أسامة الباز.. ثعلب الدبلوماسية المصرية    رسميًا.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي 2025 وخطوات استخراجها مستعجل من المنزل    سلطنة عمان تشارك في منتدى التجارة والاستثمار المصري الخليجي    الشرع: دمشق أصبحت حليفا جيوسياسيا لواشنطن وهناك أسباب لوجودها العسكري في سوريا    "ترامب": واثق في أن الشرع سيتمكن من أداء مهام منصبه    نجاح زهران ممداني حدث عالمي فريد    إصدار تصريح دفن إسماعيل الليثى وبدء إجراءات تغسيل الجثمان    واخدها في حضنه، رانيا يوسف تخطف الأنظار مع زوجها في العرض الخاص ل"السلم والثعبان" (فيديو)    يمهد الطريق لتغيير نمط العلاج، اكتشاف مذهل ل فيتامين شائع يحد من خطر النوبات القلبية المتكررة    نفسنة أم نصيحة، روني يشن هجوما جديدا على محمد صلاح    «في مبالغة».. عضو مجلس الأهلي يرد على انتقاد زيزو بسبب تصرفه مع هشام نصر    أسعار العملات العربية والأجنبية أمام الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    انهيار جزئي من عقار قديم بالمنيا دون خسائر بشرية    أمطار على هذه المناطق.. بيان مهم من الأرصاد يكشف حالة الطقس خلال الساعات المقبلة    وزارة الداخلية تكشف ملابسات واقعة السير عكس الاتجاه بالجيزة    انهيار جزئي لعقار قديم قرب ميدان بالاس بالمنيا دون إصابات    التعليم تعلن خطوات تسجيل الاستمارة الإلكترونية لدخول امتحانات الشهادة الإعدادية    عيار 21 الآن بعد الارتفاع الكبير.. سعر الذهب يقفز 640 للجنيه اليوم الثلاثاء بالصاغة    بعد طلاقها من كريم محمود عبد العزيز.. رضوى الشربيني داعمةً آن الرفاعي: «المحترمة بنت الأصول»    وداعا إسماعيل الليثى.. كاريكاتير اليوم السابع يرثى المطرب الشعبى ونجله ضاضا    استعدادًا للتشغيل.. محافظ مطروح يتابع تأهيل سوق الخضر والفاكهة بمدخل المدينة    مع دخول فصل الشتاء.. 6 نصائح لتجهيز الأطفال لارتداء الملابس الثقيلة    من البابونج للسلمون.. 7 أطعمة تساعد على تقليل الأرق وتحسين جودة النوم    استغاثة أم مسنّة بكفر الشيخ تُحرّك الداخلية والمحافظة: «رعاية وحماية حتى آخر العمر»    بعد لقاء ترامب والشرع.. واشنطن تعلق «قانون قيصر» ضد سوريا    وزير الخارجية ل«القاهرة الإخبارية»: مصر لن تسمح بتقسيم السودان تحت أي ظرف من الظروف    النائب العام يستقبل وزير العدل بمناسبة بدء العام القضائي الجديد| صور    محدش يزايد علينا.. تعليق نشأت الديهى بشأن شاب يقرأ القرآن داخل المتحف الكبير    نيسان قاشقاي.. تحتل قمة سيارات الكروس أوفر لعام 2025    التخضم يعود للصعود وسط إنفاق بذخي..تواصل الفشل الاقتصادي للسيسي و ديوان متفاقمة    بسبب خلافات الجيرة.. حبس عاطل لإطلاقه أعيرة نارية وترويع المواطنين بشبرا الخيمة    قوات الاحتلال الإسرائيلي تصيب فلسطينيًا بالرصاص وتعتقله جنوب الخليل    مشهد إنساني.. الداخلية تُخصص مأمورية لمساعدة مُسن على الإدلاء بصوته في الانتخابات| صور    زينب شبل: تنظيم دقيق وتسهيلات في انتخابات مجلس النواب 2025    مروان عطية: جميع اللاعبين يستحقون معي جائزة «الأفضل»    بي بي سي: أخبار مطمئنة عن إصابة سيسكو    اللعنة مستمرة.. إصابة لافيا ومدة غيابه عن تشيلسي    لماذا تكثر الإصابات مع تغيير المدرب؟    