من الحقائق المؤكدة عن ثورة يناير أنها بهرت العالم أجمع شمالا وجنوبا وشرقا وغربا.. المصريون شعبا وجيشا صاروا فوق كل لسان.. أخبارهم احتلت الصفحات الأولي بالجرائد والمجلات العالمية وتصدرت نشرات الأخبار في كبري الشبكات التليفزيونية والقنوات الفضائية علي مستوي العالم. زعماء ورؤساء الدول فوق كوكب الأرض وصفوها بالثورة الملهمة.. أوباما طالب شباب أمريكا بأن يتخذوا من الثورة المصرية معلما لهم.. ساركوزي وبارلسكوني وكاميرون وغيرهم قالوا أنها أكبر وأهم الثورات الشعبية في التاريخ الحديث. ومن هذا المنطلق.. أتمني من كل قلبي أن يتنبه العالم كله إلي أن جائزة نوبل للسلام عام 1102 يجب ألا تذهب إلا للشعب المصري وقواته المسلحة.. وان كان الأمر يتطلب حملات اعلامية فلنفعل.. وإن كان يتطلب حشد في المحافل الدولية فلنفعل.. ولا نبخل بأي جهد في هذا الصدد لأننا سنجد شعوب ودول العالم تساندنا وتؤازرنا وتؤيد مشروعية ما نطالب به ونعمل من أجله ونحث عليه كتكريم رمزي لكبري ثورات الشعوب في التاريخ الحديث. الشعب يستحق نوبل بعد أن نجح في اقتلاع نظام سياسي لم يكن أكثر المتفائلين يتصور أنه يمكن خلعه!.. فساد ضارب في الجذور.. ديكتاتورية ترتدي قناع الديمقراطية.. رموز سياسية تبدو أمام الشعب بوجه أبي بكر وبين ضلوعها قلب أبي لهب! سجون ممتلئة.. وفقراء ينجبون فقراء وأثرياء يزدادون غني!.. عائلة تحكم وشعب بأكمله يئن! ماتت أحلام الناس وطمست آمالهم وغلبهم اليأس وغطي الظلام حياتهم!.. إلا أن هذا الشعب بقدرة قادر انتفض.. وثار .. وضحي.. وحرص في هذا كله علي سلمية الثورة حتي حقق أهدافه فيما يشبه المعجزة التي باركتها السماء! وقواتنا المسلحة منذ لحظة اندلاع الثورة كان أمامها كل الخيارات.. القمع كان سهلا.. وحماية النظام كان متاحا.. ولكنها اختارت الأصعب والأطهر والمريح لضميرها الوطني فقررت حماية الثورة.. وفتحت ذراعيها وقلبها لجميع التيارات السياسية.. وأعادت للمصريين حريتهم المسلوبة.. لم تغضب ولم تتهور ولم تفرض رأيا.. انحازت للشعب دون أن تغمض عينيها عن حدود الدولة أو حتي أمنها الداخلي.. وظلت ولازالت تحقق نجاحا غير مسبوق في تحقيق المعادلة الصعبة بعد أن توحدت مع شعبها قلبا وهدفا وآمالا! هذا الشعب العظيم وهذه القوات المسلحة المثالية.. ألا يستحقان جائزة نوبل للسلام؟! ومن علي مستوي العالم كله يستحق هذه الجائزة غيرهما؟! يجب ألا نفرط في هذا الحق.. لأن أولادنا وأحفادنا من حقهم - أيضا - أن يرثوا هذا التقدير العالمي الذي ستكون جائزة نوبل رمزا له.. بل لا أبالغ أن قلت ان ما حققته قواتنا المسلحة وشعبنا المصري من انجاز هو أكبر وأعظم من أي جائزة في العالم!!