نقلت "فرانس برس" عن محللين ان "التغير المفاجيء" في توجه الرئيس الامريكي من الرغبة في "عقاب النظام السوري" علي استخدامه سلاحا كيميائيا - وهو ما كان أوباما قد وصفه ب"خط أحمر" ذ الي إحالة القرار بهذا الشأن الي الكونجرس، يجازف بإظهار أوباما ك"رجل متردد في ادارته النزاعات الدولية". ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن أخرين انه اذا لم يوافق الكونجرس علي شن ضربة علي سوريا فسيفقد أوباما مصداقيته الشخصية كما سيثير الأمر شكوكا حول قدرته علي إتخاذ قرار بهذه الأهمية، مما قد يشجع قادة دول معادية لواشنطن مثل سوريا وإيران وكوريا الشمالية علي الاستهانة ب"رئيس لا يستطيع ان يرفق قراراته بأفعال". وعلّق السيناتور الجمهوري البارز في لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ "ساكسباي تشامبليس" علي قرار أوباما قائلا "الزعامة تتعلق بالرد علي ازمة واتخاذ القرارات الصعبة والصارمة بسرعة". واعتبر المراقبون ان رفض الكونجرس لرغبة أوباما في عقاب نظام الأسد ذ قد يمثل "هزيمة نكراء" للرئيس الذي يسعي في ولايته الثانية للحفاظ علي نفوذه السياسي في واشنطن وسط أزمات عديدة تواجه إدارته، فضلا عن تعزيز الشكوك في نطاق النفوذ الأمريكي المعارض لاسيما في العالم العربي حيث توجد شكوك في قدرة اوباما علي القيادة بعد "رد مشوش علي التطورات في مصر". وأبقت الادارة علي مخرج بتأكيدها ان اوباما لم يتخل عن فكرة التحرك بقرار منفرد اذا قرر الكونجرس رفض تدخل. من جهتها أشارت صحيفة "لوموند" الفرنسية ان قرار أوباما "محفوف بالمخاطر" اذا انه تزامن مع إعلان دمشق عن تعبئة جيشها في مواجهة الضربة الأمريكية وكذلك التحذيرات التي أطلقتها ايران وروسيا لواشنطن في هذا الشأن. وإعتبر مراقبون ان الدعم الدولي الذي لم يتبلور بالصورة التي كان يأملها أوباما قد شكّل تحديا لتصميمه علي شن ضربة عقابية ضد الأسد.