دخل اعتصام المثقفين اسبوعه الثالث .. ، حيث تدور رحا ازمة جديدة في الوسط الثقافى المصرى لرفض شريحة كبيرة من المثقفين و الفنانين المصريين لقرارات وزير الثقافة الجديد علاء عبد العزيز ، والتى تزايدت حدتها هذه مع قرارت الوزير بعزل العديد من القيادات الفنية على راسهم رئيس دار الاوبرا المصرية و دار الكتب و الوثائق القومية ، كلها اسباب ادت لانضمام عدد اكبر من الرافضين للوزير داخل الاعتصام فى مبنى الوازارة الكائن بشارع شجر الدر بالزمالك ، وقد تحول اعتصام الفنانين لمهرجان فنى كبير قدموا خلاله ابداعاتهم و اعمالهم الفنية .. اخبار النجوم رصدت تطورات الاعتصام وكواليسه من الداخل وقضينا الليل معهم لنرصد ما يجرى دتخا مقر وزارة الثقافة . بعد أيام من المناوشات التى دارت بين معتصمى وزارة الثقافة و المؤيدين للوزير من الحركات الاسلامية امام مقر الوزارة تزايدت اعداد المؤيدين للإعتصام من مبدعين و مثقفين و فنانين و متظاهرين و ذلك كان بالتوازى مع التواجد الامنى المكثف فى المكان ، حيث حضرت العديد من الرموز الثقافية و السياسية ومنهم د.محمد البرادعى رئيس حزب الدستور و المناضل العمالى مهندس كمال خليل ، و الفنانتين سميرة أحمد و لبنى عبد العزيز و غيرهم ، حيث شاركوا فى الاحتفالات الفنية المقامة على المسرح الذى تم بناءه خارج اسوار الوزارة المغلقة . فى حماية الأمن فى الأيام التالية لهذه الاحداث كان الوضع هادئاً تماما امام الوزارة و تم تعليق صور فوتغرافية قديمة فى شكل معرض فنى على اسوار الوزارة بعنوان ثقافة مصر و حضارتها ، و فى الداخل تجمع الفنانون و المثقفون المعتصمون فى حديقة المبنى ، تحميهم مدرعات قوات الامن المركزى ، ليعبر الكثير منهم عن استيائهم بسبب عدم الاستجابة لمطالبهم بل و البعث بأفراد يحاولون فض الاعتصام بالقوة و هو ما يعنى عدم احترام المثقفين المصريين الذى من المفترض انهم يمثلون الكيانات الثقافية سواء الادبية او الفنية .. و رغم هدوء ذلك اليوم الا آن نقابة الصحفيين و نقيبها ضياء رشوان رفع قضية على الوزير لاتهامه خلال حديث تليفزيونى له على قناة النيل الثقافية بان هناك صحفيين تم رشوتهم بهدف تشويه صورته و تغيير الحقيقية و هو ما استدعى موقف قانونى من قبل الصحفيين الذين ذكرهم الوزير خلال الحوار من خلال النقابة . كما أدلى الوزير يوم الجمعة الماضية بتصريح جديد له قال فيه ان المعتصمون فى مكتبه ما هم الا مثقفين محليين و ليسوا عالميين لهذا هم ضده فق حمل هذا التصريح علامة تعجب كبيرة فى احاديث المتابعين لهذه الازمة رافضين هذا التعبير نظراً لان الاعتصام يضم مجموعة كبيرة من الادباء و الفنانين المصريين العالميين .. بهاء طاهر على المقهى و على مقهى الخيام بشارع 26 يوليو بالزمالك جلس الكاتب الكبير بها طاهر برفقة الفنان التشكيلى محمد عبلة و دار الحوار حول ماهية اعتصام وزارة الثقافة و ما الطريق الذى سيسير فيه الاعتصام خلال الايام القادمة خاصة مع دعوات التظاهر يوم 30 يونيو القادم .. فى البداية قال بهاء طاهر : تعجبت كثيراً من حديث الوزير الاخير عن اعتصام وزارة الثقافة و اتهامه للمعتصمين بانهم محليون ، فمن الواضح انه لا يعرف لم يتابع جيداً من الذى يشارك فى الاعتصام فهناك كتاب و فنانون عالميون فى ذلك الاعتصام ، و جميعهم اعلنوا موقفهم الصريح ضد هذا الوزير الذى تم تعيينه بطريقة مفاجأة ، و اضاف : الازمة ان وزير الثقافة الحالى لم يدرس جيداً القرارات التى خرج بها فى عزل قيادات الاوبرا و دار الكتب و الوثائق القومية و من المقهى الى قلب الحدث انتقل بهاء طاهر ليتوقف أمام الحاجز الذى أقامته قوات الامن . وقف بهاء طاهر و محمد عبلة ينظرون مبتسمين الى المسرح الذى اقيم بالخارج حيث تم عرض حلقة باسم يوسف على شاشة كبيرة بالخارج و تجمهر امامها العشرات من مؤيدى الاعتصام ، وقال محمد عبلة : انضممت للجماعة الاسلامية عندما كنت صغيراً و تركتها فأنا ضد الاخوان منذ ان كنت شاباً ولا زلت ، و