تعتبرهذه الهيئة وزارة الثقافة الحقيقية لأهميتها علي مستوي الوطن بالكامل وهي تعني في المقام الأول تثقيف المواطن المصري في نجوع ومدن وقري مصر، وذلك من خلال أكثر من 005 موقع ما بين مكتبة وبيت ثقافة ويتحدد ذلك وفق حجم القرية أو المدينة والكثافة السكانية، ويقوم بتفعيل هذه المؤسسات الثقافية، المفترض متخصصون في مجالات الفنون المختلفة «السينما- المسرح- الأدب - الفنون الشعبية - الموسيقي - الفنون التشكيلية - الحرف التقليدية»، وهذه هي المجالات التي نص عليها القرار الجمهوري لإنشاء هذه الهيئة، وهذا القرار ملزم علي جميع الهيئات والقطاعات التابعة لوزارة الثقافة بالتنسيق والتعاون فيما بينهم من أجل تعميق المعلومات الثقافية التي تبث للمتلقي عبر هذه المؤسسات الثقافية.. وخاصة أن وزارة الثقافية تضم هيئات وقطاعات متخصصة لهذه المجالات الفنية التي ينص عليها قرار رئيس الجمهورية، وفي هذه الحالة تعتبر هذه القطاعات والهيئات بما تملكه من خبرات وتراكم فني وكفاءة في الأداء مرجعية أصيلة تساعد علي صدق وعمق وصحة المعلومات، اذن فالتعاون والتنسيق ملزم أخلاقيا وثقافيا بعيدا عن المركزية والانعزالية التي تسببت تخلف المجتمع وتفتته، وكان لي الشرف ان أكون علي رأس هذا الجهاز الحيوي والهام، لم اتطرق لما حدث من انجازات فترة رئاستي أو لكارثة أوضاع المواقع الثقافية التي تم اكتشافها ولكن ما أركز عليه بعض الملاحظات قريبة الصلة بما جاء بنص قرار رئيس الجمهورية، والهدف من اثارة هذه القضية هو تحريك الساكن وتفعيل الأنشطة جميعها «بعدالة ثقافية» من أجل المواطن الفقير ثقافيا والمتعطش لهذه الفنون، ومن أجل المشاركة الفعالة من كل الفنانين والمثقفين باختلاف تخصصاتهم.. ومن أجل ايجاد حلول للقضايا الثقافية المتعلقة بالمهنة وبطبيعة التخصص، وعلي الجانب الآخر توثيق أعمق فنيا وثقافيا واعداد قاعدة للمعلومات تستثمر في الحاضر والمستقبل كمرجعية اصيلة للثقافة، وفتح حوار متواصل ومباشر حول مستقبل الفنون والثقافة في مصر من خلال المؤسسة المعنية بثقافة المواطن، مضافا إلي ذلك هذه الأنشطة بآليات تنفيذها تعد ميدانيا عمليا وعلميا لاعداد كوادر ثقافية قادرة علي القيام بمسئولياتها القومية والوطنية، فإذا نظرنا إلي «مؤتمر أدباء مصر» الذي تعده الهيئة منذ عقود نجد انه يمتد بإرادة قوية بدون توقف منذ عقدين ونصف، وانه نموذج رائع رغم الهجوم الذي يوجه ضده علي بعض السلبيات كل عام، وعندما أقيم هذا المؤتمر بمدينة بورسعيد منذ ثماني سنوات تقريبا وفي كلمتي للحضور في افتتاح المؤتمر الذي رأسه أ.د/ فوزي فهمي، اقترحت بأن تعقد مؤتمرات ثقافية للمجالات الفنية المنصوص عليها بقرار رئيس الجمهورية، علي ان تكون موازية لمؤتمر أدباء مصر دون التأثير عليه، في البداية قوبل الاقتراح من البعض بالرفض والبعض الآخر لم يعبر عن رأيه، ووضحت الفكرة بان هذه المؤتمرات جزء أصيل من عمل الهيئة والآن زالت الفائدة لمؤتمر الأدباء، وتم عرض اقتراحي علي مجلس الإدارة ووافق بالاجماع ووافق وزير الثقافة علي ما جاء بمحضر مجلس الإدارة، وتم عقد دورتين تحت مسمي «المؤتمر القومي للمسرح» ثم توقف بعد ذلك!؟ وعقدت الدورة الأولي ل»المؤتمر القومي للفنون التشكيلية» ثم توقف!؟ وحاولت لجنة الفنون التشكيلية بالمجلس الأعلي للثقافة تحريك الساكن لهذا المؤتمر ووعدتنا الهيئة وفشلنا في عقد الدورة الثانية، بحجة ان جميع المؤتمرات لابد من الحصول علي موافقات مسبقة من مجلس الوزراء!؟ وهذه المؤتمرات بدأت عملاقة وفعالة والمجتمع كان في انتظار مؤتمرات «السينما، والفنون الشعبية، والموسيقي» وأتذكر عقد «المؤتمر الأول للحرف التقليدية» بالأقصر برئاسة الفنان والناقد عز الدين نجيب، لماذا توقفت ولماذا لم تستمر وتستكمل الفنون الأخري لتحقيق ما يسمي «بالعدالة الثقافية» .