تقارير: ليفاندوفسكي ينوي الاعتزال في برشلونة    إصابة الشهري في معسكر منتخب السعودية    تجنب المشتريات الإلكترونية.. حظ برج القوس اليوم 11 نوفمبر    المعهد الفرنسي يعلن تفاصيل الدورة الخامسة من مهرجان "بوبينات سكندرية" السينمائي    اليوم السابع يكرم صناع فيلم السادة الأفاضل.. صور    سعر الفول والدقيق والسلع الأساسية في الأسواق اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    صلاة جماعية في البرازيل مع انطلاق قمة المناخ "COP30".. صور    المغرب والسنغال يبحثان تعزيز العلاقات الثنائية والتحضير لاجتماع اللجنة العليا المشتركة بينهما    خطوة أساسية لسلامة الطعام وصحتك.. خطوات تنظيف الجمبري بطريقة صحيحة    أوكرانيا تحقق في فضيحة جديدة في شركة الطاقة النووية الوطنية    أسعار الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    رجال الشرطة يجسدون المواقف الإنسانية فى انتخابات مجلس النواب 2025 بالإسكندرية    ياسمين الخطيب تعلن انطلاق برنامجها الجديد ديسمبر المقبل    لماذا يجب منع الأطفال من شرب الشاي؟    هل يظل مؤخر الصداق حقًا للمرأة بعد سنوات طويلة؟.. أمينة الفتوى تجيب    دعاء مؤثر من أسامة قابيل لإسماعيل الليثي وابنه من جوار قبر النبي    نماذج ملهمة.. قصص نجاح تثري فعاليات الدائرة المستديرة للمشروع الوطني للقراءة    انطلاق اختبارات مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن بكفر الشيخ    ما حكم المشاركة في الانتخابات؟.. أمين الفتوى يجيب    د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد بهاء الدين شعبان القيادي بجبهة الإنقاذ‮:‬
الدعوات المشبوهة للمصالحة ‮ ‬انكسار للثورة وخيانة للشعب

المهندس أحمد بهاء الدين شعبان كان أحد قادة الحركة الطلابية في السبعينيات بجامعة القاهرة ثم عضو مؤسس بحركة كفاية،‮ ‬وعضو بقيادة جبهة الإنقاذ،‮ ‬ومنسق عام للجمعية الوطنية للتغيير وهو أيضا الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري‮.. ‬في هذا الحوار مع‮ «الأخبار‮»‬ ‬يؤكد أن إرهاب الإخوان وأنصارهم الذي تتعرض له مصر حالياً‮ ‬عدو أخطر من العدو الخارجي ومواجهته تحتاج لحشد قوي لا تقل عما احتاجته حرب أكتوبر لذا الحديث عن المصالحة الوطنية خيانة للثورة والشعب،‮ ‬وإذعان لقوة باطشة مستبدة تروع المصريين،‮ ‬في الوقت نفسه أكد أن هذا الإرهاب هو فرصة الأمريكان للإخوان لتفجير الموقف داخل البلاد لفرض واقع جديد يسمح بإعادة مرسي وعصابته ولما بدا فشلهم عاقبت أمريكا مصر بقطع جزئي للمعونة الأمريكية‮.. ‬ومن أجل هذه الحرب المقدسة ضد الإرهاب وغير المسموح لنا بخسارتها لأن في خسارتها خسارة لمصر يحذر المهندس أحمد بهاء الدين شعبان من صمت الشعب المصري وصبره علي الحكومة التي يراها متراخية ويدها مرتعشة وقراراتها بطيئة‮.. ‬ويؤكد علي أن تطبيق قانون الجامعات أقوي ضربة لإرهاب إخوان الجامعة من الضبطية القضائية‮.. ‬ويشدد علي أن مصر تواجه ثلاثة استحقاقات بالغة الخطورة أولها القضاء علي الإرهاب،‮ ‬وقضية الدستور وأخيراً‮ ‬التحدي لوصول الثورة إلي البرلمان لتحقيق أهدافها قبل الحديث عن الانتخابات الرئاسية وإلي المزيد في حواره ل‮ (‬الأخبار‮)..‬
‮ ‬كيف رأيت الشارع المصري في ذكري الاحتفال بالسادس من أكتوبر؟
‮ ‬رأيته منقسما إلي شارعين‮.. ‬شارع يمثل الشعب وهو الأغلبية العظمي من أبناء الوطن المهمومين بشجونه وقضاياه ومستقبله،‮ ‬وشارع آخر أقرب إلي زقاق أو حارة صغيرة مهمومة بالانتقام من الشارع الكبير وإفساد فرحته وتحويلها إلي دم و خراب‮.. ‬هذا التباين الموجود في الشارع وفي الزقاق هو حال مصر وسيمتد إلي أن تحسم قضية الإرهاب التي أظن أنها أوسع بكثير من مجرد مواجهة أمنية فالإرهاب عملية معقدة ومواجهته لاتقل ضراوة وتحتاج لحشد القوي بما لا يقل عما احتاجته حرب أكتوبر عام‮ ‬1973‮ ‬لأنني أعتقد أن مواجهة الإرهاب تحتاج للإستعداد للعطاء والتضحية أكثر من الحرب مع العدو الخارجي لأن حدوده معروفة وأطماعه واضحة وطريقة المواجهة محددة لكن ما نشهده اليوم هو مواجهة لأفراد متسللين إلي داخلنا من بني جلدتنا يتكلمون لغتنا وفي نفس اللحظة يكنون الكراهية والعداء والرفض والرغبة في الانتقام بشكل مريض وهذا الشعور لا يتوقف فقط علي يوم الاحتفال بالسادس من أكتوبر بل امتدت تهديداتهم إلي تحويل الإحتفال بعيد الأضحي المبارك إلي أنهار من الدم والقتل والخراب وهذا تعبيرعن نفسية مريضة فالذي يتمني لأهله و شعبه الدم والخراب ويحيل أعيادهم إلي مسار للحزن والألم بدلاً‮ ‬من أن تكون فرصة للفرحة والسعادة شخصيات مريضة تحتاج أن تحول إلي مستشفي الأمراض العقلية حماية للمجتمع من شرها وأذاها‮.‬