فكرة تعيين وزير للثقافة لا يعبر عن المثقفين هو انتكاسة حقيقية للثقافة المصرية .. هنا انتقلنا الى داخل مقر الاعتصام و هى الفيلا التى يقع بها مكتب الوزير .. فى الداخل جلس مجموعة من المثقفين المشاركين فى الاعتصام منهم الكاتبة الكبيرة سكينة فؤاد و الفنان توفيق عبد الحميد و المخرج خالد يوسف و حمدى الوزير و نهلة سلامة و غيرهم ، حيث ان بعضهم يذهب فى الصباح لاستكمال اعماله الفنية و الادبية و يعود فى المساء للمبيت فى مقر الوزارة . كشرى المثقفين فى كافة الاعتصامات تقع ازمة توفير المواد التموينية عائقاً امام استمرار الاعتصام ، الا ان فى اعتصام الوزارة كان ز الكشرى ز هو الغذاء الموحد للمعتصمين ففى الداخل جاءت اطباق الكشرى البلاستيكية لكافة المعتصمين ليجتمع اكثر من ثلاثون شخصاً من المعتصمين فى قاعة الضيافة لاكل الكشرى سوياً و شرب الشاى و هى العادة التى استمروا فيها على مدار اسبوعاً كاملاً من الاعتصام ، فأثناء وقت الطعام يجلسون للحديث عن ازمة الثقافة فى مصر و المشاريع الفنية داخل غرفة الاعاشة او فى حديقة الوزارة حيث يجتمع المعتصمون فى المساء و يتبادلون الاحاديث عن الوضع الراهن ، و فى كل يوم يأتى ضيف جديد على هذه الجلسة مثل المنتج الفنى سمير خفاجى و عمر حمزاوى و الفنانة بسمة و التى تعذر مبيتها فى الوزارة نظراً لظروف الحمل ، و أيضاً الفنان عزت أبو عوف و الذى يقع منزله فى الجهة المقابلة لمقر الوزارة حيث يزور المعتصمين فى المساء و يعود لمنزله مرة أخرى . مسرح الإعتصام حرص الفنانون و المثقفون المعتصمون على متابعة مسرح الاعتصام فى الخارج حيث حضر العديد من الفنانين و الشعراء و الذين قدموا حفلات فنية صغيرة بالخارج للمتظاهرين ، و على رأس هذه الفرق كانت فرقة وسط البلد و مجموعة من الشعراء الشباب و فرقة الاوبرا الموسيقية و الذى قدموا اغنياتهم وسط هتافات المتظاهرين ، و على جانبى كورنيش الزمالك المؤدى لتمثال ام كلثوم و قفت مجموعة من اعضاء حملة تمرد و الذين انضمت لهم جمعية العسكريين المتقاعدين و مجموعة اخرى من الفنانين ، وبالعودة الى بهو الوزارة قامت فرقة باليه القاهرة التى شاركت فى الاعتصام ايضاً باجراء تمارين الاحماء و الرقص بسبب توقف عن اداء حفلاتهم الخاصة و عدم استكمال تمريناتهم الاسبوعية ، وكان فى الخلفية معرضاً فنيا لرسومات الفنانين التشكيليين المشاركين فى الاعتصام بعنوان ز الباليه ز و هى مجموعة من اللوحات الزيتية التى تم رسمها اثناء الاعتصام لتعبر عن احتجاجهم عن الحديث على حرمانية فن الباليه من قبل بعض الاسلاميين . و بجانب ذلك كان هناك معرضاً أخر بعنوان ز بهية ز و هى لوحات زيتية اخرى جمع فيها الفنانون التشكيليون صورة مصر فى اشكال انسانية مختلفة ، و مع حلول الساعات الاخيرة من المساء ، قلت الاعداد بصورة ملحوظة و يدخل كل الفنانون الى قاعة الاجتماعات فى الوزارة للحديث عن اخر التطورات حول الاعتصام وما اذا كانت هناك بيانات جديدة يجب الاعلان عنها حيث كان اخر هذه البيانات هو قرار المشاركة فى تظاهرات 30 يونيو المقبل و الرفض التام لوزير الثقافة الجديد ، و بعد انتهاء هذا الاجتماع تصعد النساء المعتصمات الى الدور الثانى بينما يبقى الرجال فى الدور الاول حيث يفترشون ارض الوزارة و حديقتها . يوم الثلاثاء الماضى عقد المنظمةن للإعتصام اجتماعاً لالقاء البيان الجديد الذى خرج بتوصيات الاعتصام و حضره كل من الفنانة لبنى عبد العزيز و سميرة أحمد و المنتج صفوت غطاس و الناشط السياسى كمال خليل و الموسيقار راجح داوود و د.أحمد سيد النجار و القى البيان الفنان احمد عبد العزيز حيث قرر المعتصمون المشاركة فى تظاهرات 30 يونيو بمسيرة لكافة مثقفى مصر من مقر الوزارة لقصر الاتحادية و توجيه الشكر لكل القوى السياسية و الثقافية التى دعمت اعتصامهم ، بعدها خرج الفنانون للمشاركة فى فعاليات الاحتفال بالخارج حيث غنت الفنانة عزة بلبع اشهر اغانى الشيخ امام بالإضافة لموسيقيين من دار الاوبرا .