الدكتور البرادعي من الشخصيات المصرية التي خدمتها الظروف في تولي منصب دولي مرموق كمدير تنفيذي لهيئة الطاقة الذرية. وهي تابعة للامم المتحدة وكان له دور بارز في هذه المؤسسة الدولية وكان له مواقف مثيرة مع السيد المدير السابق للمؤسسة السويدي هانز بليكس ضد الارادة الامريكية في التقرير الخاص بعدم امتلاك العراق لاسلحة دمار شامل والتي علي اثرها استقال هانز بليكس السويدي وتولي نائبه د. البرادعي ادارة المؤسسة واعيد انتخابه رئيسا بمباركة امريكية وضد ارادة مصر التي رشحت السفير محمد شاكر سفير مصر في لندن انذاك رئيسا للمؤسسة... وحصل ومؤسسته علي جائزة نوبل للسلام مناصفة وكرمته مصر بقلادة النيل أعلي الاوسمة المصرية التي لاتمنح الا لرؤساء الدول... وبعد انتهاء عمله عاد لمصر.... خاض مع المعارضة المصرية وبالتعاون مع الاخوان المسلمين معركة طويلة مع نظام حسني مبارك انتهت بسقوط نظام مبارك بعد ثورة الشباب في 25 يناير واصبح البرادعي من الرموز التي يحترمها قطاع كبير من الشعب المصري.... واعلن ترشحه للرئاسة ثم انسحب قبل بداية السباق... ثم قاد جبهة الانقاذ ضد نظام الاخوان وانتهي وسقط حكم الاخوان بثورة الشعب المصري ذات ال33 مليون في03/6 وتم تعيينه نائبا لرئيس الجمهورية منذ عدة اسابيع.... رغم اعتراض الكثيريين من الاحزاب المسماة بالاسلامية... وفي اول اختبار حقيقي بالامس حينما قررت الدولة شعبا ممثلة في حكومتها وبتفويض شعبي ( 40 مليون ) في62/7 بالقضاء علي الارهاب وتحجيم العنف في مصر..... وما ان بدأت الدولة المصرية الاعلان عن هيبتها وتنفيذ قرارها.... بفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة المسلحين والمهددين لحياة المصريين ومسيرة الدولة المصرية... وبمجرد اعلان البيت الابيض ادانته للعنف المستخدم ضد المعتصمين ومصر كلها تضع ايادييها علي قلوبها للحفاظ علي مسيرة ثورتها العظيمة... خرج علينا الدكتور البرادعي باستقالته من منصبه لاسباب واهية وغير مقنعة... قافزا من المركب في اول اختبار حقيقي لقدراته الوطنية علي تحمل المسئولية.....؟ اما الاستاذ الدكتور بطرس غالي احد عمالقة السياسة في تاريخ مصر واستاذها عمل مع الرئيس السادات وزيرا للدولة للشئون الخارجية في اصعب مرحلة كانت تمر بالدولة المصرية بعد زيارة السادات لاسرائيل وكان له دور بارز وعظيم في اتفاقية السلام كامب ديفيد 1979 واستمر يقاتل مع السادات معاركه الدبلوماسية بعد المقاطعة العربية ولم يقفز من المركب..... كما فعل المرحوم محمد كامل وزير الخارجية انذاك وصديق السادات... واطلقه السادات يجوب افريقيا وكل دول العالم دفاعا عن مصر ونال احترام العالم كله ولقبوه الافارقة بوزير خارجية القارة الافريقية.... واستشهد السادات وظل يعمل مع مبارك حتي عام 1991 الي أن رشحته افريقيا ومصر كسكرتير عام للامم المتحدة وتولي منصب الامين العام للامم المتحدة واستطاع ان يكتسب شعبية عالمية وارتفع شأن مصر في المحافل الدولية بهذا المصري الاصيل... وكرمته مصر بقلادة النيل كشخصية مصرية مرموقة وقام علي حل اعقد المشاكل في العالم واهمها البوسنة والهرسك وانقاذ رقاب الامريكان في الصومال وفك الحصار عن العراق من خلال برنامج النفط مقابل الغذاء الي ان وقعت الواقعة في لبنان وحدثت مجزرة قانا اللبنانية التي ارتكبتها اسرائيل للبنانيين بمعسكر لقوات الاممالمتحدة... وادان اسرائيل وبشدة وقام علي اذاعة التقرير المرعب للارهاب الاسرائيلي... والذي بسبب اذاعته استخدام الولايات المتحدة للفيتو..... علي تجديد تعيينه لفترة ثانية كما حدث مع جميع سابقيه ولاحقيه وضد ارادة المجتمع الدولي كله والذي ايد استمراره لفترة ثانية.... وخرج بطرس غالي من الاممالمتحدة مرفوع الرأس وتلهفت عليه المنظمات العالمية فتولي رئاسة منظمة الدول الناطقة بالفرنسية والمعروفة بالفرانكفونية وعاد الي مصر يحمل العزة والفخار لمصريته اينما حل... ولم تمانع هذه القامة العظيمة من قبول منصب رئيس جمعية حقوق الانسان المصرية.... وظل يعطي ويرفع شأن مصر في المحافل الدولية والمحلية حتي يومنا هذا عافاه الله وشفاه. ونأتي هنا لمربط الفرس... فيما اذا وضعنا البرادعي في كفة وبطرس غالي في كفة الميزان الاخري.... ماذ ستكون النتيجة.... هل يرفع الميزان كفة الواطي كما يقولون في المثل الشعبي.... ام ماذا سوف يحدث.... سوف اترك لك عزيزي القارئ... الحكم علي الرجلين... واذا اردت ان تسحب قلادة النيل من احدهما فمن ترشح لسحبها..؟ والسؤال الحرج الان... هل فعل د. البرادعي فعلته.... من منطلق وطني ام ارضاء للولايات المتحدة..... وهل يصلح د البرادعي للترشح لمنصب رئاسة الجمهورية في الفترة القادمة.... وهل وهل وهل وهل...... اترك ذلك لذكاء القارئ.