أصعب شىء على قلب المرأة أن تكتشف أن من احبته واختاره قلبها خدعها وكذب عليها، وبدلا من أن يصارحها بكل ما يخفيه فى حياته قبل الزواج ويعطيها حقها فى الاختيار .. يرسم امامها صورة مزيفة حتى يفوز بها وبعدها يظهر على حقيقته .. ليجعلها تعيش ما تبقى من عمرها فى حياة تكرهها رغما عنها. لكن دعاء .. قررت أن تغير الواقع الذى فرض نفسه عليها .. وقالت لنفسها انها لن تقبل بأن تشارك رجل اخفى عنها اهم حقيقة فى حياته وهو انتمائه إلى جماعة الإخوان المسلمين .. والمشكلة التى واجهت دعاء أنه لم يكن ينتم لجماعة الإخوان فحسب .. بل لانه حاول اجبارها على أن تصبح مثله .. وتخرج معه للمظاهرات التى كانت مؤيدة للمعزول .. وانها ادركت أنه يفعل امورا إجرامية .. فلم تجد سوى طلب الخلع .. والسطور المقبلة تحمل التفاصيل! ماتت والدة دعاء وهى فى اول عام جامعى فى حياتها .. وتركتها رغما عنها وهى فى اهم مرحلة فى حياتها .. مرحلة المراهقة .. ورغم أن والدها حاول أن يعوضها هى وشقيقتها الاصغر منها عن الاحساس بعدم وجود امهما .. لكن كان هذا الاحساس يطاردهما دائما .. فلم يدق قلب دعاء بالحب يوما نحو شاب .. رغم انها كانت تعيش كل يوم فى خيالها اجمل قصة حب .. وكانت تتمنى أن تعثر على من يحبها ويعطيها الحنان الذى افتقدته مع والدتها .. وبعد تخرجها من الكلية لم تكن دعاء تفكر فى الخروج للعمل وتحقيق مراكز عالية فى الحياة العملية .. بل كانت تحلم بالبيت والاسرة والابناء. ورغم انها كان يتقدم لها الكثير من الشباب .. لكن لم يجذب انتباهها احد .. وكان والدها يريد أن تتزوج بمن يختاره قلبها وليس اى شاب يتقدم لخطبتها .. وجلست فى المنزل تنتظر ابن الحلال .. حتى شاء القدر أن يتقدم اليها "عمرو"الذى يكبرها بسبع سنوات .. جذب انتباهها اليه برقته فى الحديث وحلاوة كلامه .. احبت اسلوبه المهذب الهادئ .. والابتسامة التى لا تفارق وجهه .. شخصيته قوية وناضجة .. اخبرها بأنه سمع عنها الكثير من حسن الاخلاق والهدوء والرقة .. وأنه سعيد إذا ارتبط بها واصبحت شريكة حياته .. بعد أن قدم لها الوعود بأنه سوف يجعلها تعيش اجمل ايام حياتها معه. وافقت دعاء الفتاة الرقيقة الحسناء على طلب عمرو بالزواج منها .. الذى اتفق مع والدها بأنه سيكون جاهزا للزواج بعد ستة اشهر خطوبة فقط .. لانه يمتلك الشقة فى احد الاحياء السكنية الجديدة الهادئة .. وله الوظيفة المحترمة واسرته سوف تساعده على تأثيث عش الزوجية .. وبالفعل تمت خطبتهما وسط فرحة الجميع بها .. وفى تلك الفترة عاشت دعاء فى حلم جميل وهو حلم الزواج حتى تنام وتستيقظ على صوت ووجه حبيبها عمرو .. الذى كان يغدق عليها بالكلام الجميل المعسول! وبالفعل تم الزواج سريعا .. وفى عش الزوجية الهادئ بدأت حياة جديدة تعيشها دعاء .. لكن مفاجأة كانت من العيار الثقيل فى انتظار الزوجة الشابة .. بعد مرور شهر واحد من الزواج وفجأة وجدت دعاء زوجها وقد أطلق لحيته .. الدهشة اصابتها وسألته لماذا لا تحلق لحيتك مثلما كنت تفعل؟! .. فأخبرها بانه لم يكن يحلق لحيته بل كان ملتحى .. لكنه كان كلما يتقدم لخطبة فتاة كانت اسرتها ترفضه بسبب تلك اللحية .. لذلك قرر أن يحلقها حتى يثبت لفتاة بأنه شخص يستحق الحب وتوافق على الارتباط به .. وراح يبرر لها سبب اللحية وعزوفه عن امور كثيرة. لكن لم تضع دعاء الزوجة الرقيقة فى تفكيرها هذا الامر ولم تعر له اهتمام .. فأخبرته بأنها تحبه باللحية او بدونها .. وفجأة طلب منها أن ترتدى النقاب .. واقنعها به من خلال أنه يشعر بالغيرة عليها .. وبأنه دينها وعليه تنفيذ تعليماته .. وعليها أن تنفذ ما يطلبه منها لانه زوجها وله حقوق عليها .. وبالفعل ارتدت النقاب من اجل ارضاء زوجها. وامام اعضاء مكتب تسوية المنازعات الاسرية بمحكمة اسرة الزيتون المكون من الخبراء مصطفى توفيق نفسى وعمرو عادل قانونى