بداية يتقدم باب نهر الفن بالشكر والإعزاز والتقدير للجنة الخمسين التي قادها عمرو موسي بحنكة واقتدار من خلال خبرته الدبلوماسية الطويلة، ومن خلال شخصيته الرزينة والمحترمة، علي الجهود الكبيرة التي امتدت شهرين وفق ما أعلن عند تشكيلها بجدول زمني محدد، وتفوق الكاتب محمد سلماوي علي نفسه في المهمة الصعبة التي قام بها كمتحدث رسمي للجنة، عشرات الساعات التي توالت لطرح إنجازات لجنة الخمسين يوميا، وقدرته علي التوضيح للمؤتمرين في المؤتمرات الصحفية، وكان لالتزام اللجنة بالانتهاء من مشروع الدستور خلال المدة المحددة الاثر الايجابي لدي المواطن المصري، بدون أدني شك أن الشعب المصري سينقسم إلي مؤيد ومعارض.. وهذه ظاهرة صحية ولكن الظاهرة غير الصحية هي أن يتحدي الشق المعارض الدستور لاسقاطه لمجرد إفشال المحاولة الجادة، ومن هذا المدخل ستسقط الدلالات والمعاني لدي هذه الفئة المتمثلة في الجماعة الفاشلة والتي فشلت في حكم مصر عاما كاملا فانتفض الشعب في يونيو ضد هذا الفشل لاسقاطه، هذا المقال يلفت النظر إلي أهمية »التطبيق علي أرض الواقع» كم دستورا أعد في تاريخ مصر؟ ما مدي تحقيق ما تضمنته مواد هذه الدساتير لمصلحة المواطن المصري الذي ظلم علي مدي أكثر من نصف قرن من الزمان، ساءت الرعاية الصحية وانتشرت الأمراض المستعصية في مصر، ساء التعليم وأصبح التعليم تجارة.. والتعليم المجاني من المرحلة الالزامية حتي المرحلة الجامعية، تدني إلي أدني المستويات وخروج الجامعات من التصنيف العالمي لها، وانعدام العدالة الاجتماعية، وتقييد الحريات، وانتشار الفساد في ربوع المجتمع، وتراجع البحث العلمي، وغياب الرؤية لمستقبل هذا الوطن، وغياب النظام والانضباط أدي إلي سيطرة أصحاب رؤوس الأموال علي مقدرات هذا المجتمع، توريث الوظائف والمحسوبية أدي ذلك إلي تهميش القدرات الخلاقة لأبناء هذا الوطن، عدم احترام الثوابت في إدارة الوطن أدي إلي سقوط الإدارة إلي أدني مستوياتها كما افتقدت إلي احترام أخلاقيات الإدارة الوطنية.