المصالحة الوطنية
‮ ‬كالعادة يعود الحديث عن المصالحة‮ ‬الوطنية بعد مظاهر العنف الشديدة التي شاهدناه يوم الاحتفال بذكري نصر أكتوبر‮.. ‬فما تعليقك؟
‮ ‬الحديث عن المصالحة الوطنية الآن خيانة للثورة والشعب والأمل في المستقبل وتسليم وإذعان لقوة باطشة مستبدة تروع المصريين وتلوي ذراع المجتمع وتفرض عليه الانكسار أمام إرادتها‮.. ‬لا يمكن أن نتصالح مع الإرهاب وعلي الأمة واجب مواجهة الشر مهما كانت التكاليف لأن الخضوع لابتزاز هذه القوة الشريرة يدخل المجتمع في كوارث كبري وعواقب الدعوات المشبوهة للمصالحة هي انكسار للروح والثورة المصرية وتحويل مصر إلي خادم مطيع للإرهاب وغير قادر علي الحياة بعد أن تم تحطيم إرادته‮.. ‬أنا من جيل حارب طويلاً‮ ‬ضد الهزيمة ولم يعترف بنكسة‮ ‬1967‮ ‬وقاومها حتي انتصر في‮ ‬1973‮ ‬ولو كنا حسبنا تكاليف المعركة ومن سيسقط شهيداً‮ ‬وجريحاً‮ ‬ومن الذي سيدفع الثمن كانت مصر لازالت محتلة حتي الآن‮.. ‬في لحظات الاختيار التاريخي لا يصبح أمام الوطن والأمة إلا أن يخوض الصراع حتي النهاية ومن يصرخ أولاً‮ ‬سيهزم في هذه المعركة المصيرية فضلاً‮ ‬عن أن هذه المعركة يتوفر فيها ما لم يتوفر لأي معركة سابقة فلدينا إجماع كتلة‮ ‬غير مسبوقة علي مواجهة الإرهاب تضم الدولة بكل أجنحتها‮.. ‬القوات المسلحة وجهاز الأمن ومؤسسات الدولة البيروقراطية والأزهر والكنيسة والإعلام والصحافة والجامعة والشباب والأحزاب السياسية المدنية كلها وجماعات المرأة والمجتمع المدني‮.. ‬وعندما خرجت الجماهير يوم‮ ‬30‮ ‬يونيو ثم‮ ‬3‮ ‬يوليو ثم‮ ‬26‮ ‬يوليو فوضت الدولة المصرية ممثلة في القوات المسلحة وجهاز الأمن بقطع دابر الإرهاب‮.. ‬لم تفوضهم في التفاوض مع الإرهاب من أجل مصالحة وهمية فحتي هذه اللحظة لم يتزحزح الإخوان قيد أنملة عن شروطهم التي تتمثل في عودة مرسي إلي الرئاسة وعودة مجلس الشعب المنحل وكذلك مجلس الشوري،‮ ‬ثم أخيرا عودة الدستور المعطل‮.‬
‮ ‬ألا تدرك جماعة الإخوان أن مواجهة الشعب لها في الشارع هو إعلان عن رفضه لها؟
‮ ‬أعتقد أن جماعة الإخوان في حالة انفصام كامل عن الواقع فهم‮ ‬غير مدركين أن الواقع تغير وأن عجلة الزمن تمضي إلي الأمام وأن عقارب الساعة لا تعود إلي الوراء وأتحدي أن يمد أي مسئول يده إلي جماعة الإخوان لأن المصالحة مع جماعة الإخوان تعني نهاية هذا النظام تماماً‮ ‬وخروج الجماهير إلي الشارع سيكون بالملايين لتطالب باسقاط الحكم إذا قبل الخضوع إلي شروط الإرهاب ولأن هناك دما سال في الشوارع وشهداء سقطوا وأمهات وأرامل ثكالي وأطفال يتموا‮.. ‬لن نسمح بهذه الجريمة فضلاً‮ ‬عن صدور حكم باعتبار جماعة الإخوان محظورة كما قضي الحكم بمصادرة أموالها وأملاكها ومؤسساتها بما فيها حزب الحرية والعدالة وصدور حكم آخر بحل جماعة الإخوان إضافة إلي أن الرأي العام المصري كله يري في هذه الجماعة أنها جماعة تخريبية مهمتها الأساسية تدمير الأمن والاستقرار في البلاد وبالتالي أي كلام عن المصالحة هو منح جماعة الإخوان قبلة الحياة لأن الجماعة اليوم تفقد قدرتها الحشدية الكبيرة كما تتهاوي مقوماتها وما نراه اليوم هو تعبير عن رعب من المستقبل وخوف من القادم وإنفصال كامل عن الشعب لأن لو كان لدي الإخوان أمل ولو صغير في أن يقبلها الشعب المصري لما أصرت علي إسالة دمائه وإثارة‮ ‬غضبه والحصول علي كراهيته كما يحدث الآن‮. ‬