وخالد عبد العاطى اجتماعى .. جلست الزوجة دعاء تذكرت كل تلك الايام والاحداث التى وقعت فيها .. وتساقطت دموع عينيها وهى تقول: أحببته من كل قلبى وتمنيت بالفعل أن استكمل معه ما تبقى من عمرى .. لكنه خدعنى وكذب على .. لم يخبرنى قبل زواجنا بأنه كان ينتمى لجماعة الإخوان .. واصابتنى صدمة عارمة عندما اخبرنى بعد زواجنا انه اخوانى .. لكن تقبلت هذا الامر ايضا .. فهو حر فى اختيار انتمائه .. وحتى عندما طلب منى أن أنضم معه إلى هذه الجماعة .. حاولت أن أرضيه واخبره بموافقتى على أن اكون طوعا له فى كل شىء .. لكن حدث مال يحمد عقباه. فبعد زواجنا بشهور قليلة وقعت احداث 30/6 .. وكان اعتصامى رابعة والنهضة .. وكانت الكارثة عندما فوجئت بأن زوجى كان يخرج لتلك المظاهرات .. ويحاول اقناعى بأنه كالجهاد فى سبيل الله .. وأنه دفاع عن الدين والاسلام وكتاب الله .. وفى البداية نزلت معه مرة واحدة فقط .. بعدها اخبرته بأنى لست على استعداد للنزول لمثل هذه المظاهرات مرة اخرى .. هنا استشاط منى غيظا وظهر لى وجهه الحقيقى .. وكانت اول مرة يمد فيها يديه على .. وضربنى وهددنى بأنى لن اخرج مرة اخرى من البيت ولا حتى لزيارة اسرتى! الخوف دب فى قلبى .. ولاول مرة اشعر بأن حياتى فى تهديد .. ووقتها ايضا شعرت بأن عدم انجابى للاطفال كانت نقمة لانى تمنيت أن يكون لدى طفل حتى انشغل به واشغل زوجى ايضا به بعيدا عن تلك الاحداث .. لكن رحمة الله فوق كل شىء .. فلم يرزقنى بأطفال منه حتى اتمكن من الخروج من علاقتى به واكون الخاسرة الوحيدة. خاصة بعد أن رأيته بعينى وهو يحمل السلاح .. وكان يجلبها إلى البيت ليخبأها فيه .. ولا يعود إلا ليأخذها مرة اخرى يغلق على الباب ويخرج مسرعا إلى المظاهرات مرة اخرى .. وفى كل مرة كان يرى وجهى كان ينهرنى ويهددنى بالقتل إذا اخبرت احدا أن فى البيت اسلحة تخصه .. حتى عندما جاء شهر رمضان الكريم .. كان يرفض ذهابى إلى ابى وشقيقتى .. ويخيرنى بين النزول معه للمظاهرات او الجلوس فى البيت وحدى رغما عن انفى .. وكنت اصوم وافطر بمفردى فى الوقت الذى كان هو يقضى طوال اليوم ليلا ونهارا فى رابعة. حتى جاء اليوم الذى جن فيه جنونى .. بعدما كاد الخوف يقتلنى .. وطلبت منه ان يحضر قبل أن اقتل نفسى .. وبدلا من أن يحضر ليهدئ من روعى والذعر الذى اصابنى .. حضر لينقض على مثل المجنون ويضربنى بعنف شديد ويخبرنى بأن كل السيدات يذهبن إلى الميدان لماذا انا ارفض الذهاب معه؟! .. وقال انه يشعر بانى من ضمن الناس التى تشجع على ما اسماه "بالانقلاب العسكرى على الشرعية" .. والكارثة انى كلما صرخت فى وجهه واقول له بأنى اريد زوجى يعود إلى بيته ونعيش حياة هادئة مستقرة مثل كل الناس .. كان يزداد عنفا ضدى ويضربنى ويسبنى بأبشع الالفاظ حتى كدت اموت بين يديه .. هنا اخبرته بانى اريد الطلاق .. لكن حتى هذا الامر لم يحققه لى .. واخبرنى بأنه سوف يتركنى مثل البيت الوقف ولن يطلقنى ليدمر حياتى. وبمجرد نزوله من البيت فعلت المستحيل حتى اخرج من البيت .. واسرعت إلى ابى لارتمى بين احضانه ابكى بجنون .. واخبرته بكل ما حدث .. لانى كنت اخفى عليه من بداية الامر خشية عليه أن يؤذيه زوجى فى شىء .. او يستخدم السلاح الذى يحمله ضد ابى .. لذلك كنت قد قررت الصمت .. لكن بعد أن فاض بى الكيل .. قررت أن ابوح بألمى إلى ابى .. وعلى الفور لم يتحدث اليه كثيرا .. واصطحبنى إلى المحكمة لاقامة دعوى خلع .. خاصة ان زوجى أهمل عمله بعد نزوله لتلك المظاهرات وهو الآن مهدد بضياع مستقبله .. واصبح انسانا آخر غير الذى اعرفه .. لم اعد اشعر بأى حب نحوه .. وابغض الحياة معه بكل ما تحمله الكلمة من معنى .. وقد انتهى كلام الزوجة ولم يحضر الزوج رغم ارسال اكثر من اعلان لمحاولة الصلح بينه وبين زوجته .. ففشلت محاولات الصلح وتم احالة الدعوى إلى المحكمة للفصل فيها.