على هامش مهرجان "ألوان آسفي الدولي للفنون التشكلية"، ألتقت "شبكة الإعلام العربية محيط" في المغرب بالفنان نور الدين تباعي الذي يقيم عددا كبيرا من الملتقيات التشكيلية والثقافية على مدار السنة، بموجب ملتقى كل شهر في جنوب المغرب. حكى تباعي ل"محيط" أن البداية في ذلك كانت بترميم قصبة – قبة - قديمة جدا في منطقة وادي الورود، والتي كانت على شكل خربة، قام الفنان بشراءها، ثم أتم ترميمها بمشاركة فنانين من دول مختلفة، وتم تحويلها إلى محترف فني دولي. وكانت المشكلة في البداية أن الفنانين الذين يشاركون في الملتقى كانوا يضطرون إلى المبيت في مسكن الفنان تباعي، ومن هنا كان الأمر يستلزم توفير إقامة للفنانين، وهذا ما عمل عليه الفنان خلال السنوات الماضية؛ حيث تم تحويل القصبة القديمة جدا إلى محترف فني وسياحي في نفس الوقت، يقام فيه كل الملتقيات التي يقيمها الفنان على مدار العام. أما عن دور وزارة الثقافة المغربية في هذا الأمر، فقال تباعي أنه قام بترميم القصبة بمجهود شخصي؛ لأن وزارة الثقافة تمتلك ميزانية محدودة لا تكف لترميم كل هذه الأماكن، بالإضافة إلى أنها لا تهتم بمثل هذه المشاريع وخصوصا التي يمتلكها أشخاص وليست الوزارة. ومن هنا بدأ الفنان مشروعه السنوي؛ حيث قام بتنظيم لقاءات سنوية دولية لهذا المحترف، وذلك بعد أن استمر أسبوعيا في بدايته كمجموعة لقاءات غير رسمية، وبعد ازدياد عدد المشاركين فيه أصبح ملتقى "قصبة الفنان الدولي"، شارك فيه كبار الفنانين من جميع الدول، كما تقيم القصبة ملتقى دولي كل شهر؛ حيث يتم اختيار موضوعا واتجاها فنيا معينا لكل شهر، فتارة يكون ملتقى للتصوير، وتارة أخرى للنحت، وغيرها للخط العربي وهكذا... ولكن أهم هذه الملتقيات المحترف الدولي الذي يقام في شهر سبتمبر ويستضيف كبار الفنانين. وأفاد تباعي بأنه يقام أيضا في القصبة ملتقيات في الموسيقى، المسرح، الشعر، الأدب، وجميع الفنون. وضمن فعاليات المسرح تم اقتراح ورش مسريحة تقوم بها أحد أساتذة المسرح في فرنسا. أما عن الملتقى الكبير والذي يقام في شهر سبتمبر من كل سنة، والذي يستمر قرابة شهر، فسوف يجمع هذا العام بين المسرح والموسيقى والفن التشكيل، في حوار مستمر بين الثلاثة مجالات لينتج عملا مشتركا فيما بينهم. وأوضح تباعي ل"محيط" بأن آخر ملتقى دولي قام به في القصبة كان في شهر أكتوبر الماضي، والذي حقق صدى كبير، وكان بحضور 18 دولة، لكن للأسف لم يشارك أي فنان مصري في هذا الملتقى. كما أقيم عدة ملتقيات صغيرة بعد هذا الملتقى، آخرهم كان منذ أسبوعين، وكان يشارك فيه فنانين فرنسيين عملوا خلاله على عدة موضوعات مختلفة. أما عن الملتقى القادم فسوف ينطلق بعنوان "ملتقى الورود"؛ وذلك بمناسبة أن المنطقة التي يقام فيها معروفة بالورود، وسيكون أيضا في "قصبة الفنان" في "قلعة مجونة" بأقليم "تنغير" بجنوب المغرب، وسيعمل الفنانين التشكيليين على تيمة الورود، كما سيقام معرضا كبيرا عن الورود، وسوف يبدأ هذا الملتقى في 6 مايو المقبل ويستمر حتى 12 مايو، وسيشارك فيه 25 فنانا من دول مختلفة. وسوف يقام بعده محترم للخط العربي، ثم ورشة للصناعة التقليدية للورق سيقوم بها فنان فرنسي. وفي 28 سبتمبر المقبل وحتى 5 أكتوبر سينظم الملتقى الدولي الثاني لقصبة الفنان، وسوف يشارك فيه نحو مائة فنان تشكيلي من 34 دولة، مع حرصه على المشاركة المصرية في هذا الملتقى. ومن جانب آخر تحدث الفنان نور الدين تباعي عن مهرجان "ألوان آسفي الدولي للفنون التشكيلية"، الذي انطلق مؤخرا في مدينة "آسفي" بالمغرب، وشارك فيه الفنان بلوحتين في المعرض بقصبة "السلطان"، ورسم جدارية في إحدى المناطق العامة بآسفي. وقال ل"محيط" أن هذا المهرجان يعد مبادرة طيبة من مجموعة من الفنانين والمنظمين الشباب، الذين قاموا بجهدا كبيرا واستطاعوا حل المشكلات التي تواجه الدورات الأولى من المهرجانات الدولية، ضمنها توفير إقامة للفنانين، والتنسيق مع وزارة الثقافة وغيره، لكن الملتقى حقق ما سعى إليه من الاحتكاك المباشر بين الفنانين من دول مختلفة، وإقامة المعرض ورسم الجداريات، ولكن بالنسبة كمهرجان في دورته الأولى كان هناك بعض الملحوظات البسيطة في التنظيم، ضمنها ضرورة توفير ترجمة فورية لأن الفنانين المشاركين كانوا من دول مختلفة منهم الإيطالي والإنجليزي والفرنساوي والعربي، بالإضافة إلى الالتزام بالمواعيد المحددة في البرنامج، لكن المهرجان بشكل عام بدى رائعا وحقق نجاحا كبيرا. يذكر أن الفنان نور الدين تباعي، فنان تشكيلي مغربي درس تواصل مهني بكلية الآداب، وتخرج من مركز الفنون التشكيلية، ويعمل حاليا كأستاذ لمادة الفنون التشكيلية في "قلعة مجونة". يمارس الفن التشكيلي منذ 14 عاما، وعرض أعماله في المغرب ومجموعة من الدول العربية والأوروبية.