العالم كله يخطط للمستقبل الا في بلادنا ننتظر الأزمات لحلها ، حتي تقع الكارثة التي لا حل لها ، فيشل تفكير المسئولين .. ويغرق الشعب .. وتتوقف الحياة .. فهل ننتظر اليوم الذي تتوقف فيه حركة الشوارع وتصطف ملايين السيارات لتغلق كل منافذ العاصمة ؟ .. اذا استمر ثبات القائمين علي شئون القاهرة ، فأبشروا بوجود القاهرة في موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأكبر جراج في العالم !! الأزمة الأزمة في مصر هي عدم تخطيط مستقبلي ، فشوارع القاهرة بمساحاتها المختلفة معروفة لدي محافظ العاصمة وادارة المرور والمحليات وهيئة الطرق ، وغيرها من الهيئات الحكومية المعنية بالموضوع ،وهذه الجهات مسئوليتها التخطيط للمستقبل لتفادي حدوث أزمات ، ولذلك كان الازدحام المروري المضطرد يشكل عبئا كبيرا وشللا في بعض أوقات الزروة ، وكل حكومة تحاول حل المشكلة وليس القضاء عليها والتخطيط لتفادي حدوثها في المستقبل ، ففي عهد الرئيس السادات تم انشاء كوبري أكتوبر لربط القاهرة بالجيزة من الشرق في مدينة نصر وحتي الغرب في الدقي والمهندسين ، وساهم الكوبري في حل مشكلة المرور والازحام علي كوبري الجلاء وقصر النيل والجامعة وعلي شوارع وسط البلد وغيرها ، وفي عهد مبارك تم انشاء مترو الانفاق ليخفف بشكل كبير الأزمة خاصة وأن عدد السيارات وصل في أواخر عهده لأكثر من اثنين ونصف سيارة ، وكان هناك تخطيط أخر متمثل في الامتداد العمراني شرقا وغربا وانشاء مدن جديدة تصل العاصمة بمحاورمثل الدائري و26 يوليو وغيرها ، وخففت هذه المحاور من الزحام داخل العاصمة ولكنها لم تقضي علي المشكلة لأن أعداد السيارات في ازدياد بشكل كبير وأوشك أن يصل الي ثلاثة ملايين سيارة لأن التغيير في معدلات الزيادة السنوية بأعداد السيارات حسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء وصل في القاهرة لحوالي 30 % ، وهذا المعدل الضخم هو الذي جعل المحاور تتوقف في ساعات الذروة مع خروج الموظفين وعودة العمال من المصانع ، وكان الاعتقاد أن وجود قوانين لتغليظ العقوبة علي مخالفات الانتظار في الممنوع وتعطيل المرور سيحل بعضا من المشكلة ، ولكن لم يحدث اقتراحات وطرح بين الحين والأخر اقتراحات للقضاء علي المشكلة منها تسيير السيارات التي تحمل أرقام زوجية في يوم ، والسيارات ذات الأرقام الفردية في اليوم التالي ، وبالتبادل ، وهي فكرة لم تجد قبولا لعدم السيطرة عليها ، وتغيير اللوحات المعدنية من أرقام ومحافظات الي أحرف وأرقام وكان هناك اقتراح بعدم الترخيص للشخص أو الأسرة التي تقيم في مسكن واحد الا بسيارة واحدة فقط ، وهذا الاقتراح تبخر لاعتراض الجميع عليه وتم مناقشة فكرة الغاء تراخيص السيارات القديمة من المرور في شوارع القاهرة لعدة أسباب : الأول انها تتعطل كثيرا وتسبب مشاكل في المرور وخاصة أعلي الكباري وفي الشوارع الضيقة ، ثانيا للحفاظ علي البيئة من التلوث ، وكان الاختلاف علي سنة الموديل هل الثمانينات أم التسعينات ، ثم انتهي الموضوع بمشروع استبدال التاكسي الحديث بالقديم واذا نجحت التجربة يتم تطبيقها علي السيارات الملاكي أفكار غير تقليدية أعتقد أن القاهرة الكبري تحتاج لأفكار غير تقليدية وجريئة ، خاصة وأن سكان القاهرة يحصلون سنويا علي ثلث السيارات المباعة حديثا في مصر ، ومعني هذا أن القاهرة يدخلها سنويا 100 ألف سيارة جديدة تضاف للعدد الموجود ، واذا استمر الحال فلن نجد الشوارع التي نسير فيها بعد أن تصبح كلها جراج ، ولذا امام المسئولين عدة اقتراحات أعرضها لهم وقف استيراد سيارات جديدة لمدة عام علي الأقل ، نتمكن فيه من اعادة التخطيط ووضع قوانين منظمة عدم تجديد الترخيص للسيارات الأقل من موديل 1995 علي الأقل في القاهرة الكبري تحديد مواقف خاصة للميكروباص بعيدا عن وسط القاهرة والأماكن المزدحمة عدم مرور أتوبيسات النقل العام في شوارع وسط القاهرة والأماكن التي يوجد بها مترو الأنفاق مضاعفة الضريبة عشرة أمثال علي السيارة الثانية لمالكها تجريم سير التوتوك وماشابه في شوارع القاهرة الكبري ، بمصادرة المركبة والسجن والغرامة لمن يقودها