في حياة كل أمة شخصيات ترسم ملامحها وتؤسس لشخصيتها عبر عقود وعقود، سواء كانت تلك الشخصيات سياسية، ثقافية، رياضية، اجتماعية. وفي تاريخ الأمة الإنجليزية تقف الأميرة ديانا كواحدة من أهم المحطات فى تاريخ تلك الأمة العريقة، والتي تظل حياتها، ورحيلها، لغزا لازال يحير الكثيرون من عشاقها ومحبيها حول العالم. وبعد أسابيع، ينتظر مريدها فيلما سينمائيا عن حياتها الحافلة ونهايتها المأساوية، تلعب دور البطولة فيه الرقيقة ناعومي واتس التي صرحت مؤخرا أنها حرصت على تجسيد شخصية الأميرة الراحلة ديانا ومأساة موتها بمثالية شديدة في فيلمها المنتظر عرضه في الثالث عشر من نوفمبر المقبل، إلا أنها تشعر بأن العمل سيثير غضب الأميرين ويليام وهاري. حيث قالت فى تصريحات خاصة لصحيفة زالجاردينس أنها حريصة على معرفة رأي العائلة المالكة البريطانية وخصوصا الأميرين ويليام وهاري في الفيلم، لأنها تعذبت كثيرا قبل أن توافق على تجسيد شخصية الأميرة ديانا، بسبب شعورها بالمسؤولية تجاه ولديها الأميرين، ورغبتها في ألا يتسبب الفيلم في أي مضايقة لهما. وأضافت ناعومي واتس ، قائلة: أنا أم لطفلين ولذلك تجدني مهتمة بمعرفة موقف الأميرين هاري وويليام من الفيلم، لكني أؤكد أن قصة الأميرة ديانا كانت لابد وأن تعرض وأعتقد أن هذا الوقت مثالي للكشف عنها. ناعومي قالت أن شعورها بالمسؤولية تجاه الأميرين تفاقم بعدما التقت صدفة بالأمير ويليام في أحد مطاعم لندن، وشعرت حينها بالضيق ورفضت النظر إليه حتى لا تشعر بأنه يعترض على تجسيدها سيرة والدته في فيلم سينمائي. ناعومي كانت قد رفضت تأدية دور البطولة في فيلم زدياناس مرتين من قبل، لكنها في المرة الثالثة لم تستطع المقاومة، وقالت:س الأميرة ديانا امرأة غير عادية، وهناك ما هو مثير في قصة حياتها، لقد كانت دائما حريصة على أن تعيش حياة مميزة لكن هناك أمر غير طبيعي جعل حياتها تتغير مؤكدة أن الشخصيات التي تحظى بشهرة كبيرة كديانا لا تبقى على قيد الحياة لفترة طويلة. النقاد أيضا ينتظرون بفارغ الصبر عرض الفيلم المتوقع له خوض غمار منافسات أغلب المهرجانات العالمية وعلى رأسها الأوسكار، وقد سبق لواتس الترشح مرتين لجائزة الأوسكار عامي 2003 عن فيلم ز21 جرامس و2012 عن فيلم المستحيل. ديانا من إخراج أوليفر هيرشبيجل الذي رشح لجائزة الأوسكار عن فيلم زالغرقس سيناريو ستيفين جيفريز ويتناول آخر عامين في عمر الأميرة الراحلة، ويجسد الكندي كاس أنفار شخصية الملياردير المصري دودي الفايد آخر رفيق عاطفي لها. ويؤدي نيفين أندروز، المعروف بعمله في فيلم المريض الإنجليزي ومسلسل زالمفقود شخصية الدكتور حسنات خان، الجراح الباكستاني المعروف الذي جمعته علاقة قوية بالأميرة بعد طلاقها واعتبره عدد من كتاب سيرتها الذاتية بمثابة زحب حياتها. وتبدأ أحداث الفيلم في 1997 حين سافرت ديانا إلى باكستان للتعرف إلى عائلة خان، الذي كان حينها الرجل الذي ترغب في الزواج منه. وكانت ديانا تعرفت إلى الطبيب في 1995 قبل التوقيع على طلاقها من الأمير تشارلز أثناء توجهها إلى مستشفى رويال برومبتون لزيارة زوج إحدى صديقاتها. وقبل أسابيع وجه جراح حسنات خان انتقادات شديدة إلي الفيلم الجديد الذي أنتجته هوليوود بعنوان زدياناس. وقال خان انه أصيب بحالة من الحزن بعد إن شاهد إعلان الفيلم المقرر عرضه بدور السينما. وأكد خان، وفقا لصحيفة ديلي إكسبريس البريطانية، ان الفيلم لا يستند إلى تفاصيل حقيقية لعلاقته مع ديانا فهو _على حد قوله_ زمبني على النميمة وكلام أصدقاء ديانا وبعض أقاربي حول علاقة لم يعرفوا الكثير عنها، وبالتالي فهو مبني على افتراضات ونميمة. وأشار خان إلى إن صناع الفيلم لديهم تصور خاطئ عن طبيعة علاقته العاطفية بديانا، فهي لم تكن أميرة وأنا لم أكن طبيبا، لقد كنا أصدقاء، والأشخاص الطبيعيين يقفون كأصدقاء مع بعضهم البعض.