يتواصل مسلسل الإسفاف الفني، وتشتعل وتيرته بشكل مبالغ فيه هذه الأيام خاصة مع الإصرار علي عرض أغنيات فنية ليل نهار تحمل إيحاءات جنسية، وألفاظاً لم يعرفها المصريون طوال حياتهم؛ لأن الفن المصرى طوال حياته يتميز بعرض الواقع والخيال بشكل يحترم عادات المصريين، لكن الفترة الأخيرة شهدت بالفعل مايسمى القذارة الفنية؛ لأننا وجدنا الفن يتحول إلى وسيلة لتلويث الحواس البشرية، ولعل هذه الموجة ظهرت مع دخول الأغنيات الشعبية إلى السينما، وهذا ليس بجديد؛ لأن الشعبى القديم كان فنا راقيا مثل باقى الفنون الأخرى لكن الشعب الآن مختلف؛ لأننا لا نرى فنانا أمامنا، بل نشاهد »أراجوز« يتنطط طوال الأغنية، وأغنياته كلها غير مفهومة إلا فى المقاطع الإباحية، وللأسف الشديد هذه الأغنيات لاقت نجاحا كبيرا عندما عرضت فى الأفلام، وأصحابها الآن أصبحوا نجوما يقدمون البرامج، ويسيطرون على سوق الإعلانات وأيضا قرروا فجأة الدخول إلى الساحة السينمائية. أتحدث هنا عن أشهر ظاهرة فنية فى مصر بعد ثورة يناير التى جاءت إلينا؛ لتخلصنا من زمن الجهل والفساد، ولكننا حتى الآن لم نر إلا مزيدا من الجهل والاستخفاف بعقول البشر، إننى أرغب فقط فى طرح نموذج أوكا وأورتيجا اللذين ذاعت شهرتهما فى كل أغنيات الأفلام الإيحائية بدءا من «عبده موته والعلبة الذهبية» وحتى الآن، ولكن اللافت لنجاحهم هم قرارهم الجريء بالبطولة السينمائية، وقيامهم الآن بتصوير فيلم 8% لأن الشيء الذى ينقص الثنائى حتى الآن هو تصدر الأفيش السينمائي، وبالفعل تحقق لهم ذلك رغم أن معظم النجوم فى الواقع حاليا يعانون من البطالة الفنية رغم ادعاءاتهم المتكررة بأنهم لديهم أعمال عديدة، لكن الحقيقة أن المنتجين يخشون أن يدخلوا هذه المغامرة حتى لا يخسروا، لكن مع أوكا وأورتيجا الأمر مختلف لأنهما سوبر ستار العصر بالفعل؛ لأننا أصبحنا شعبا مغيبا.