تولت الدكتورة "سهام البادي" وزارة شئون المرأة والأسرة في الحكومة التونسية كأحد مكتسبات »ثورة الياسمين». وهي مناضلة قديمة طلبت اللجوء السياسي لفرنسا هربا من تنفيذ الحكم عليها بسنتين لمعارضتها لنظام "بن علي" . «الاخبار» حاورت الوزيرة التونسية علي هامش زيارتها لمصر بصفتها عضو المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية والتي ترأس اجتماعاته الحالية بالقاهرة. في البداية اريد ان نتعرف علي فعاليات اجتماع منظمة المرأة العربية المقام خلال الفترة الحالية في القاهرة؟ يستهدف الاجتماع تقييم عدد من المناقشات والرسائل المرشحة للفوز بجائزه العلوم الاجتماعية والمنح البحثية من خلال لجان التحكيم المعنية وتخصص جائزة لأفضل دراسات أجريت عن المرأة العربية في إطار تخصصات العلوم الاجتماعية المختلفة وتقدم المنظمة سبع منح بحثية توزع مرة كل عامين وتوجه لأفضل دراسات تم مناقشتها. هناك مخاوف من عودة تهميش دور المرأة في حالة تمكن تيار الإسلام السياسي من التحكم بزمام الامور بشكل اكبر؟ هذه المخاوف ليس لها سند يدعمها فكيف ان نتوقع انخفاضا لدور المرأة في الحياة السياسية في وقت تمثل فيه نسبة 28٪ من مقاعد البرلمان الحالي بالاضافة الي حصولها علي مكتسبات عديدة بفضل دستور ما بعد الثورة التونسية والذي اصبحت تتساوي مع الرجل في جميع حقوقها.. ولكني لا اخفي ان الامر يحتاج الي بعض المراجعات الصغيرة للوصول الي وضع افضل وهو ما نسعي اليه فدائما ما نتطلع الي الافضل. وأود ان اشير في هذا السياق ان نجاح التيار السلفي في تونس مرهون بتطمين الشعب التونسي بكافة اطيافه وانه لا يمكن لأحد ان يلعب بمستقبل المرأة التونسية لأن ذلك يعني "انتحارا سياسيا" وأنا اعتقد أن الاسلاميين في تونس اكثر اعتدالا من الاخوان المسلمون في مصر. علي ذكر جماعة الاخوان المسلمون كيف تقيمي التجربة المصرية خاصة وأن مصر وتونس كانتا تسيران علي نهج مشابة؟ دعني أشير الي ان الأخفاق السياسي للاخوان في مصر استفادت منه اغلب احزاب التيار الاسلامي في العالم العربي بعد محاولة تجنب أخطاء الاخوان في مصر من خلال الاصغاء الي الصوت الاخر وعدم تجاهل الاصوات المعارضة والعمل علي رفع معدلات الديموقراطية ومشاركة الجميع في تقرير المصير القومي.. فلا معني لثورة شعب يكون فيها فائز ومهزوم ولكن الثورات تعني نجاح وطن وذلك ما نسعي اليه في تحالف الترويكا المكون من احزاب "المؤتمر - النهضة - التكتل" وذلك من خلال أرساء قواعد الديموقراطية الحقيقية. ولكن هل هناك تخوف من تكرار فشل تجربة الاخوان بمصر؟ لكل دولة خصوصيتها وخصائصها الخاصة ولا يوجد ربط بين التجربتين حتي في ظل تصدر احزاب التيار الاسلامي للمشهد السياسي التونسي فنجاح التجربة التونسية مرهون بسياسات تعتمد علي المصداقية وعدم التغول واحترام حقوق المواطن وفي كل الأحوال اشير الي ان تجرية مصر وتونس دعت الكثير من الدول العربية الي اجراء اصلاحات عديدة وتصحيح مسارات نحو طريق أفضل وهو المراد لتحقيق أمال الشعوب العربية والخروج من منطقة الوصاية الغربية. كيف تنظرين لمستقبل العلاقات المصرية والتونسية؟ أتمني ان أري مستقبلا مشرقا بين الطرفين لا يتخلله قيود في العلاقات ويلزمنا الوقت لبناء علاقات قوية خاصة اننا يجمعنا مقومات عديدة مشتركة بيننا ونواجه نفس الصعوبات نتيجة التجربة الثورية المتشابهة وتربص العديد من القوي الغربية لمحاولة جرنا الي أفشال المسار الثوري لكلتا البلدين ولكننا سنسعي للتغلب علي تلك الصعاب سويا.