الخبر المثير.. أداة من أهم الأدوات التي يعتمد عليها الإعلام في أي مكان فوق كوكب الأرض، وسواء كان هذا الخبر المثير حقيقة أم شائعة.. بل ربما كان لعاب القارئ أو المشاهد يسيل أمام الشائعة أكثر من الحقيقة! .. ونحن في مصر بعد ثورة يناير المباركة تلاحقت علينا الأخبار المثيرة والمفاجئة وغير المتوقعة بشكل حرك المياه الراكدة في جرائد ومجلات وقنوات كانت تتسول رضا القارئ أو المشاهد قبل الثورة! ودون بذل أي جهد تواترت وتسابقت الأخبار المثيرة لتصل إلي وسائل الإعلام، بل نافست خدمة رسائل الSMS تلك الوسائل الإعلامية في نقل هذه الأخبار لحظة بلحظة! لكن ما تأثير هذه الأخبار المثيرة وما رد فعلها علي المواطن المصري؟! أعتقد أن المواطن المصري بقدر لهفته علي هذه الأخبار بقدر ما أصيب بالإحباط والاكتئاب من فرط ما يسمعه ويشاهده ويقرأه من أخبار الفساد والمفسدين والمحاكمات والسجون وعمليات السطو المنظم التي نهبت مصر وخيراتها.. وكأننا أصبحنا نعيش في الماضي ونرفض الاستجابة لحاضر جميل ومستقبل يسطره التاريخ ويفتح أمامه صفحات ناصعة البياض! أين الحدث عن مستقبل مصر في وسائل الإعلام؟! أين البحث عن وسائل التنمية التي يحتاجها الاقتصاد المصري ليخرج من عنق الزجاجة؟! أين الأخبار المبشرة؟! أين نغمات التفاؤل وبشائر الخير والأعمدة التي تستند عليها آمال المصريين في غد أفضل؟! يإيجاز شديد لا تسرقوا فرحة الشعب بثورته بتلك الهالات السوداء التي يصنعها الإعلام كل صباح ومساء.. لقد خرجت صحف مصر في يوم واحد وكأنها علي اتفاق مسبق بأن تحبط المصريين.. مانشتات عريض تؤكد أن الاقتصاد المصري يحتضر وأن الأيام القادمة سوداء!! وهو نفس ما فعلته برامج التوك شو في المساء، وكأنها مؤامرة ضد أعصاب الشعب المصري الهدف منها قتل فرحته! نعم نحن في موقف صعب واقتصادنا يحتاج إلي كل نقطة عرق تزيد الإنتاج.. لكن ليس معني هذا أن مصر تموت الآن.. مصر يا سادة تمرض.. لكن لا تموت.. أضيئوا الشموع بدلاً من أن تنشروا الظلام! المصريون في حاجة إلي خبر يسعدهم.. وهذا ليس بكثير عليهم! تأملات! يارب.. يا من تفعل وتعلم ما يفعلون.. اغفر لنا ما لا يعلمون! دوام الحياة بأربعة: عالم يعمل بعلمه.. وجاهل لا يستكبر أن يتعلم.. وغني لا يبخل بماله.. وفقير لا يبيع آخرته بدنياه.. فإذا لم يعمل العالِم بعلمه استكبر الجاهل أن يتعلم.. وإذا بخل الغني بما له باع الفقير آخرته بدنياه! (من أقول علي بن أبي طالب)