شهدت الساعات الماضية نشاطا دبلوماسيا مكثفا لوزير الخارجية نبيل فهمي وسفراء مصر في كل عواصم العالم لشرح حقيقة الأوضاع في مصر، حيث اجري فهمي اتصالات مباشرة مع نظرائه في عدد من الدول كما اجري سفراء مصر بالخارج لقاءات مع كبري وسائل الاعلام والمسئولين الحكوميين في العواصم العربية والافريقية والغربية. وأوضح السفير د.بدر عبدالعاطي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية ان الوزير وجه خطابات إلي وزراء خارجية دول العالم، عدا تلك الدول التي سحبت سفراءها من مصر، بهدف توضيح الصورة بالنسبة لأهم التطورات والتحديات التي يواجهها الشعب المصري في هذه المرحلة. وأوضح عبدالعاطي أن سفراء مصر بالخارج يقومون بتسليم تلك الخطابات التي صدرت خلال الساعات القليلة الماضية إلي وزارات خارجية دول العالم. وأوضح المتحدث الرسمي أن وزير الخارجية اشار في تلك الخطابات إلي التطورات المؤسفة التي شهدتها البلاد الجمعة الماضية وأكد الحرص الكبير علي ضبط النفس من قبل السلطات المصرية المعنية في مواجهة مجموعات إجرامية، وأضافت الخطابات ان هذه المجموعات مصممة علي ترويع المواطنين من خلال حمل السلاح واستخدامه بشكل عشوائي وإحراق المنشآت ونشر الذعر في ربوع الوطن. وأضاف فهمي أن المشاهد العديدة للأسلحة واستهداف المسلحين المنظم للمنشآت الحيوية وللمقار الإدارية للدولة فضلاً عن المؤسسات العامة إنما تكشف بجلاء عن مخطط يهدف إلي إخضاع الشعب المصري باستخدام العنف وإسقاط الدولة، وذلك في الوقت الذي تؤكد فيه الحكومة المصرية سعيها إلي إطلاق عملية سياسية شاملة تفضي إلي دولة حديثة وديمقراطية فعالة وضمانات حقيقية لحريات وحقوق كل المواطنين. وأكد فهمي أن الحكومة والسلطات الأمنية تعتزم التصدي لكل أعمال العنف بكل حزم مع ممارسة أقصي درجات ضبط النفس. وأعرب نبيل فهمي عن أسفه إزاء صمت المجتمع الدولي وتخلي بعض أطرافه عن مسئولياتهم الأخلاقية نحو إدانة الترهيب والترويع الذي تعرض له الشعب المصري، مشيراً إلي ان ما يراه المصريون من ازدواجية في المعايير ما بين التعامل الحاسم مع الإرهاب علي أراضي الدول الأخري، وما بين تجاهل تلك الدول أو صمتها عن تهديدات، مثل تلك التي تشهدها مصر، لأمن واستقرار الدول الأخري، مطالباً كل الأطراف الدولية بتبني مواقف واضحة وحاسمة تدين إرهاب كل الجماعات التي تمارس العنف ضد المدنيين في مصر أو التي تهدد باستخدامه. في ذات الوقت، أبلغ وزير الخارجية نظراءه التزام الحكومة المصرية بخارطة الطريق وبشمول العملية السياسية لكل التيارات التي لا تمارس العنف وتدعو إليه أو تتغاضي عنه أو تبرره بأي شكل، مضيفاً أن مصر ماضية في طريقها دون أن تثنيها محاولات ترويع أبناء شعبها عن إنجاز خارطة الطريق التي تؤمن للبلاد إرساء ديمقراطية حقيقية. كما أكد أن مصر لن تنسي في هذه اللحظة الفارقة من وقف إلي جوارها وكان خير سند لها كما ستكون كعهدها قوية في دفاعها عن أمنها. وفي السياق ذاته أجري نبيل فهمي وزير الخارجية حديثاً تليفزيونياً مع قناة سي بي إس الأمريكية، حيث انتقد التناول الإعلامي الدولي للأحداث الجارية في مصر، مؤكداً علي أهمية أن يستند هذا التناول إلي حقائق الأوضاع علي الأرض وأن يأخذ في