أقصي درجات الانتقام .. الكراهية والحقد سكنا قلب المتهمة .. بعد ان أعاد زوجها ضرتها بعد شهور قليلة من الزواج منها .. وكأنه بذلك اراد ان يبلغها بفشلها فى حياته كانثى وامراة تستحق الأهتمام .. لكن الزوجة الثانية لم تسكت ، وارتكبت جرينتها البشعة بقتل طفل بريء ، ظنا منها انها تنتقم لكرامتها من الزوج الذى غدر بها ! وسط اسرة بسيطة بحى المرج الشعبي .. كبرت فاطمة بين العديد من الأشقاء ، والدها رجل مكافح يعمل ليل نهار لإعالة هذه الأسرة ..فاطمة ترى الدنيا حولها مثل الغابة ..القوى يأكل الضعيف والغنى يدهس الفقير .. احلامها تتركز فى ان تخرج من عباءة الفقر الذي ارتدتها لكن كيف ؟.. الإجابة بالنسبة لها صعبة للغاية .. طرق الحرام كثيرة امام عينيها لكنها كانت ترفض وتأبي ألا يضعف قلبها وتسير خلف الشيطان . وكعادة الفتيات فى الحى الشعبي يفرحن لاحدى صديقاتهن عند زواجها وفى فرحها وفى احد الأيام كانت فاطمة فى حفل زفاف زميلة لها بالمنطقة .. ذهبت لتبارك للعروس .. بابتسامتها الهادئة التى لاتفارق وجهها لمحت احد الأشخاص ينظر لها من مسافة بعيدة بعض الشيء .. عيناه لاتفارقها .. يترقب تحركاتها .. وبهدوء نظرت له الفتاه لكنها لم تقف بنظرتها طويلا امامه .. كان يقترب منها وكانت الفتاة تلاحظ وكلما اقترب كانت تزداد خجلا لأنه يبتسم لها لدرجة ان فتاة تقف بالقرب منها لاحظت نظراته لفاطمة .. تعجبت هذه الفتاه وذهبت لفاطمة وسالتها عن سبب الأبتسامة والنظرة الغريبة لهذا الرجل الذي يبدو عليه انه اكبر سنا منها بفارق كبير .. مالت زميلتها على فاطمة وقالت لها بصوت منخفض عن اسمه وابلغتها انه متزوج وطلق زوجته منذ وقت قريب .. انقبض قلب فاطمة واسرعت الى الخارج لكنه لم يتركها وظل يسير خلفها وحاول ان يتحدث معها لكنها لم تجاريه فى الكلام وخاصة انها من منطقة شعبيه والجميع يعرف بعضه فيها . لم ينس احمد ذلك الرجل الذي اعجب بالفتاه الهادئة ولأن له طفل يريد ان يجد له احد يرعاه اثناء ذهابه لعمله .. بدأ يتردد احمد على منزل الفتاه ويجلس على المقهى القريب منه .. يراقبها .. وفى احدى المرات لمحها تخرج بمفردها متوجهة ناحية السوق .. اسرع الخطى وطلب منها الحديث معها وعرض عليها امر هام .. بخجل شديد رفضت الفتاه فى البداية لكنها فكرت لفترة بسيطة ثم ابدت موافقتها وهنا فاتحها احمد فى الارتباط بها وانه معجب بها وان حياتها سوف تتغير معه الى الأفضل وانه رغم تجربته فى الزواج السابقة الا انه رجل لا يحب المشاكل لكن زوجته هى التى دفعته لطلاقها . طلبت فاطمة منه ان يعطيها مهلة من الوقت حتى يفكر وبالفعل مر الوقت واتصل بها هذه المرة وقابلته بعد ذلك واخذت تتعرف عليه عن قرب الى ان طلبت منه ان يتقدم لوالدها لطلبها للزواج وبعد سؤال الأسرة عنه تمت الزيجة وذهبت فاطمة الى منزل زوجها وكان طفله الصغير ابن العامين اثناء هذا مع والده وحلت فاطمه مكان امه . الزوجة الثانية ! لم تقصر فاطمة فى تعاملها مع الطفل واهتمت به .. كما كانت تراعى زوجها ومطالبه ولم تتأخر عنه .. حياة سعيدة شعر فيها الزوج احمد باختلاف بعض الشيء عن حياتة السابقة مع زوجته .. مرت الشهور وكان الزوج سعيد بزوجته الى ان بدأ الزوج يغير تعامله مع زوجته فاطمة .. شعر انها ليست الزوجة التي تمناها وانه اخطأ حينما فكر فى الزواج منها لكنه