الميديا الامريكية تبدو في اغلب توجهاتها متسقة مع مخططات مؤسسة الرئاسة الامريكية في المنطقة العربية .. وآخر ما تروج له مثلا صحيفة »نيويورك تايمز» الأمريكية، أن مصر أصبحت ساحة لنفوذ الدول العربية المتنافسة بعدما تعهدت السعودية والإمارات بتقديم 8 مليارات دولار في صورة أموال نقدية وودائع إلي مصر وهو القرار الذي يهدف ليس فقط الي دعم حكومة انتقالية «هشة» حسبما تقول الصحيفة، لكن أيضا إلي تقويض منافسيهم الإسلاميين وتقوية حلفائها في الشرق الأوسط الجديد المضطرب. ولا تري الصحيفة ان هذه المساعدات ربما تقوض المعونة الامريكية لمصر التي تؤثر علي متخذ القرار المصري.. ولا تري ان ما خبل الرئاسة الامريكية خروج مصر من مخطط الصراعات الطائفية الذي خططته وهندسته المؤسسة الامريكية لإدخال المنطقة تحت مظلة حكم طائفي يؤجج صراعا شعبيا يصب في مصلحة اسرائيل وجعلنا سوق نخاسة لأمريكا. لماذا لا تري الميديا الامريكية ان خروج الملايين دفع الجيش بالإحساس بالخطر الحقيقي علي الامن القومي فخرج تلبية لنداء الشعب وركلة لمؤخرة المخطط الأمريكي بالمنطقة وبالربيع العربي المزعوم. وفي تقرير اخير لمعهد ستانفورد تناقلته وكالات الانباء ومواقع التواصل الاجتماعي جاء فيه.." يبدو أن رجل المخابرات الشاب الذي أصبح أشهر جنرال في العالم خلال الايام الماضية ويحمل اسما سهلا علي الأذان الغربية بخلاف الكثير من الأسماء في منطقة الشرق الاوسط المضطربة. «الجنرال السيسي» وجه ركلة قدم قوية للمؤخرة الرخوة للمخطط الامريكي لتبدأ رحلة الانحصار الامريكي من منطقة الشرق الاوسط والتي يبدو انها ستكون أكثر فداحة وخطرا علي أمريكا من الضربات القاضية والموجعة التي سددها لهم جمال عبدالناصر.