بعد النجاح الذي حققه فيلم "فيلا 69" أصر فريق عمله على العودة إلى الفيلا الحقيقية التى شهدت تصوير حياة "حسين" الذى جسده الفنان خالد أبو النجا.. وكانت العودة بمثابة فتح صندوق الذكريات، التى عاشها خالد أبو النجا، وأيتن أمين، ومحمد الحاج ووائل عمر. فعلى الرغم من تحقيق الفيلم لنجاح ملحوظ فى المهرجانات الدولية، التى كان آخرها جائزة التحكيم الخاصة للفيلم فى مهرجان أبو ظبى ، إلا ان النجاح الجماهيرى كان جوهرة التاج بالنسبة لصناعه. توجهت إلى الفيلا رقم " 9 " الكائنة بشارع طلبة باشا بحى المنيل حيث تم تصوير فيلم " فيلا 69 ".. مبنى قديم يقف وحيداً بين أبراج خرسانية مختلفة الاشكال، ومع الدخول من باب الفيلا تشتم فى حديقته رائحة العراقة والذكريات، ومع الانتقال لبهو المنزل توقفنا مع المخرجة أيتن أمين و الكاتب محمد الحاج، والمنتج المشارك وائل عمر، و دار الحديث بيننا حول الصحافة و متابعتها للفيلم، وانتقلنا فى الحديث حول وضع السينما وآخر الأفلام التى أنتجتها هوليوود و غيرها، حتى انتقلنا جميعنا إلى غرفة صغيرة بالأعلى بها نافذة من الحديد المزخرف وبعض من اللوحات وفرش الألوان التى تم إستخدامها خلال تصوير العمل، وهنا تعجبت أيتن من أن كل شيء لا يزال فى مكانه منذ انتهاء التصوير، لتجلس أمام النافذة و بجوارها الحاج ووائل. سألت أيتن فى البداية، عن رحلة بحثها على فيلا تطابق الموجودة فى خيالها قبل تصوير العمل، وأجابت أيتن قائلة: بحثنا فى كل الأحياء العريقة فى مصر بداية من حى الدقى والزمالك والمعادى ومصر الجديدة، وهنا فى المنيل، لدرجة اننا بحثنا عن المماثل الحقيقى لما هو مكتوب فى شقق سكنية وليس فيلات، وإستغرق الامر منا كثيرا من الوقت والمجهود حتى وجدت هذا المنزل بحى المنيل، وكان هدفى من الأساس البحث عن شخصية المكان، وهو ان يكون مكان التصوير ليس فقط مشابها لما هو مكتوب فى السيناريو، لكن ايضاً يتشابه مع شخصية بطل الفيلم " حسين "، فالفيلا كانت ضمن سياق الكتابة و العمل ولم تكن بالنسبة لنا مجرد مكان للتصوير بل وبطل فى الفيلم. بدت الأعين تراقب كل تفاصيل المنزل، وكان فريق العمل يتأمل كأنه يسترجع ذكريات التصوير، فبادرتهم متسائلاً: من الواضح ان هناك تشابها بين شخصية "حسين" المنعزلة عن العالم وبين هذه الفيلا ؟ فأجابت أيتن على الفور: نحن إرتبطنا كثيراً بالمكان وأصبحت علاقتنا تتقارب بالمكان مع الوقت، ففى الحقيقة لم تكن هذه الفيلا هو ما نرغب فيه بشكل كامل، لكن وجدنا انها يمكن أن تكون مرتبطة بالشخصية ف"حسين" مرتبط بشكل كبير بجدران المنزل لان والده هو من صممه، فكان للبيت ذوق خاص، وهو الأمر الذى جعل حسين يتمسك بالمنزل ويرفض أن يشاركه فيه أحد حتى اخته مما جعله منعزلا داخل تفاصيله الكثيرة، حتى وان لم نقل ذلك داخل الفيلم بشكل مباشر، لكن دائماً كنا نكتشف الكثير داخل هذا المكان وكان هذا يضيف بشكل مستمر لتفاصيل السيناريو. قاطعها، وائل قائلاً: يصادف أن الشخصية المعمارية للفيلا هذه تشبه كثيرا شخصية حسين وهو امر لم نضعه فى الحسبان لهذه الدرجة، حتى نحن كفريق عمل ارتبطنا بشخصية المنزل التى كانت عنوان الفيلم، وأعتقد ان التقارب جاء من ان كل غرفة فى هذا المنزل تحتوى على منفذ للخروج او الهروب، وأيضاً رحلة بحثنا عن هذه الفيلا كانت قصة أخرى لاننا بحثنا فى عديد من الاحياء و هو الامر الذى أوصلنا لهذا المكان الذى نجلس فيه وتعرفنا خلال رحلة بحثنا على شخصيات و تفاصيل كثيرة اجتمعت كلها خلال أحداث الفيلم. وعن مدى صعوبة تأدية شخصية حسين بسبب الفارق العمرى الكبير بينه و من جسده وخالد ابو النجا و كيف أقنعت خالد بهذا الدور قالت أيتن: لم يكن هناك صعوبة فى إقناع خالد بهذا الدور، فقد كانت عنده رغبة شديدة فى تقديم مثل هذه الشخصية، و عندما قرأ السيناريو لأول مرة أحبه وأظهر رغبته فى المشاركة بالعمل وتجريب الشخصية قبل تجسيدها، و ما حمسنى لخالد فى الأساس هو انه كان الفنان الوحيد الذى وجدته فاهماً لتفاصيل الفيلم وهدفه ، حيث اننى عرضت الفيلم على اكثر من فنان لكن خالد كان الوحيد الذى فهم جيداً ما أريده من القصة ومن شخصية " حسين "، أما فكرة الفارق السنى فلم يكن هذا بالأمر الهام لاننا لم نحدد سن هذا الرجل لكن يظهر انه يعيش فى سن بين أواخر الأربعينات و حتى الستين ، لكن على الرغم من ذلك و جدت ان خالد يتقاسم الكثير مع "حسين". تابعوا التفاصيل كاملة على صفحات مجلة أخبار النجوم