فى نفس الوقت لا يريد ان يفترق عنها فهى تخدم ابنه وتؤدى بعض مطالبه .. فى احد الأيام التقى الزوج بمطلقته .. ارادت ان تطمئن منه على طفلها .. تحدثت بعض الوقت معه .. شعر الزوج ان زوجته هى امرأة بمعنى الكلمة وهناك فارق كبير بينها وبين فاطمة الهادئة طول الوقت ولا تتحدث ومستسلمة وكأنها تعمل خادمة .. بدأ عقل الزوج يفكر مرة اخرى فى اعادة زوجتة الأولى وخاصة انها كانت تعامله بطريقة مختلفة عما كانت تعامله بها قديما .. استطاعت ان تمتلك قلبه مرة اخرى .. بدأ يقابلها بحجة طفلهما محمد لكن الزوج يريد ان تعود له وكذلك هى ايضا يراودها نفس المشاعر .. وبالفعل اتفق الأثنان على هذا وتحدثا فى امر فاطمة فأقنعها انها ستكون مجرد زوجة ثانيه وانها بنت مسالمة وستكون معك ليست ضره ولكن اخت صغرى لك .. وافقت الزوجة واستطاع الزوج ان يقنع فاطمة التى رفضت فى البداية .. وعاد الزوج لزوجته وبدأت حياة جديدة . حروب الضرتين ! ------------------ احساس غريب بدأ يسيطر على فاطمة بعد ان عادت الى ضرتها الى زوجها .. شعرت كأنها غريبة وكأن هذا المنزل التى كانت تصول وتجول فيها بمفردها اصبح بيت غريب عنها .. وكأنها الليلة الأولى التى تقضيها فيه .. احساس مريب جعل فاطمة تعيش مع نفسها .. اصبحت لا تتكلم مع احد .. على الناحية الأخرى كانت ضرتها هى الحاكم بأمره فى البيت .. صوتها عال تأمر ممسكة بزمام الأمور بيدها المصاريف .. هنا استشاطت فاطمة غضبا . كانت تنظر لهما نظرات غيرة وكراهية .. الزوج اصبح لايهتم بها .. يعاملها وكانها قطعة اثاث .. كان لسان حالها يقول " تزوجتنى حينما كنت تريدنى والأن تخليت عنى " .. كانت تنظر له على انه خائن العشرة .. ولا امان له .. بدأت تغير تعاملها مع زوجها .. ابتعدت عنه .. وبدأت تتشاجر معه على اتفه الأسباب .. فى الايام الأخيرة نشبت بينهما مشاجرات عديدة . كانت فاطمة تكن حقدا وكراهية داخل قلبها ناحية زوجها وزوجته واولاده .. شعرت انه تلاعب بها .. وفى احد الأيام الذي خرج فيه زوجها وزوجته وتركا طفلهما الصغير الذي يبلغ من العمر اربعة سنوات فى المنزل لشراء بعض الاحتياجات .. راودتها فكرة شيطانيه وهى ان تحرق قلب زوجها وضرتها على طفلهما الصغير .. وبعد خروجهما اقتربت من الطفل واخذت تلعب معه .. واثناء ذلك امسكت بالأيشارب ولفته حول عنقه وظلت تضغط حتى سقط الطفل على الأرض وفارق الحياة .. ثم حملته ووضعته على سرير زوجها وفرت هاربة . اعتراف و انكار ! ----------------------- تلقى المقدم محمد رضوان رئيس مباحث قسم شرطة المرج بلاغا من والد الطفل احمد يفيد العثور على جثة ابنه داخل شقته ويتهم زوجته الثانية .. على الفور قام الرائد شريف عتمان معاون مباحث المرج بتكثيف التحريات وتبين ان فاطمة . ن وراء قتل الطفل الصغير لتنتقم من زوجها . باعداد الأكمنة تم القبض على المتهمه وبمواجهتها اعترفت بأرتكابها الواقعة وتمت احالتها الى النيابة التى باشرت التحقيق ، التقينا بالمتهمة امام سراى النيابة كانت هادئة الطباع .. شاردة الذهن .. قالت بصوت هادئ : زوجى تزوجنى بعد ان طلق زوجته وكان يعاملنى بطريقة جيدة وبعد فترة فوجئت به يعيدها الى عصته ولم يكتف بذلك بل كان يسيء معاملتى .. خرج فى هذا اليوم وترك الطفل لكنى لم اقتله . صمتت فاطمة بعد ذلك ولم تتحدث وقالت " هذا كل ماعندى ..