقون رسائل علي الموبايل تبدو غير مفهومة تتحدث عن العثور علي تماثيل فرعونية أو عملات ذهبية، ويطلب فيها أصحاب هذه الرسائل مساعدتهم في تصريف هذه الآثار! وتطورت الجريمة إلي مكالمات هاتفية يختار فيها النصابون أرقاماً عشوائية.. ويا صابت يا خابت! القضية خطيرة لأنها تحولت إلي ظاهرة مخيفة.. وهذا التحقيق هدفه في المقام الأول هو تحذير المواطنين حتي لا يقعوا فريسة في أيدي هؤلاء اللصوص والنصابين!