ونحن نحتفل بذكرى مولد الرسول عليه الصلاة والسلام علينا أن نتذكر صفاته وكيف كان يتعامل مع من حوله ؟ وكيف كان يراعى حقوق جاره ؟، وكيف كان يتعامل مع المريض؟ وكيف كانت رحمته بالضعيف ؟ فى نفس الوقت هناك أشياء نهى عنها الرسول وفعلها يعد جريمة ، والاشياء التى نهى عنها الرسول عليه السلام هى جرائم ترهق المجتمعات العربية فى الوقت الراهن . الرسول نهى عن قتل النفس وحتى يظهر قتل النفس جريمة كبرى كان الحديث الشريف » والذى نفسى بيدى لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا « وهو حديث واضح فيه رفض لسفك الدماء دون سبب وذنب ومع الأسف قتل النفس بدون سبب هى الجريمة التى تحزن العالم العربى فى الوقت الحالى الذى يعانى من شبح الارهاب والجماعات التكفيرية التى معها فتاوى الموت لكل من يختلف معهم. الرسول عليه السلام نهى الصحابة عن الكذب والمجتمع فى الوقت الحالى يعانى من آفة الكذب والصدق هى الصفة التى يبحث عنها كل قائد أو مدير فى من يعاونه ، وحتى يمنع الرسول صحابته عن الكذب كان الحديث الشريف الذى يؤكد أن النار هى نهاية الكاذب . قائلاً « عليكم بالصدق فان الصدق يهدى إلى البر وأن البر يهدى إلى الجنة ومايزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً واياكم والكذب فان الكذب يهدى إلى الفجور وأن الفجور يهدى إلى النار ومايزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً « . الرسول نهى عن النميمة وهى أن تذكر رفيقك من وراء ظهره .. وأعتقد أن النميمة فى الشارع المصرى أصبحت منتشرة بصورة مفزعة وأصبح تداولها مصدر لشائعات مغرضة هدفها وصم الغير بصفات ليست فيهم وقال الرسول عليه الصلاة والسلام « خير المسلمين من سلم المسلمون من لسانه ويده « والرسول نهى عن قطع صلة الرحم وهى الجريمة الأكثر انتشاراً فى زمننا الحالى .. الأبناء تولدت فى قلوبهم قسوة تجاه الوالدين ، وأمهات لا يعرفن شيئاً عن أبنائهن ، وآباء قست قلوبهم على صغارهم ، والرسول حذر الصحابة من قطع صلة الأرحام وقال « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه « وفى حديث آخر أوضح الرسول أن صلة الرحم تؤدى إلى زيادة فى العمر وبسط الرزق فعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال أن الرسول عليه السلام قال « من أحب أن يبسط له فى رزقه وينسأ له فى أثره فليصل رحمه . من الكلمات التى تؤكد على أهمية صلة الرحم أن الرسول قال أن صلة الرحم من أعظم الأسباب التى تؤدى إلى دخول الجنة ، لأنها تؤدى إلى شيوع المحبة بين الأقارب وإن دخل الحب القلوب كان تمنى الخير للغير ونبذ الحسد والاحقاد . ويصف الرسول قاطع الرحم بأنه ملعون مستنداً إلى كتاب الله (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ) سورة محمد: 22- وقال أيضاً الرسول لن يدخل الجنة قاطع رحم . ونهى عن الظلم وطلب من الصحابة عدم الظلم لأن المظلوم سوف ينصره الله لأن أبواب السماء تستقبل دعاء المظلوم فى أى وقت ، فى كتب التراث حكايات عديدة لتحريم الظلم من بينها قصة العجوز التى انتقم الله من ظالمها ، العجوز كان لها كوخ صغير على ساحل أحد البحار بجوار قصر ملك أزعجه منظر الكوخ ، وخرجت العجوز فى الصباح تبحث عن قوت يومها .. وعندما نظر الملك من شرفته أزعجه منظر الكوخ الذى يحرمه من النظر إلى ساحل البحر فأمر رجاله بازالة الكوخ ، ومع اقتراب المساء عادت العجوز لتجد كوخها منهاراً .. فنظرت إلى السماء تدعو الله والدموع تنساب من عينيها فكان الانتقام الالهى لمن هدم كوخ العجوز واستجاب الله لدعائها .. وكانت الهزة التى جعلت قصر الملك متساوياً مع الأرض . وفى غزوة بدر كان الرسول ينظم صفوف جيشه فتقدم أحد الصحابة عن الصف فضربه الرسول على بطنه وشعر الرسول بأنه ظلم الصحابى فرجع اليه وكشف عن ثيابه وطلب منه أن يرد الضربة لكن الصحابى قبل بطن رسول الله وقال ربما تكون محبتى لك هى آخر شىء قبل شهادتى . الرسول نهى عن شرب الخمر والزنا وضرب النساء دون سبب فى خطبة الوداع حيث كانت وصيته بالخير للنساء . وأى انسان يشعر بأن الدنيا تعانده ولا يشعر بالرضا عن نفسه عليه أن يعود إلى صفات النبى وكيف كان يتعامل مع من حوله .. سوف يستعيد نفسه ويربح فى الدنيا والآخرة ، علينا أن نرث صفاته ونعمل بها .