أشرت بالمقال السابق عن أهمية الملتقيات الفنية والثقافية بين مصر ودول العالم والتي تتلخص في تعميق العلاقات الثقافية بل والسياسية بين مصر وهذه الدول وفتح آفاق جديدة من خلال تبادل الرؤي الفكرية.. اضافة إلي التعرف عن قرب لهذه الثقافات والاطلاع علي حضارة كل مجتمع، وتأهيل الذاكرة البصرية إلي تدوير وفتح نوافذ جديدة للابداع الفني، وقد نهجت وزارة الثقافة الصينية منهجا جديدا لاختيار الفنانين العرب تحت شعار جديد وهو »ورشة عمل لأشهر الفنانين العرب في الصين ويتم الاختيار بعيدا عن المؤسسات الرسمية والتي غالبا ما تقوم بالترشيح غير المناسب والذي يتناقض مع رؤيتهم لاستضافة فنانين عرب يتميزون بشهرة كبيرة ومتفردين في اسلوبهم الفني، وهذه الدورة الرابعة تعد الأولي تحت هذه الرؤية، وجاءت خلفية الموضوع طبقا للبرامج الثقافية التي وضعتها وزارة الثقافة في الصين لعام 3102 فقد تحدد أن تعقد الدورة الرابعة للورشة الفنية في شهر اغسطس ولمدة 12 يوميا بهدف تنفيذ خطة عمل منتدي التعاون العربي الصيني، وأيضا تعزيزا لتعاون وتنمية التبادل الثقافي بين الدول العربية والصين، بالاضافة إلي تعزيز التواصل بين الفنانين العرب ونظرائهم في الصين، ويتضمن البرنامج الاقامة لمدة اربعة أيام في العاصمة بكين لزيارة مواقع التراث الثقافي وصالات العروض الفنية والمتاحف، والمؤسسات الفنية المحلية وأكاديميات الفنون، ولن يكون هناك ترتيبات للابداع الفني خلال تلك الفترة، وسوف يتم عقد مقابلات تليفزيونية مع القناة الصينية التي تبث برامجها باللغة العربية، وكذلك محطة اذاعة الصين الدولية، ثم يتوجه الفنانون المشاركون إلي مدينة «زينجيابخ» ليمكثوا فيها 71 يوما ويتاح للفنانين الفرصة لعمل رسوم سريعة عن الطبيعة الفريدة والمشاهد الثقافية والعادات المختلفة المرتبطة بالاجناس المختلفة، كما سيكون هناك تبادل فني بين المشاركين وأكاديميات الفنون والفنانين الصينيين في المقاطعة، ويتم اقامة معرض للأعمال الفنية في مدينة أورومكي في مقاطعة زينجبيانج من 2: 7 سبتمر 3102، وفي مدينة «ينشوان» في مقاطعة نينجتريا في الفترة من 21: 61 سبتمبر وهذا العرض يأتي في إطار الأسبوع الثقافي الدولي الموازي للدورة الأولي لمعرض اكبو الصين والدول العربية، والمعرض الثاني تحت شعار «نظرة علي الصين.. الصين في عيون أعمال أشهر الفنانين العرب». ومن المهام الإعلامية المخطط لها مسبقا وهي متابعات عن قرب من وسائل الإعلام المختلفة لنقل نبض الحدث إلي المتلقي الصيني.. ويعد ذلك توثيقا لهذه الفاعليات كذاكرة حية للمشروع الذي بدأ منذ سنوات ويتم تطويره بشكل مستمر ليحقق الأهداف المرجوة والمثبتة في فلسفة هذا النشاط الابداعي، ومن النتائج المستهدفة لهذه الورشة الفنية بالاضافة إلي اقامة المعرضين وسيقوم كل فئات بكتابة تقرير عن رؤيته يلخص فيها الفكرة التي كونها عن هذا الحوار المباشر وعن التبادل والتفاعل خلال الورشة، ويمكن أن تكون هذه التقارير في صورة يوميات يسجلها كل فئات خلال هذه الفترة، كما أن جميع الأعمال الفنية سوف تصبح مقتنيات دائمة في وزارة الثقافة الصينية، وعلي كل فنان تقديم ثلاثة أعمال فنية علي الأقل يهديها إلي الحكومة الصينية من أجل معرض «نظرة علي الصين - الصين من خلال أشهر الفنانين العرب» والذي سوف يقوم بجولة في الدول العربية بعد عام 4102 كمتابعة لورشة العمل.