الذي جري خلال الأيام الماضية من عمليات إرهابية، يؤكد اننا أمام عدو غادر لا يريد استقراراً للبلاد، ويسعي إلي تأخير بناء مؤسسات الوطن حتي تبدو السلطة القائمة وكأنها تتلاعب بما وعدت به ورسمت طريقه بعد ثورة 03 يونيو التي أطاحت بديكتاتورية ليس لديها أي مشروع يعيد إلينا الوطن من جديد. ومن الوهلة الأولي تستطيع أن تعرف ملامح هؤلاء الذين كانوا يريدون اختطاف الوطن لصالح جهات أجنبية تخطط إلي إعادة ترسيم خريطة الشرق الأوسط وتنصيب إسرائيل وكيلا رسميا عنهم تقود المنطقة وتتولي إدارة شئونها بالطريقة التي تحقق مصالح هذه الجهات وعلي رأسها الولايات المتحدة. ولتتذكر بهدوء مقدمات تكوين تنظيم القاعدة وزرعه في أفغانستان، تمهيداً لإنهاء الإمبراطورية السوفيتية وحلف »وارسو«، وكيف اختل ميزان القوي في أعوام قليلة لتنتهي الحرب الباردة وثقلها عن كاهل أمريكا وحلفائها، ثم يتم استخدام نفس التنظيم والتنظيمات المشابهة له ومنها التنظيم الدولي للإخوان في التمهيد لإنهاء حلم الوحدة العربية والقوي الصاعدة منها بترتيب خبيث، فوقع العراق في فخ اجتياح الكويت، ثم بدأت الآلة المخابراتية والعسكرية الأمريكية والغربية في الدخول تدريجيا إلي دول الخليج ووضعت يدها علي دويلة قطر تحت غطاء باهت وسخيف لا ينطلي علي أحد، فلن تكون قطر بأي حال بديلا عن إسرائيل في المنطقة ولن تقبل إسرائيل باستمرارها في أداء أي دور بعد أن ينتهي دورها وقد أوشك. إننا أمام غزوة استعمارية بشكل مغاير للأشكال التقليدية السابقة، وقد تمدد الإرهاب تقريبا في كل الفراغات والجبال والوعور التي يصعب محاصرته فيها من مصر إلي ليبيا إلي تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا وجنوب السودان ودول افريقية أخري، ولن يعلن الغرب عن انتصاره إلا إذا تمكن الإرهابيون من العودة للحكم من جديد، وان هذا الصمود الشعبي ومن خلفه القوات المسلحة هو أكبر عائق بل هو الصخرة التي سيتم تدمير المشروع الأمريكي الغربي علي صلابتها. من مواطن تونسي إلي السيسي اضطرتني ظروف صعبة للإقامة في تونس لمدة يومين، اكتشفت فيهما حقائق كثيرة، لعلي أكتب تفاصيلها بعد أيام، إلا ان مواطنا تونسيا يجري في دمائه عشق خاص لمصر، وهو يرافقني إلي مبني السفارة المصرية بعد ان وجدني في حيرة تستغرقني أحزان شديدة علي ما عانيته من بعض المنحرفين، كانت شهامته أكبر من حزني فنسيته ولكن ما دفعني للإعجاب به أكثر انه يحفظ تماما ما يجري في مصر، وأخذ يدعو للفريق السيسي ورجال الجيش المصري من حوله، ويتنمي علي الله أن يرزقهم رجلا علي شاكلة السيسي وراح يصف مصر بأنها القلب والعمود الفقري للأمة العربية والدرع التي تحميها وقت الشدائد، لقد حملني أمانة السلام للفريق السيسي، وقال بالحرف الواحد انه سيعبر بمصر إلي بر الأمان بل بالأمة العربية كلها.. وربنا معه.. أما عن اسمه فسوف تعرفونه عندما تسمح الأيام. رسائل إليهم السفير نبيل فهمي وزير الخارجية: الإخوان ليسوا أولي منك بحماية المصريين في الخارج، أرجو ان تعيد هذا التوجه من جديد ليشعر كل مواطن مصري خارج مصر بكرامته وأن وراءه وطنا يحميه ويرعاه. القنصل محمد محمود قنصل مصر بتونس: انت تعمل في ظروف صعبة لكنك كنت مثلا طيبا للمصري الأصيل فيما فعلته معنا.