تنظم وزارة الثقافة بالصين ورشة فنية كل عام خاصة بمشاهير الفن التشكيلي بالدول العربية فقط وقد عقدت الدورة الأولي تحت شعار »إحساس الصين«.. في بكين العاصمة وجي يانج بمقاطعة خانغ جو في شهر يونيه عام 9002 وشارك فيه أشهر الفنانين من سبع دول عربية هي »المملكة العربية السعودية - اليمن - مصر - فلسطين« وغيرها حيث تميزت هذه الدورة بتنوع الأعمال الفنية والعمق التعبيري والرقي، حسب ما جاءني بتقرير معلومات من المركز الثقافي الصيني بالقاهرة، وأقيم معرض لأعمال الفنانين واستطاع أن يحقق نجاحا باهرا، بل ونال استحسان واشادة الأوساط الفنية والثقافية في كل الدول العربية بعد العرض بالصين، وعقدت الورشة الفنية الثانية لمعرض الرسامين العرب بالصين تحت نفس الشعار »احساس الصين« خلال شهر يوليو 1102 وتم اختيار مدينة نينغ شيا كمدينة مضيفة شارك فيها أشهر الفنانين من اثنتي عشرة دولة عربية وهي »الجزائر - عمان - الكويت - البحرين - تونس - جزر القمر - مصر - لبنان - العراق - الاردن - السودان - المغرب«. استمرت مدة عشرين يوما، زار فيها الفنانون أشهر الأماكن الاثرية وتعرفوا علي مجتمعات الفنانين التشكيليين ببكين، أقيمت في نينغ شيا العديد من الانشطة الابداعية مثل الرسم المحاكي للطبيعة والأغاني الشعبية، حيث تم التعمق في رؤية الجانب الغربي للصين من صحراء شاسعة والنهر الأصفر والاراضي الخصبة والمروج وغيرها من المناظر الطبيعية، بالاضافة إلي العادات والتقاليد الاجتماعية والحياة الثقافية وأساليبها المنفردة للقوميات الاقلية المسلمة بالصين، واستطاعت هذه الدورة الثانية تحقيق نجاح منقطع النظير، وخلال شهر اغسطس 2102 اتخاذا من نجاح الدورتين السابقتين أساسا متينا، تم عقد الدورة الثالثة لمعرض الفنانين العرب بالصين تحت نفس الشعار »إحساس الصين« بمدينة آي تشون بمقاطعة خاي لونغ جيانغ في دونغ باي، حيث تمت دعوة احد عشر فنانا من مختلف الدول العربية وهي »الجزائر - البحرين - العراق - الاردن - الكويت - المغرب - لبنان - عمان - فلسطين - سوريا - تونس« استمرت الفاعليات لمدة واحد وعشرين يوما في بكين العاصمة ومقاطعة خاي لونغ جيا نغ، قام فيها الفنانون بابداع ما يقرب من خمسين عملا فنيا، وعقد لهذه المناسبة الهامة مؤتمر صحفي بمكتبة مدينة أي تشون برعاية وزارة الثقافة المنظمة لهذا البرنامج السنوي، وكتقليد تم توجيه كلمة باسم وزارة الثقافة لأهمية هذا النشاط الذي يعمق العلاقة بين دولة الصين والدول العربية من خلال هذا التعايش والاحتكاك المباشر بالثقافة الصينية والفنون العربية، وأيضا كتقليد يتم تكريم الفنانين المشاركين بتسليمهم شهادات تقدير في حفل ثقافي واعلامي كبير، ويتم ذلك خلال فترة المعرض الذي يضم انتاج الفنانين، وأقيم عرض اخر لنفس الأعمال الفنية في قاعة العرض الغابة خلال شهر سبتمبر 2102 ولاقت اعجاب الجمهور والمثقفين لهذه الدورة الثالثة والتي كان لها اهتمام واسع في الصين والدول العربية، أما الدورة الرابعة اغسطس سبتمبر 3102 تمت دعوة كاتب المقال سأخص مقال الاسبوع القادم بالتفاصيل الهامة والتي تؤكد دقة التنظيم لتحقيق الاهداف المرجوة من هذه الخطة الثقافية السنوية، وبدون ادني شك هذه البرامج المتمثلة في عقد ورش فنية قد انتشرت علي مستوي العالم في شتي مجالات الفنون التشكيلية المختلفة.. وجد العالم المثقف في معظم هذه الدول بأن الفن والثقافة هما طرق ومجالات حية لتعميق وتوحيد القيم الانسانية الرفيعة والسامية بعيدا عن التعصب السياسي الذي يربك كثيرا من مجتمعات العالم والخاسر هم الشعوب فهذا التواصل بين فناني الدول العربية والاجنبية هو السبيل لتعاظم وحدة الشعوب وتبادل الثقافات المختلفة لتشكيل وجدان انساني يهدف إلي الرقي، وبناء ذاكرة ثقافية حضارية يستطيع من خلالها الانسان رسم صور لمشاهد المستقبل وتحقيق احلامه التي تسع الكون كله، وتحظي مصر بتنظيم نشاطين دوليين منذ عقود وهما »ملتقي أسوان الدولي للنحت« وملتقي الأقصر الدولي للتصوير، وبعض الملتقيات الدولية في النحت في المدن الجديدة ولكن توقفت يتمني نهر الفن بأن تستمر لأهميتها القومية والعالمية..