اعتباره وجهتي نظر طرفي الأزمة القائمة، بما في ذلك ما شهدته البلاد من اعتداءات إجرامية وإرهابية ضد المواطنين المصريين ومبان ومنشآت الدولة ودور العبادة والمستشفيات، مشيراً إلي اندهاشه واستيائه من صمت المجتمع الدولي إزاء الأحداث التي شهدتها البلاد الجمعة الماضية والتي لا يمكن لأي دولة السماح بأن تحدث بها. وأكد فهمي مسئولية الحكومة في ضمان أمن المواطن المصري ومنشآت الدولة وتصديها بحزم لأي عمل يهدف إلي هز الدولة المصرية، مشيراً إلي أن التجربة الأمريكية ذاتها والتجارب الدولية الأخري تضمنت اللجوء إلي إجراءات استثنائية لدي تعرض أمن الدولة القومي إلي خطر. كما أشار وزير الخارجية إلي أنه ينعي جميع الضحايا الذين سقطوا جراء أعمال العنف التي شهدتها البلاد، مشيراً بشكل خاص إلي حادث مقتل 26 جنديا مصريا في رفح مشدداً علي أن الحكومة لن تقبل بترويع وترهيب المواطن المصري، وستواجه كل أعمال العنف بالقانون. وأوضح نبيل فهمي أن مصر قررت تشكيل لجنة خاصة لتقصي الحقائق حول كل الأحداث فيما بعد ثورة 30 يونيو. وقد أكد نبيل فهمي رفض مصر التلويح بقطع أو تعليق المساعدات الواردة من بعض الدول والأطراف الدولية المانحة، اتصالاً بالأحداث الجارية في البلاد، موضحاً أنه يتم مراجعة تلك المساعدات لضمان تحقيقها للمصالح القومية المصرية وتقدير مدي استفادة مصر من كل منها. وأشار إلي التزام الحكومة المصرية بتنفيذ خارطة الطريق للمرحلة الانتقالية، مشيراً إلي ان المرحلة الأولي من تلك الخارطة قد تحققت والمرتبطة باتخاذ إجراءات محددة فيما يتعلق بالتعديلات المقترحة علي دستور 2012 وأضاف أنه في الوقت الذي يتم فيه اتخاذ الإجراءات الضرورية لتأمين البلاد يتم النظر أيضاً إلي المستقبل من خلال تنفيذ خارطة الطريق المفتوحة للجميع دون إقصاء لأي طرف طالما التزم بالقانون ولا يتم ملاحقته قضائياً وينبذ العنف ولا يحرض عليه. ومن ناحية أخري أجري السفير باسم خليل سفير مصر في زيمبابوي حواراً مع صحيفة الهرالد الزيمبابوية وهي الأوسع انتشاراً في زيمبابوي وتلفزيونياً من القناة الرئيسية للتلفزيون الزيمبابوي تناول فيه الملابسات والأحداث التي أدت إلي ثورة 30 يونيو، مشيراً إلي خروج حوالي 30 مليون مصري إلي الشوارع للمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في ضوء التدهور الشديد الذي اصاب كل القطاعات في مصر، كما عبر "خليل" عن استياء مصر حكومة وشعباً من قرار مجلس الأمن الافريقي بتعليق أنشطة مصر في الاتحاد الأفريقي. وقابل "خليل" القائم بأعمال مدير إدارة أفريقيا بالخارجية الزيمبابوية حيث أكد علي ان ثورة يناير ثورة شعبية بجميع المقاييس كما ألقي الضوء علي ملامح خارطة الطريق والجدول الزمني المطروح لإجراء استفتاء علي الدستور الجديد وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال الستة شهور القادمة. صرح بذلك المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير بدر عبدالعاطي واشار الي أن وزير خارجية المغرب استقبل السفير أبو بكر حفني محمود سفير مصر في الرباط حيث سلمه "حفني" رسالة من وزير الخارجية نبيل فهمي، وأعرب السفير المصري عن شكر وامتنان الحكومة المصرية لدعم جلالة الملك محمد