القلب يعتصر خوفا علي ما آلت إليه أحوال الوطن.. اشعلها نيرون وأكثر من نيرون، واستحل المصري دم المصري رغم دعوات فضيلة شيخ الازهر الدكتور أحمد الطيب.. وكانت قمة المأساة الهجوم الارهابي علي مقر الحرس الجمهوري وسقوط عشرات القتلي ومئات المصابين.. والمؤسف حقا قيام الارهابيين باختطاف جنديين من داخل سيارة تحت علم القاعدة.. وكان المشهد الحزين إلقاء الشباب من فوق أسطح العمارات بدعوي الجهاد.. جهاد ضد من؟ ضد شعب وجيش مصر. وكان يوم 03 يونيو فارقا في تاريخ هذا الوطن، فقد استرده شباب من الماس، صنعوا ثورة يناير، واستفادوا من أخطائهم بعد أن تركوا الميدان لغياب القيادة إلي أن كانت العناية الإلهية التي تدخلت في الوقت المناسب لتقول للأباطرة عام واحد يكفي.. لقد فشلتم في إدارة شئون البلاد خارجيا، وداخليا.. أصبحنا نعيش في وطن ممزق، ومعاناة معيشية تجاوزت كل الحدود، ووعود بتنفيذ أحلام الثورة تحولت إلي سراب جميعها.. وخزانة خاوية ودولة تعيش علي مد الأيدي للغير! وحدود مهددة، وسقوط شهداء من قواتنا المسلحة والشرطة بالخسة والنذالة بينما النظام السابق يتستر علي القتلة.. وازدادت عمليات القتل والاختطاف، حتي الكاهن قتلوه.. هل هذا جهاد يا سفاحين، أم إرهاب؟. ومن جديد استعاد الشعب، بشبابه »المتمرد» ثورته، حشد 23 مليونا في ميادين ومحافظات مصر، ووقف الجيش بقياداته الوطنية المخلصة ليسانده.. وكانت كلمات الفريق أول عبدالفتاح السيسي وقواتنا المضحية دائما بحياتها عبر التاريخ الطريق إلي الخلاص والنور.. وحدث التحول في الفكر الأمريكي والعالمي، حتي اتهم الكونجرس الأمريكي أوباما بالغباء السياسي.. وفشلت محاولات النظام الاستغاثة بالأصدقاء في الخارج وهي من جرائم الخيانة العظمي. وبلغت الخسة مداها بهجوم نيرون علي فضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والأزهر الشريف، وامتد الهجوم إلي قداسة البابا تواضروس، وهما اللذان طالبا بعدم الاقصاء لأحد، ونبذ الفرقة، والدعوة للتضامن والتآخي والمحبة.. وبينما كنت في طريقي إلي منزلي وجدت لافتة علي قصر العروبة مكتوبا عليها مغلق لحين وصول الرئيس الجديد، وقد كان، وعاش بعض المغرر بهم علي حلم الاعتصام والعودة إلي القصر.. ودارت عجلة الحياة بعد أن كانت قد توقفت لمدة عامين ويزيد، وفي مواجهة الانهيار الاقتصادي وتخفيض التصنيف للبنوك المصرية للمرة الثامنة خلال العامين، ارتفع صوت الزميل محمود سعد مناشدا كبار رجال الأعمال الذين يتجاوز عددهم ربع المليون وأصحاب الدخل الذي يصل المليون، المساهمة في صندوق إعادة بناء مصر وبدأ بنفسه.. وتوالت المبادرات من الفضائيات الأخري ومن بين قياداتها الإعلامية الزميل خيري رمضان ولميس الحديدي والمؤسسات والهيئات والكنيسة المرقسية «كلوت بك» التي أصبحت مركزا لتلقي المساهمات.. ومن يتابع المشهد علي شاشات التليفزيون يري جمال مصر، ونقاء قلبها.. وعزة نفسها.. وهنا اختار من أبطال المشهد الطفل الذي أعلن عن تبرعه بقيمة ملابس العيد «للصندوق» والمواطن الذي رصد مصاريف الحج لنفس الغرض.. والطفلة وشقيقها اللذان قدما كل ما في الحصالة.. والأسرة التي جمعت فيما بينها بعض المال حبا في مصر.. وتتوالي المليارات وعشرات ومئات الآلاف من الدولارات والجنيهات. وقد أعجبني هشام رامز محافظ البنك المركزي عندما رفض اقتراح خيري رمضان الذي طالب بتحويل مدخرات المصريين في الخارج من العملات الحرة إلي الجنيه المصري مؤكدا ضمان البنوك لهذه الأموال كما أودعها أصحابها وحسب رغباتهم الشخصية.. وكان من بين المقترحات التي يتعين علي وزارة المالية دراستها تشجيع الممولين علي سداد الضرائب للسنوات الخمس القادمة مقابل حوافز معقولة.. وتتوالي الأفكار والمساهمات من رجال الأعمال الذين يرفضون الإعلان عن أسمائهم لأنه علي حد قول أحدهم ما سيقدمه هو من الشعب وإليه ردا للجميل «ياسلام علي مصر». قُطعت كل يد تمتد بالسوء إلي جيش الوطن، وكل من يهدد بالتصعيد بدعوي تأكده إن مرسي في مبني الحرس الجمهوري، أو وزارة الدفاع! اين السلمية التي كنتم تعلنون عنها بينما تدربون علي أعمال العنف.. الشعب يريد الوطن والحفاظ علي حياة كل مصري.. رحم الله الشهداء. آخر المقال: منذ أيام احتفلت الولاياتالمتحدة الأمريكية بالذكري 732 لاستقلالها عن الحكم البريطاني.. وبالمناسبة قال أوباما ان المواطنين الأمريكيين في عام 6771 خرجوا للعالم يقولون ان الناس خلقوا «متساويين وأحرار في التفكير، والعبادة، والعيش» لذلك عندما ضرب الاعصار الجزيرة حطم البيوت، ولم يحطم تمثال الحرية.