المعونة الأمريكية
‮ ‬بما أننا نتحدث عن الإرهاب فكيف تري موقف أمريكا من هذه القضية لاسيما بعد أن أعلنت عن قطع جزئي للمعونة الأمريكية؟
‮ ‬منذ أيام قليلة قامت أمريكا بخطف‮ «أبو أنس‮»‬ ‬من ليبيا ودخلت‮ ‬الأراضي الليبية لتقوم بعملية هي في داخلها عملية قرصنة فإذا أمريكا تعاملت‮ ‬بهذه الطريقة مع هذا الرجل الذي تتهمه بجرائم لا نعلم مدي صحتها فكيف تقف موقف الرفض لشعب يقاتل إرهابي يطلق‮ «آر بي جي‮»‬ ‬علي قمر صناعي،‮ ‬أو يطلق الرصاص علي الناس أو يفخخ سيارة أو يحاول زرع‮ ‬50‮ ‬قنبلة في محطة مترو الأنفاق؟‮.. ‬هذا الموقف يبين إلي أي مدي إنحطت الولايات المتحدة الأمريكية‮.. ‬كما تستخدم قضية المعايير المزدوجة وتمنح لنفسها الحق في النظر إلي جرائم إسرائيل مقابل حقوق الشعب الفلسطيني هي أيضا تستخدم قضية المعايير المزدوجة وتمنح لنفسها الحق في أن تعتدي علي استقلال دولة وتتجاوز القانون الدولي والمعاهدات الدولية وتحطم السيادة الوطنية حتي تنتقم من شخص واحد تتهمه بأنه إرهابي وتتغاضي عن معسكرات تدريب للقتلة أو سيارات محملة بأطنان من الذخائر يتم تهريبها أو قنابل يتم تصنيعها أو مليارات مرسلة من التنظيم العالمي لجماعة الإخوان‮.. ‬الولايات المتحدة الأمريكية لا تري إلا مصالحها فقط فهي في حالة‮ ‬غضب عارم علي الثورة في مصر لأنها فقدت بسقوط جماعة الإخوان أكبر عميل وتابع لها في المنطقة ربته علي امتداد عقود والدليل كتاب صدر في الولايات المتحدة الأمريكية وترجم إلي اللغة العربية اسمه‮ «لعبة الشيطان‮»‬ ‬والعنوان الفرعي له‮ «دور الولايات المتحدة الأمريكية في صناعة الأصولية الإسلامية‮»‬ ‬ويتناول الكتاب بشكل واضح علاقة جماعة الإخوان مع المخابرات الأمريكية منذ أن انتهت الحرب العالمية الثانية وبدأ الحديث عن الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفييتي ففكرت الولايات المتحدة الأمريكية في استخدام الدين في مواجهة الاتحاد السوفييتي وصورت الحرب وكأنها حرب بين الإيمان والإلحاد وليست حرباً‮ ‬بين الرأسمالية والإشتراكية حتي تفجر الإتحاد السوفييتي من الداخل‮.. ‬ما يحدث الآن والدور الذي يلعبه الإخوان في الشارع المصري هو تنفيذ لسياسات أمريكا وفشل الإخوان وإسقاط حكمهم بثورة جبارة فريدة في التاريخ هي ثورة‮ ‬30‮ ‬يونيو أوصل الولايات المتحدة الأمريكية إلي درجة من درجات‮ «السعار‮»‬ ‬في مواجهة المصريين وقطع العلاقات هو عقاب للشعب المصري علي الثورة والذي خسر في هذه المعركة ليس الشعب المصري بل شركات السلاح الأمريكية‮.‬
‮ ‬ولماذا في هذا التوقيت ؟‮ ‬
‮ ‬لأنهم راهنوا خلال الشهور الأخيرة منذ شهر يونيو إلي شهر سبتمبر أي حوالي‮ ‬100‮ ‬يوم أعطوها كفرصة للإخوان علي أمل أن تستطيع الجماعة تفجير الموقف وفرض واقع جديد يسمح بإعادة مرسي وعصابته ولما فشلت جماعة الإخوان تماماً‮ ‬وأدار الشعب المصري ظهره لها بدت أمريكا في حالة‮ ‬غضب شديد وتحاول معاقبة الشعب المصري ولكنها لا تدرك أن الشعب المصري يتمني قطع المعونة فالولايات المتحدة الأمريكية لم تمنحنا قرشا واحدا دون مقابل فقد كانت تحصل علي تسهيلات عسكرية،‮ ‬ومواءمات سياسية،‮ ‬وإلتزام بالحفاظ علي الاتفاقات مع إسرائيل‮.. ‬حدث هذا طوال ال‮ ‬40‮ ‬سنة الماضية ومنذ أن أعلن السادات أن‮ ‬99٪‮ ‬من أوراق اللعبة في أيدي الولايات المتحدة الأمريكية والنتيجة أننا نخسر يوماً‮ ‬بعد يوم فالأمريكان فرضوا علينا حزمة من السياسات التي أضرت بالفقراء والشعب المصري فيما يسمي بإعادة الهيكلة والخصخصة‮.. ‬وعلي العكس أوجه شكري لأمريكا وأتمني أن تصمد في قرارها ولا تعود للإفراج عن المعونة الأمريكية بعد ذلك لأن الشعب المصري بعد الثورة دخل مرحلة استقلال الإرادة الوطنية ومعركة‮ ‬30‮ ‬يونيو لم تكن ضد الإستبداد الديني الداخلي بل كانت في المقام الأول معركة الإستقلال الوطني والإرادة الشعبية في مواجهة التدخل الأجنبي في السياسة الداخلية‮.. ‬الخاسر هو الجانب الأمريكي كما أعلن الخبراء الأوروبيون الذين يتفقون علي أن الولايات المتحدة الأمريكية تستفيد من شراكتها مع مصر بشكل يفوق بكثير قيمة المساعدات الأمريكية،‮ ‬أما الألمان فصرحوا بأن صناعة السلاح في أمريكا هي المستفيد الأكبر من المعونة العسكرية التي تقدمها واشنطن إلي مصر والبالغ‮ ‬قيمتها‮ ‬1.