السادس والحكومة المغربية والتنسيق المتواصل بين الجانبين في المحافل الدولية لا سيما في إطار الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية، كما أوضح "حفني" تطورات الأوضاع السياسية في مصر والتوجه الديمقراطي مؤكداً الالتزام بخارطة الطريق وصياغة دستور جديد يشارك فيه جميع القوي السياسية وأن العملية السياسية في مصر تسير دون إقصاء لأي طرف طالما لا يمارس العنف أو يدعو إليه، ومن جانبه أعرب وزير الخارجية المغربي عن أطيب امنياته ان تجاوز مصر وشعبها الازمة الحالية مؤكداً أنه سينقل الرسالة إلي جلالة الملك محمد السادس الذي يولي اهتماماً خاصاً بالأوضاع في مصر لما تمثله من ثقل في قلب الأمة العربية. وأجري السفير محمد عبدالحكم، سفير مصر في براج عدداً من الاتصالات والمقابلات شملت كلا من مدير مكتب رئيس الجمهورية التشيكي للشئون الخارجية ومدير عام وزارة الخارجية ومدير إدارة الشرق الأوسط بالخارجية، ومدير مكتب رئيس جمهورية الجبل الأسود، التي تختص سفارتنا في جمهورية التشيك بالتمثيل غير المقيم لديها، حيث استعرض "عبدالحكم" حقيقة تطورات الأوضاع في مصر واعمال العنف والحرق والتخريب التي تمت ضد المنشآت المصرية العامة والخاصة والمواطنين الأبرياء ودور العبادة الاسلامية والمسيحية والمستشفيات وبعض مقار المحافظات. وفيما يتعلق بتحذيرات وزارة الخارجية التي نصحت فيها بعدم السفر إلي مصر، أكد "حجازي" أنه لم يتم التعرض لأي سائح أجنبي في مصر لأسباب سياسية طيلة الفترة الماضية، داعياً السياح الألمان للقدوم مرة أخري لمصر خاصةً إلي الشريط الساحلي في منطقة البحر الأحمر الذي يتسم بالأمان والاستقرار، وإلي مدينتي الأقصر وأسوان، مؤكداً التزام الحكومة بحماية السياح الألمان. كما التقي محمد مصطفي كمال سفير مصر في باريس مدير مكتب وزير الخارجية الفرنسي، حيث سلمه الخطاب الموجه من وزير الخارجية نبيل فهمي إلي نظيره الفرنسي لوران فابيوس، بشأن تطورات الأوضاع في مصر والرفض المصري لأي محاولات لتدويل الشأن الداخلي المصري. وعبر السفير للمسئول الفرنسي عن الإحباط الشديد الذي أصاب الشعب المصري وقيادته جراء التحركات الدولية الأخيرة، ورفض مصر لوضع قوات الأمن التي تدافع عن كيان الدولة علي قدم المساواة مع المجموعات الإجرامية التي تستهدف أسس الدولة المصرية. وشدد "كمال" علي أن مصر تنتظر من أصدقائها خاصة القدامي أن يقفوا إلي جانبها في هذه الظروف، وأن يلتزموا بالمباديء التي طالما دافعوا عنها، وأن يدينوا بشكل واضح لا يحتمل اللبس الاعتداءات الإجرامية التي يتعرض لها الشعب والدولة المصرية، خاصة أن المصريين الذين خرجوا بالملايين في 30 يونيو يشعرون بإحباط شديد مما يرون أنه تشجيع دولي لقوي التطرف. من جانبه أوضح هشام الزميتي سفير مصر باليابان ان فض اعتصامي رابعة والنهضة جاء بعد ان اتخذت الحكومة المصرية المؤقتة كل الاجراءات القانونية اللازمة لفض المعتصمين المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي وبعد ان تبين عدم سلمية تلك الاعتصامات التي جاءت بهدف زعزعة الأمن القومي المصري وجذب انتباه المجتمع الدولي حيث ان المحتجين هاجموا عددا من المباني الحكومية والمنشآت العامة ودور العبادة.