ياه ه ه.. كبرت بسرعة كده.. بقي عمرها عشرين سنه.. ده انا لسه فاكر يوم ميلادها وكأنه بالأمس.. لقد جاءت الي الدنيا يوم 9 ابريل عام 92 بعد تعب وسهر وتجارب وخلاصة افكار أساتذه كبار وعرق وجهد رجال كانوا وقتها شبابا.. والغريب انها ولدت كبيرة واحتفل بيوم مولدها مليون شخص.. أنها جريدة أخبار الحوادث احد فروع شجرة مؤسسة »أخبار اليوم« الصحفية. عندما طلب مني وائل ابو السعود رئيس تحريرها الحالي واحد الشباب المشاركين في ولادتها - زمان - والصديق العزيز ورفيق الدرب أن اكتب مقالا بمناسبة العدد رقم 1000 »لأخبار الحوادث«.. تلاحقت الافكار في رأسي وكأنها كتاب طويت صفحاته ولكني اضطررت للعوده مرة أخري الي اول صفحة منه لاسترجع أحداثة. الكلام عن أخبار الحوادث يحتاج الي عدد كامل لكنني سأحاول ان اتحدث عن بعض المحطات المهمه من وجهة نظري. كانت اهم فترة هي لحظة الميلاد لانها جاءت بعد جهد جهيد وتجارب عديده قادها باقتدار الصحفي الجميل محمود صلاح ملك صفحات الحوادث وكنا وقتها تلاميذ في مدرسته علمنا وأخذ بأيدينا ونجح في أن يخرج من كل واحد فينا امكانياته ومواهبه.. وترجع اهمية هذه الحظة في اننا كنا نتوقع ان يخرج المولود الجديد يحبو لكنه خيب كل التوقعات وخرج يجري يملأ شارع الصحافه ضجيجا. مع بداية ولادة الصحيفة العملاقة تزامن معها احداث الإرهاب التي ظهرت في مصر وروعت اهلها الآمنين فكان لأخبار الحوادث دور كبير في كشف عورات هؤلاء الارهابيين المرتزقه الذين تمسحوا بالدين وهو منهم برئ .. وقد ساهمت التغطية المميزه لتلك الاحداث في زيادة انتشار الجريدة لدرجة إننا اكتشفنا ضمن اوراق تحقيقات النيابة العسكرية مع المتهمين اعترافهم بأنهم كانوا يتعمدون ارتكاب جرائمهم يومي الاثنين والجمعة حتي تنشر جرائمهم في جريدة أخبار الحوادث التي كانت تصدر الاربعاء من كل اسبوع وايضا أخبار اليوم التي كانت تصدر يوم السبت. بعد عدة سنوات من الجري وراء الارهابيين ومتابعة اخبارهم وفضح اساليبهم وكذلك متابعة كل الجرائم التي كانت تقع علي ارض مصر من أقصاها الي أقصاها خرج علينا - بعضهم - يشكك في الجريدة ويقول انها تحرض علي الجرائم وتعلم الناس كيفية تنفيذها وكان الرد من الاف الرسائل التي اكد فيها القراء حبهم لأخبار الحوادث واجمعوا علي ان الجريدة علمتهم الكثير وافادتهم قانونيا وإنسانيا وتعلموا من شعارها الذي رفعته منذ اليوم الاول بأن الجريمه لاتفيد . في عام 1990 تركت »أخبار الحوادث«وتفرغت للعمل في أخبار اليوم ولكني لم أنقطع عن زملائي واصدقائي في هذه الجريده وكنت أتابع انتقالها من نجاح الي آخر ولايفوتني ان اذكر ان أخبار الحوادث اغرت العديد من الصحفيين ان يصدروا مجلات حوادث بعضها نجح واغلبها فشل لانهم حاولوا تقليد »أخبار الحوادث« الاصلية لكنهم اهتموا بالربح وليس بالجودة واستغلوا الدين والجنس للترويج لمجلتهم لكن دائما البضاعه الجيدة تطرد البضاعه الرديئة ! في عام 2011 سمعنا الخبر الذي كنا نتوقعه من زمان عندما رشح الاستاذ محمد بركات رئيس مجلس الادارة وأحد رؤساء تحرير »أخبار الحوادث« السابقين الزميل وائل ابوالسعود ليكون رئيسا لتحريرها فهو احد شبابها الذين ساهموا في مولدها ثم تنقل بين »أخبار اليوم« و»الأخبار« واكتسب الخبرات الكافيه ليكون رئيسا لتحريرها بقيت كلمة صغيرة وهي ان هناك العديد من الصحفين الذين كانت لهم اسهامات وبصمات علي الجريدة الرائعة وعلي راسهم الاستاذ إبراهيم سعده ملك صحافة التبلويد و الاساتذة عبد المنعم الجداوي وعبد الفتاح الديب وجمال عبد الرؤف وأيضا العديد من زملائي وأبناء جيلي ممن أصبحوا نجوما الآن في سماء صاحبة الجلاله ولن استطيع ان اذكرهم كلهم لان رئيس التحرير قال لي »ما تكترش« في الكتابة. وكل عدد وانتم طيبين وكل عدد واحنا كلنا بنحب بعض.