‬3‮ ‬مليار دولار سنوياً‮ ‬أي أن الولايات المتحدة ترسل إلي مصر الأسلحة وهذه الأموال تذهب إلي صناعة السلاح التي تعد عصب الاقتصاد الأمريكي وإلي شركات وموردين أمريكيين وتخلق فرص عمل في أمريكا ولا تستفيد منها مصر إلا بالسلاح‮.. ‬لذا أطالب د‮. ‬حازم الببلاوي والفريق أول عبد الفتاح السيسي أن يقدما شكر الشعب المصري للولايات المتحدة‮.. ‬كل دول العالم صنعت أسلحتها بنفسها و نحن مطالبين بأن نعتمد علي أنفسنا في بناء قواتنا المسلحة وكنا بدأنا في فترة سابقة وكان لدينا ولازال صناعة سلاح يمكن أن تتطور وبالنسبة لباقي الأسلحة الأكثر حداثة والتي لا نستطيع إنتاجها فالتطور التكنولوجي الصيني الآن أصبح مثل أمريكا وروسيا لديها صناعة سلاح هائلة دخلنا بها حرب أكتوبر وانتصرنا‮.‬
موجة ثالثة
‮ ‬البعض يري أن ثورة‮ ‬30‮ ‬يونيو موجة ثانية لثورة‮ ‬25‮ ‬يناير وأن الموجة الثالثة قادمة‮.. ‬فما رأيك؟‮ ‬
‮ ‬ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير طرحت شعارا واضحا‮ «العيش والحرية والعدالة الإجتماعية والكرامة الإنسانية‮»‬ ‬هذه الأربع أرجل لكرسي‮ ‬25‮ ‬يناير إذا صح التعبير لابد أن تتحقق والذي يقف عقبة أمام تحقيق هذه الأهداف سيزيله الشعب من مساره والدليل أننا أزحنا مبارك في‮ ‬18‮ ‬يوم أما مرسي فلم يأخذ‮ «غلوة‮»‬ ‬هذا الكلام لابد أن يكون واضحاً‮ ‬أمام الحكم القائم ليدرك الدكتور الببلاوي وهو زميل عزيز وكذلك أصدقاء العمر في الوزارة والهيئة الاستشارية أن الشعب المصري لم يعطهم تفويضا علي بياض ولكنه أتي بهم إلي كرسي الحكم مقابل عقد واضح وهو تنفيذ مطالب الثورة وعلي رأس هذه المطالب تحقيق العدالة الاجتماعية والقصاص وهذان المطلبان لم يتحقق منهما أي شئ يطمئن الشعب المصري أن ثورة‮ ‬30‮ ‬يونيو أو الموجة الثانية لثورة‮ ‬25‮ ‬يناير لمن يحب أن يسميها هكذا قد حققت أهدافها أو اتجهت إلي الاتجاه الصحيح علي العكس هناك مؤشرات تثير القلق والخوف‮.. ‬ليس مطلوباً‮ ‬من حكومة انتقالية كحكومة الدكتور الببلاوي أن تصنع المعجزات فنحن نعلم أنها حكومة انتقالية مثقلة بأعباء كبيرة جداً‮ ‬لعل في مقدمتها مواجهة الإرهاب لكن هذا ليس مبرراً‮ ‬علي الإطلاق للتراخي في مواجهة الإرهاب لأن هناك شعورا عاما بأن الحكم يده مرتعشة في مواجهة الإرهاب بينما هذا الحكم يملك أربع ركائز أساسية يمكن أن تمنحه تفويضا جديدا لتصفية الإرهاب بالمرة‮.‬
‮ ‬ما هي تلك الركائز الأربعة؟
‮ ‬‮ ‬أولاً‮: ‬مستوي الجرائم الذي لا يراعي أي حرمة للشعب المصري‮.. ‬ثانياً‮: ‬نحن في حالة طوارئ وبموجب هذه الحالة يجب أن تمنع كل المظاهرات وأولها المظاهرات المؤيدة وأطالب بمنع المظاهرات تماماً‮ ‬لمدة‮ ‬3‮ ‬ثلاثة شهور حتي تستقر الأوضاع ويعاد ضبط مفاصل الدولة المفككة لأن الدولة الرخوة لن تستطيع مواجهة الإرهاب بحسم‮.. ‬ثالثاً‮: ‬قرار المحكمة بإعتبار جماعة الإخوان جماعة محظورة‮.. ‬رابعاً‮: ‬القرار الأخير باعتبار جمعية الإخوان باطلة‮.. ‬إذن فما الذي تنتظره الحكومة والقضاء والإرادة الشعبية تقف وراءهم‮.. ‬الناس صامتون وصابرون لأنهم يدركون أن مصر تخوض حرباً‮ ‬ضد الإرهاب ولا يريدون أن يكونوا عبئاً‮ ‬علي الدولة وعلي الحكم وعوناً‮ ‬لجماعة الإخوان الإرهابية في مواجهة