ماهو سر التحول الذي طرأ علي علاقة الشرطة بالشعب ودعاها للنزول في مظاهرات 30 يونيو ، وما هي دلالات ذلك ؟، هل لان الشرطة تريد ان تعيد حساباتها مع شعب في المرحلة القادمة وبناء علاقة علي أسس سليمة ؟، ام انها تتبرأ مما اقترفته بحق الشعب المصري ؟، وماهي ردود فعل الشعب المصري علي هذا التحول ؟، وكيف قراه الخبراء؟ لقد كان مشهد سيارات الجيش والشرطة وهي تحمل شعار »حماية المواطنين» رائعا حيث تعكس وحدة المؤسستين مع الشعب. حول الأسباب الحقيقية التي تقف خلف مشاركة ضباط الشرطة في التظاهرات التي اندلعت يوم الاحد المنصرم وطبيعة التغير الذي طرأ علي دور الشرطة وعلاقتها بالشعب، يذهب اللواء حسام سويلم الخبير الأمني الي وصف ما حدث بانه شعور طبيعي لدي ضباط وأفراد الشرطة يعكس أنهم وصلوا الي مرحلة من النقمة علي النظام الحاكم وسياساته التي تستهدف تصفيتهم والانتقام منهم عما يتصور الاخوان ان الوزارة اقترفته بحقهم قبل رحيل نظام مبارك، فضلا عن ان الضباط راوا ان هناك فرصة لكي يتخلصوا من الاخوان الذين اذلوهم - علي حد وصفه - طوال العام المنقضي من حكم الرئيس مرسي وقبله في احداث اقتحام السجون وحرقها وتهريب المساجين، معتبرا ان ما حدث من نزول الشرطة يمكن اعتباره شفاء عليل مافي الصدور تجاه الاخوان وحماس وحزب الله الذين - بحسبه - حرقوا السجون واتهموها بقتل المتظاهرين وألحقوا بهم الهزيمة النفسية جراء الإرهاب الذي مارسوه علي الشعب وأجهزته ومنها الشرطة. العميد حسين حمودة الخبير الأمني يشير الي ان التحول الذي طرأ علي موقف الشرطة وظهر امس الاول في تظاهرات 30 يونيو مرجعه التدخلات التي مارسها بعض قادة الاخوان في تغييرات وحركة الشرطة، فضلا عن محاولات تفكيك أجهزة الدولة السيادية ومنها وزارة الداخلية عليهم، وهو الامر الذي جعل وزير الداخلية الأسبق اللواء منصور العيسوي يقود تظاهرة في سابقة جديدة. ويشير حمودة الي ان هناك تأثيرات وضغوطا مورست علي جهاز الشرطة أدت لان يستقيل بعض منهم من الوزارة ويسافر الي الخارج ومن بقي في العمل ظل محاصرا بتهديدات بالحبس او التسريح. يؤكد اللواء فؤاد علام مدير مباحث امن الدولة الأسبق ان الشرطة عانت كثيرا من اتهامات وجهت لها بانها غير وطنية وأنها تعمل لغير صالح المواطنين وان هذا الاتهام وجهته جماعات لها مصالح ورسخته لدي المواطنين وهو اتهام ظالم جاء في إطار مخطط استخدمته هذه المجموعات والقوي السياسية وجعلت منه سببا للاعتداءات علي الشرطة ومبررا قويا لها طوال العامين الماضيين، الي ان جاءت اللحظة المناسبة ووصلت الناس الي حالة من التجاوب مع الشرطة قادت الي المشهد الذي رأيناه بالأمس القريب، اذ ان الطبيعي ان الشرطة تعمل لصالح خدمة الشعب ولن يتغير دور الشرطة بل ما تغير هو نظرة المواطن بفعل عوامل الشحن التي مارستها القوي التي لها مصلحة في رسم صورة ذهنية سلبية لهذا الجهاز العريق. يقول علام " ان مظاهرات 30 يونيو بررت علي ان الشرطة لم تمت يوما ضد الشعب ولكن القوي التي أجبرت وهاجمت شرطة هي التي صورت ذلك وعممته لكي تستفيد منه، الا ان حكمة الشعب المصري انه افرز مخططاتهم وتوحد مع الشرطة، حتي خرجت معهم تعبر عن توجهاتها وقناعات الضباط دون أدني ضغوط من النظام. كلام صورة: صورة موضوعية لمظاهرة