ساد امس هدوء حذر في تونس بعد ساعات من مواجهات وقعت بين مئات الإسلاميين من أنصار حزب النهضة الحاكم، وآلاف المحتجين المعتصمين في أعقاب اغتيال السياسي المعارض "محمد البراهمي". وذكر مصدر أمني انه تم فجر امس رفع الخيام وإخلاء ساحة "باردو" أمام المجلس الوطني التأسيسي، حيث تجمع أمس آلاف المحتجين للمطالبة بحل المجلس وإسقاط الحكومة التي يقودها الإسلاميون وذلك "بعد مواجهات وقعت في ساحة الاعتصام. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع بكثافة لفض الإعتصام. وفي سيدي بوزيد مسقط رأس البراهمي أفاد شهود ان الشرطة اطلقت الغاز المسيل للدموع في ساعة متأخرة من مساء امس الأول لتفريق احتجاجات عنيفة في البلدة. جاء هذا في حين أعلن شركاء حزب "النهضة" الإسلامي في الحكومة الائتلافية التونسية أنهم يجرون محادثات للتوصل لاتفاقية جديدة لاقتسام السلطة في محاولة لإحتواء الاضطرابات الذي زادت حدتها في أعقاب اغتيال البراهمي. وقال "مفدي المسدي" المتحدث باسم المجلس التأسيسي المكلف بإعداد دستور جديد للبلاد أنه يتوقع التوصل لاتفاق خلال الساعات المقبلة. وأوضح لمحطة إذاعة محلية أن الاتجاه الآن نحو توسيع قاعدة السلطة. وحث رئيس المجلس التأسيسي النواب الذين انسحبوا من المجلس علي العودة للعمل في هذا الوقت العصيب لاستكمال الدستور. وارتفع عدد المنسحبين من المجلس ليصل الي 52 عضوا من أصل 217 عضوا. وأضاف انه سيتم الاتفاق علي الدستور في اغسطس وسينتهي المجلس من عمله في 23 أكتوبر. وقال "خميس كيسلة" عضو حزب نداء تونس في مؤتمر صحفي ان الاعضاء المستقلين سيبدأون اعتصاما للمطالبة بحل الجمعية وتشكيل حكومة انقاذ وطني وهي افكار رفضها رئيس الوزراء علي العريض. وكانت وزارة الداخلية قد نفت من جانب اخر وجود جهاز أمني موازٍ بالوزارة تابع لحركة النهضة الاسلامية الحاكمة التي تتهمها المعارضة ونقابات أمنية ب "اختراق" الوزارة.