الجيش والشرطة ولكن هذا لا يعني الموافقة علي ما يسمي بمشاريع المصالحة وأطالب‮ «عواجيز الفرح‮»‬ ‬المومياوات التي خرجت من مقابر التاريخ لكي تنقذ جماعة الإخوان من مصيرها عليها أن تعود إلي جحورها وتصمت وإلا ماذا سنقول لأمهات وزوجات شهداء الجيش والشرطة وأبناء الشعب‮.. ‬إذا لم تضع حكومة الدكتور الببلاوي في اعتبارها مشاعر المصريين وهي تسمع عن المفاوضات ومشاريع المصالحة أعتقد أنها ستخسر كثيراً‮.. ‬المصريون يشعرون اليوم بعد ثورتين فريدتين أنهم يعانون أكثر مما كانوا يعانون فالأمن منفلت وكذلك الأسعار والبطالة والفقر في ازدياد وهذا عنصر ستستفيد منه في المقام الأول قوي الإرهاب وجماعة الإخوان والدليل الفيديو المذاع لعصام العريان وكذلك كلمة عاصم عبد الماجد‮.. ‬هم يراهنون الآن علي فشل الحكومة وعدم حسمها وتراخيها وبطء أدائها وهشاشة ردود فعلها‮.. ‬ويتصوروا أن هذا الوضع يهيئ لانفجار شعبي قادم ولذلك أطلب من الدكتور الببلاوي ألا يمنح جماعة الإخوان الفرصة في الشماتة في الثورة ومسارها وأن يخاطب الشعب ويشرح له كيف يفكر ويعده وعداً‮ ‬مقروناً‮ ‬ببرنامج زمني لحل ما يقدر عليه من مشاكل كما فعل فيما يخص الحد الأدني وأن تطبيقه سيكون في يناير القادم والناس تقبلت هذا بالرغم من تضررها الشديد‮. ‬
العدالة الاجتماعية
‮ ‬الحديث عن الحد الأدني يأخذنا إلي ملف العدالة الاجتماعية‮.. ‬فما تقييمك لهذا الملف؟
‮ ‬مفهوم العدالة الاجتماعية لا يتوقف فقط علي إعلان الحد الأدني فأين قضية الحد الأعلي،‮ ‬تطبيق الحد الأعلي للأجور أفيد للعدالة الاجتماعية من رفع الحد الأدني لأننا إذا أخذنا من الغني وأعطينا الفقير فهذا عدل بالرغم من أنه لن يحقق العدل الكامل لكن علي الأقل سيشعر المصريون أن الفوارق تتجمد فالتضخم وارتفاع الأسعار الذي نراه اليوم‮ ‬يلتهم دخل عشرات الملايين من أبناء الشعب المصري من الطبقات الفقيرة التي لم تعد قادرة أن تجد قوت يومها‮.. ‬نحن طالبنا باعفاء فقراء الفلاحين من أعباء الديون فما يضير الدولة إذا تحملت‮ ‬200‮ ‬أو‮ ‬300‮ ‬مليون جنيه عبء علي صغار الفلاحين بينما في فترة سابقة تحملت الدولة ما أطلق عليه ديون‮ «الشركات المتعثرة‮»‬ ‬وكان المبلغ‮ ‬بالمليارات‮!.. ‬لماذا لا يتم تعديل أسعار الطاقة للشركات الغنية التي تبيع لنا الأسمنت والحديد والسيراميك بأغلي من أسعاره العالمية؟‮.. ‬لماذا لا تحل مشكلة الصناديق الخاصة التي أصبحت مرتعاً‮ ‬للفاسدين ولصوص المال؟‮.. ‬لماذا لا يتم الحديث عن معاش الفقراء العاطلين عن العمل؟‮.. ‬قضية العدالة الاجتماعية لها علاقة أيضا بوضع المرأة الذي تدني بشكل بالغ‮ ‬في فترة حكم الإخوان وتراجعت المرأة بعد كفاح‮ ‬100‮ ‬سنة ومكاسب كبري حققتها إلي مواقع متدنية رمزها الأساسي نسبة المرأة في الجمعية التأسيسية وهي‮ ‬4‮ ‬سيدات من أصل‮ ‬50‮ ‬حيث تم النظر للمرأة و كأنها‮ ‬8٪‮ ‬من الشعب علي الرغم من أنها تقترب من‮ ‬50‮ ‬٪‮.. ‬وكذلك وضع العمال والفلاحين والجدل حول إلغاء نسبة ال‮ ‬50‮ ‬٪‮ ‬والتي لا تنفذ علي أرض الواقع وتم تهشيمها تماماً‮.. ‬ووضع المسيحيين يحتاج أيضاً‮ ‬إلي طمأنة فبعد الثورة لم يعد هناك تمييز‮.. ‬السياسة العامة‮ ‬غامضة ووضع الملفات الاقتصادية كلها في أيدي محترمة من الوزراء لكنهم ينتمون إلي المدرسة الليبرالية التي لا تري أي ضرورة لدور الدولة الإجتماعي‮. ‬
‮ ‬وماذا عن ملف العدالة الانتقالية ؟
‮ ‬ملف العدالة الانتقالية حتي الآن لم يتزحزح خطوة فكل من قتلوا الثوار بدءاً‮ ‬من‮ ‬25‮ ‬يناير حتي الآن تم الإفراج عنهم ولم يتحقق القصاص لأي شهيد سقط علي هذه الأرض‮.. ‬الحكومة الحالية مدينة بوجودها إلي دماء الشهداء الأبرار الذين ضحوا بحياتهم من أجلها وعليها أن ترد الجميل لهؤلاء الشهداء بتطبيق العدالة الانتقالية نحن لا نريد انتقام أو تنكيل بالمتهمين ولكننا نريد حكماً‮ ‬عادلاً‮ ‬يعيد بسمة الأمل لأسر آلاف الشهداء والضحايا الذين يشعرون بالمرارة لموت أبنائهم ولم يقتص لهم‮. ‬
