دعاني اللواء احمد عبدالحميد محافظ العريش منذ عدة سنوات لزيارة المحافظة بمناسبة افتتاح جامعة سيناء التي أنشأها رجل الاعمال حسن راتب وبينما كنا في طريقنا لزيارة رفح لاحظت انه ليس هناك اي تغيير او اي تعمير منذ زيارتي الاولي في الثمانينيات. كان اللواء احمد عبدالحميد يشرح لي اهمية ما فعله رجل الاعمال حسن راتب من تعمير ثم انشاء جامعة جعل فيها اماكن لكل المحافظات بأسلوب يجعل كل مصر تأتي الي هذه الجامعة وذلك بالتخفيضات الهائلة للطلبة المغتربين. وعدت وقتها وفي ذهني سلسلة من التحقيقات حول احوال سيناء منها سيناء منزوعة التنمية وسيناء منزوعة التعليم وسيناء منزوعة الصحة وسيناء منزوعة الزراعة والصناعة. وكنت اعلم ان من شروط معاهدة معسكر داوود »كامب ديفيد» ان سيناء منزوعة السلاح وكتبت وقتها يوميات من لندن عام 97 اشجب نزع سلاح سيناء.. ولكن مر الوقت واصبحت سيناء منزوعة من كل شيء والمعروف ان التعمير درع حرب ولكن ان تترك سيناء بوابة مصر الشرقية منزوعة من كل شيء فقد كان هذا البند العجب العجاب وقال لي وقتها الدكتور حسن راتب ان كل رجال الاعمال والمستثمرين اتجهوا الي المصايف والمنتجعات في الساحل الشمالي وحاولت جذب اهلنا في مصر لسيناء فأنشأت عدة قري سياحية للصيف ولكن الاتجاه شرقا ظل مخيفا لناس مصر لوجود اسرائيل التي لا يؤمن شرها. وكتبت اكثر من مرة عن تعمير سيناء حتي لا تظل مطمعا لمن يريد وفعلا كان فراغ سيناء فرصة سعيدة لكل من يريد ممارسة اي عمل خارج القانون سواء زراعة مخدرات او خطط ارهابية او تدريب علي السلاح غير الشرعي بعيدا عن الاعين اي عمل غير شرعي وتملك الاسرائيليين في سيناء وتزوجوا من بناتنا واصبحت سيناء منزوعة الانتماء للوطن الام وتتابعت الحكومات وسيناء تتعذب ويعيش فيها النهابون والارهابيون ومهرب المخدرات واصبح فيها كل انواع الفساد وحتي الاعلام ابتعد عن اي تحقيقات تلقي الضوء علي واقع سيناء. اصبحت التنمية الزراعية حكرا علي زراعة المخدرات بينما ارض سيناء مليئة بالنباتات العطرية والنباتات الطبية المطلوبة حاليا في العالم كله لاتجاه البشر للعلاج بالاعشاب والنباتات الطبية التي يزيد عددها علي ثلاثين نوعا اما عن السياحة في سيناء فحدث ولا حرج فهي مسري الأنبياء والاولياء الصالحين بداية من ابراهيم عليه السلام وصولا للسيد البدوي مرورا بالمسيح عليه السلام. ان استثمار سيناء للسياحة الدينية مهم جدا، الاسلام دخل مصر من سيناء والمسيحية قبل الاسلام دخلت من سيناء ولو نظمت السياحة الدينية رحلة العذراء والمسيح من سيناء حتي اسيوط لاصبحت حجا عالميا، ان استثمار سيناء واجب ولعل السيسي في اهتمامه بتطهير سيناء محق كل الحق حتي تزرع بمشاريع وتصبح استثمارا هائلا حتي لا نقبل تبرعات من قطر والعياذ بالله، وحتي تصبح سيناء جزءا مهما من مصر منتميا اليها بالبشر والاستثمار.