نحن لم نتعلم جيدا من الأيام الخالية، فهناك عجلة مريبة تكتنف العملية الانتقالية الثانية، وقد عهدنا العجلة من الشيطان، وأزعم أن شيطانا من الخارج يضغط، وله في الداخل قرين يعجل، فكتابة دستور مصر بعد التجربة المريرة التي عشناها، ينبغي أن تأخذ وقتا كافيا للدرس والتمحيص والنقد الموضوعي حتي نصل إلي صيغة حضارية تتناسب مع الظرف التاريخي الذي نعيشه والمتغيرات الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية التي جعلت العالم كله يعيد حساباته ويجدد من حياته، ويعدل مساراته مهما كانت ومهما واجهها من صعوبات. وهنا يجب أن نقف قليلا أمام تشكيل اللجنة التي تقوم علي تعديل دستور 2102 حسبما قررت خارطة المستقبل، فقد جاءت علي عجل، وفيها وجوه متكررة في مجالس قومية صدر بها قرارات تعيين، وهذا يبعث في النفوس ريبة ما، ولعلها قد خلت في ذات الوقت من قامات دستورية لا ينبغي أبدأ أن تخلو منها لجنة مهمتها جسام وقوامها فورة شعب لم يرض عن سالفتها تلك اللجنة التي قامت علي المحاباة والمحاصصة المشبوهة. وبالرغم من وجود وجوه أخري كان لها علاقة بالماضي القريب والبعيد، إلا انهم قلة تميز أكثرهم خطراً باللعب مع طرفين في وقت واحد، والضلوع في اتصالات ساذجة مع الفاشلة في مؤسسة الرئاسة من قبل، ولقد كنت أفضل أن يتم انتخابات علي مستوي النخب بصورة مبتكرة لفرز أعضاء هذه اللجنة بما فيهم ممثلو الأزهر وممثلو الكنيسة، ربما كان لهذا أثره في مزيد من المصداقية، وكثير من الطمأنينة، وعلي أية حال فإني أخشي ما أخشاه علي عمل هذه اللجنة هي الشياطين التي تكمن في العجلة والتفاصيل، ولعلي أتخوف أكثر من الاندفاع المعهود لبعض الأعضاء الذين ساقتهم الصدفة أو المجاملة إلي قلب اللجنة، فنعيد ما وقع فيه السالفون من أخطاء أدت إلي ثورة الشعب عليهم. الرئيس المقدس أذكر أننا بعد ثورة يناير قفز كل من أراد علي الثورة مدعياً أنه من ثوارها، وبدأت الأحلام تداعب خياله فذهبت إلي تكوين ائتلافات وأحزاب، وانفتحت الأبواب علي مصاريعها تكون في ثوار علي ثوار وازدادت البطالة في مصر لأن عشرات الآلاف تركوا أعمالهم الهزيلة وراحوا وراء الأموال والكاميرات وصدارة المظاهرات والوقفات، أي فوضي وأي مرض عضال أصاب الوطن، قلنا سوف نغير الدستور لننزع عن أي رئيس قداسته التي كانت في الدستور السابق، لن يحكمنا الفرعون الإله مرة أخري.. ولكن هذا الزيف المكدس من الذين تكالبوا وهم ضعاف لا صلة لهم بالشارع المصري قد أعطي شرعية ما لرئيس أشد وأوسع صلاحية وديكتاتورية من ذي قبل، ألم أحدثكم آنفا عن ضرورة التؤدة في الأيام القادمة لكتابة دستور نقي مصفي من الهوي والمصالح المريبة. رسائل غاضبة إليهم رئيس جامعة الأزهر: هناك قيادات بالجامعة قامت بأعمال عدائية ضد الشعب المصري أثناء اعتصام رابعة ووجودها غير شرعي، وهم متهمون أمام النيابة بتهريب أدوية ومستلزمات طبية ملك الناس من مستشفيات الجامعة إلي أماكن الاعتصام، ومنهم من كان يقف علي منصة النهضة يسب شيخ الأزهر ويحرض عليه هل من اللائق ان يستمر هؤلاء في أماكنهم أم ان هناك خلايا نائمة تحميهم. الوزير إبراهيم محلب: المدن الجديدة تئن من ممارسات سابقة لرؤسائها وقيادات الصف الثاني فيها، وهناك عمليات انتقامية قام بها البعض تحت سمع وبصر الناس جميعا لإرغام المستثمرين صغارهم وكبارهم علي ترك هذه المدن، أين ثورتك يا رجل لتصحيح الأوضاع، وكشف هؤلاء الذين يلونهم من أهل المقطم. الوزير محمد ابراهيم »الداخلية»: قلبي معك، ولكن الله علي كل شيء قدير، وأذكرك بأن تنفيذ الأحكام متوقف منذ شهور، وهناك بسطاء يريدون أن يستردوا حاجتهم من المجرمين الذين سلبوهم إياها، لعل دعوة مظلوم منهم تنجيك مما هو قادم.