الضبطية القضائية
‮ ‬كأحد قادة الحركة الطلابية في السبعينيات كيف قرأت تصريح الدكتور الببلاوي بمنح الضبطية القضائية للموظفين الإداريين في حالة موافقة رؤساء الجامعات ووزير التعليم العالي؟
‮ ‬ما يحدث في الجامعة اليوم مشكلة وهو نتيجة سياسة منهجية منذ يناير‮ ‬1972‮ ‬عندما انفجرت الحركة الطلابية وحتي الآن فتحت الشعار الذي أطلقه السادات‮ «لا علم في السياسة ولا سياسة في العلم‮»‬ ‬تم تجريف الجامعة من الوعي الوطني العام فلم يعد هناك أي منافس بعد أن تم حرث الأرض لبث كل الأفكار الخبيثة والمشوهة واحتلال الفراغ‮ ‬الذي ترك بفعل فاعل في عقلية الشباب المصري‮.. ‬جيلي كان آخر جيل اهتم بالعمل العام والسياسة فهو الذي انفجر في وجه السادات وطالب بالحرب ضد إسرائيل‮ (‬حرب‮ ‬6‮ ‬أكتوبر‮) ‬فعاقب السادات الأجيال التالية كلها بحجة أنه لا علم في السياسة ولا سياسة في العلم‮.. ‬والسياسة التي أتكلم عنها ليست سياسة الإرهاب التي نراها الآن بل كان منبعها الوطنية الخالصة وسياسة الدفاع عن المصالح الوطنية والمطالبة بتحرير الأرض المحتلة‮.. ‬نحن اليوم أمام مشكلة‮.. ‬فاللجوء إلي الحل الأمني وحده لن يكون كافياً‮ ‬لقد ناضلنا نضالاً‮ ‬طويلاً‮ ‬جداً‮ ‬لتحرير الجامعة من الحرس الجامعي فأصبحت الجامعة أمام مشكلة وجود عنف وإرهاب من جانب الطلبة الإخوان والمتحالفين معهم‮.‬
‮ ‬بما أن الحل الأمني وحده ليس كافياً‮ ‬فهل لك اقتراح آخر؟
‮ ‬بداية‮.. ‬أتمني ألا تلجأ الجامعة إلي إجراءات استثنائية والسؤال الذي لا أجد له إجابة لماذا لا تفعّل الدولة القوانين القائمة؟‮.. ‬نحن لا نريد أي قانون استثنائي نحن لدينا في الجامعة طلبة تجاوزوا فليحولوا إلي التحقيق ثم يتم فصلهم كما كان يحدث معنا‮.. ‬أكبر ضربة توجه للإرهاب داخل الجامعة هو تفعيل قانون الجامعة ومثالاً‮ ‬لقد شاهدت الفيديو للشيخ الجليل د‮. ‬علي جمعة عندما كان في كلية العلوم وكنت ضيفاً‮ ‬في أحد البرامج التليفزيونية وحدثت بيني وبين د‮. ‬جابر نصار مداخلة وكان في شدة الاستياء مما تعرض له د‮. ‬علي جمعة من هجوم وبشرنا أن الكاميرات صورت كل الواقعة وتم تحديد هوية بعض الطلاب ثم لم نسمع بعد ذلك عن الإجراء القانوني الذي تم اتخاذه في شأن هؤلاء الطلبة ولكن إذا كان تم احالتهم لمجلس التأديب وصدر حكم بفصلهم وفصلوا بالفعل كان‮ ‬غيرهم ارتدعوا لكن الظاهر‮ ‬لدينا أنه هناك تراخ في تطبيق القانون مما يشجع الآخرين علي التجاوز وبالتالي الأفضل من الضبطية القضائية أنه يجب إحالة كل الخارجين عن القانون إلي التحقيق السريع‮.. ‬نحن نريد الدولة الصارمة في تطبيق القانون علي المؤيدين قبل المعارضين،‮ ‬ومزيد من الحسم،‮ ‬والكف عن التردد،‮ ‬وإبعاد الأيدي المرتعشة عن جهاز قيادة الدولة‮.‬
جبهة الإنقاذ
‮ ‬بصفتك عضوا في جبهة الإنقاذ‮.. ‬ما هي حقيقة الخلافات داخل الجبهة؟
‮ ‬بالرغم من أن جبهة الإنقاذ تتعرض لهجوم واسع إلا أنني أعتقد أن الجبهة أدت دورا تاريخيا رغم هشاشتها وضعف أدائها‮.. ‬الدور التاريخي تمثل في تشكيل تجمع متماسك نسبياً‮ ‬في مواجهة جماعة الإخوان ودعّم الدولة نفسها في هذا الموقف وأطلب ممن ينتقدون جبهة الإنقاذ بشكل دائم أن يتصوروا الحال لو كان بعض أحزاب جبهة الإنقاذ ذهبت للتحالف مع جماعة الإخوان ما كانت ثورة‮ ‬30‮ ‬يونيو لأن المسوّغ‮ ‬سيكون أن الحكم ليس لجماعة الإخوان فقط بل يشاركها أحزاب مدنية ولو كان الإخوان يفهمون في السياسة كان أداؤهم اختلف‮.. ‬جبهة الإنقاذ صنعت أهم شئ وهو الحفاظ علي تماسك كتلة المعارضة رغم كل التناقضات داخل الجبهة‮.. ‬مفهوم الجبهة مرتبط بمفهوم المتناقضات بمعني أن الجبهة هي لقاء حول القواسم المشتركة والقواسم المشتركة لا تعني التطابق وأهم شئ في الجبهة هو آلية إرادة التناقضات بحيث إن هذه التناقضات لا تنفجر فتدمر الجبهة وأظن أن الجبهة إستطاعت بجهد ودأب أن تتماسك حتي في اللحظات الحرجة وبرغم التناقضات كنا جميعاً‮ ‬متفقين أن نظل متماسكين وأن نخرج للجميع ككتلة واحدة ونجحت الجبهة في هذه المهمة وحافظت علي تكتل القوي السياسية المعادي للاستبداد‮. ‬
