يقول أرسطو : (آكل الطعام لا طاهيه هو خير من يحكم عليه)..وخروج المعارضين بإعداد مذهلة قدمت حكما صريحا علي سوء طهي الديمقراطية الوليدة.. وزاد عليه انعدام خارطة طريق واضحة ترضي الشباب بجدية التعامل مع فترة التحول الديمقراطي .. في الوقت الذي مرت حولنا تجارب تحول ديمقراطي في اكثر من ستين دولة بعد سقوط الاتحاد السوفييتي بداية التسعينات من القرن الماضي ولم نستفد منها..! وبدأ النظام ممارساته بلا خيال وتحت شعارات عاطفية ضاغطة بدأ انتخابات برلمانية ووضع دستورا لم تتوافق عليه كافة طوائف الامة وتم معاداة مؤسسات الدولة...في وقت لم ير المواطن العادي اية آليات حقيقية للتعامل مع فساد هذه المؤسسات .. واستبدل اصلاح هذه المؤسسات بمحاولات تجريسها وإرهابها وليس اصلاحها حتي تواكب مرحلة التحول الديمقراطي ومراحل التحول الديمقراطي التي لاقت نجاحا ومرت بها العديد من الدول حولنا عادة ما تبدأ بكشف الحقيقة امام الشعب ثم محاكمات ثورية سريعة ليست انتقامية لرموز الفساد وإصلاح مؤسسي فوري وجدي ثم عقد مصالحة مع كل الاطياف وجبر ضحايا الثورة وتخليدهم بطرق عديدة ..! فترات التحول الديمقراطي كتاب مفتوح للجميع تجدها في شيلي واندونيسيا والبرازيل وجنوب إفريقيا وأظن خارطة الطريق التي توافقت عليها اطياف الامة كافية علي الأقل حاليا..لكن المهم الطهي الجيد للخارطة حتي لانجد طعاما ديمقراطيا سيئ الطهي..والشيطان يكمن دائما في التفاصيل ويتبدي حين لا نتعلم من الدرس.. ومن لم يتعلم الدرس فالحشود الشعبية جاهزة دائما لرفض مايسمي في علوم السياسية الديمقراطية السوداء اي التي تتشدق بالصندوق دون فعل ديمقراطي علي الارض يستوعب كل الاطياف.