‮ ‬ما موقف الجبهة فيما يتعلق بالإنتخابات الرئاسية؟
‮ ‬لقد طرحت بالفعل فكرة تقديم الإنتخابات الرئاسية وكان هناك مؤيدون ومعارضون لكن الجبهة لم تتخذ قراراً‮ ‬فيها‮.. ‬كما لم تطرح حتي الآن فكرة ترشيح شخصية عنها لانتخابات الرئاسة وأعتقد أن من الترف أن تنشغل مصر الآن بقضية الحديث عن الانتخابات الرئاسية وذلك لوجود ثلاث استحقاقات علي درجة عالية من الخطورة‮.. ‬أولها‮: ‬الحرب ضد الإرهاب فهذه حرب‮ ‬غير مسموح لنا بخسارتها لأن خسارتها خسارة لمصر‮.. ‬ثانياً‮: ‬قضية الدستور‮.. ‬فواجبنا الآن أن نصنع أفضل نصوص دستورية تحمي الحريات،‮ ‬وتؤسس لدولة حديثة وديموقراطية قائمة علي المواطنة،‮ ‬وعدم التمييز،‮ ‬وتحقيق العدالة الاجتماعية لأن الدستور يواجه تحديين احدهما الحشد للتصويت علي الدستور القادم بأضعاف من احتشدوا للتصويت علي الدستور الباطل‮.. ‬أما التحدي الآخر الحشد للتصويت ب"نعم"بأكبر عدد ممكن‮.. ‬أما الاستحقاق الثالث المعركة البرلمانية وكيف تصل الثورة إلي البرلمان حتي تتمكن من تحقيق أهدافها‮.. ‬إذن فمن‮ ‬غياب الحكمة أن نترك هذه المهمات الملحة لننشغل بالانتخابات الرئاسية‮.‬
‮ ‬إذن ما حقيقة ما صرح به حمدين صباحي بأن الجبهة تخلت عنه كمرشح عنها للرئاسة؟
‮ ‬لم أحضر الاجتماع الأخير للجبهة لأنني كنت خارج مصر ولكن في الاجتماع الذي سبقه لم تكن القضية قد طرحت،‮ ‬والجبهة لم تتخل لأنها لم تعلن عن اسم مرشح لها‮.. ‬د‮. ‬أبو الغار هو الوحيد الذي أعلن بشكل فردي مؤخراً‮ ‬لإحدي الصحف الخاصة أنه سينتخب الفريق أول عبد الفتاح السيسي إذا ما رشح نفسه لانتخابات الرئاسة لكن هذا ليس قرار الجبهة‮.. ‬ومن الحكمة أن نتريث وفي النهاية الشعب هو الذي سيختار‮.‬
عسكري أم مدني؟
‮ ‬ولكن هناك قطاع كبير من الشعب بالفعل وقّع‮ ‬علي مطالبات بترشيح الفريق أول السيسي كرئيس لمصر؟
‮ ‬الفريق أول عبد الفتاح السيسي له احترام كامل واستحق بالفعل بخطواته ومواقفه محبة قطاعات واسعة من المجتمع وهو جدير بهذه المحبة‮.. ‬وبالنسبة لي لو اختار الشعب الفريق السيسي فهذا سيكون إختيارا حرا ولا‮ ‬غبار عليه وسأحترمه،‮ ‬كما أني أدرك أن مصر تواجه تحديات هائلة علي صعيد الأمن القومي وما يحدث في سيناء من مخطط إسرائيلي أمريكي تركي قطري أوروبي لتحطيم مصر وهدم استقرارها معلن وواضح والدليل ما أعلنه عصام العريان وعاصم عبد الماجد والقرضاوي وما تقوله أمريكا وأوروبا كل هذا يؤكد أننا أمام تحديات هائلة وكل ما أتمناه أن الفريق السيسي والجيش والقيادة العسكرية الوطنية أن تتخذ القرار المناسب في لحظته سواء كان القرار أن يدخل الفريق السيسي إلي معترك المعركة الرئاسية أو أن يبقي في مكانه وهو في كل الحالات له كامل الإحترام‮.. ‬القضية ليست في كون الرئيس القادم من خلفية عسكرية أو مدني فهذا ليس الفيصل فنحن لدينا قائد عسكري مثل جمال عبد الناصر أنجز إنجازات كبيرة وأخطأ أخطاء جسيمة أيضاً،‮ ‬ولدينا حاكم مدني كمحمد مرسي ضيّع الدنيا‮..‬القضية تتمثل في القائد الذي يملك الرؤية لخروج مصر من أزمتها،‮ ‬ويملك مقومات الشخصية والنزاهة الفكرية والتاريخ الوطني الذي يساعده،‮ ‬والأهم من ذلك كله القبول الجماهيري ورضا الشعب عليه‮. ‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.